رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبارك فى مذكراته: سلاح الجو المصرى ابتكر حلولا غير تقليدية فى حرب أكتوبر

حسني مبارك
حسني مبارك

سلاح الجو المصري ابتكر خلال حرب أكتوبر، حلولا غير تقليدية، وهو ما تعكسه كلمات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في مذكراته "كلمة السر"، والتي يستهلها.

 

وأشار إلي أن: “مشاركة أكثر من مائتي طائرة في أولي طلعات الضربة الجوية في الساعة الثانية وخمس دقائق يوم 6 أكتوبر لم يكن سوي قمة جبل الجليد، وحتى يسيطر المقاتل على عنان السماء وهو في مواجهة خصمه فإن عشرات من التفاصيل المعقدة علي الأرض، وبين السماء والأرض لا بد أن تكون قد تمت، بدءا من إعادة بناء الطائرات وتوزيعها وحمايتها وطريق التجهيز الفني للطائرات وإعادة تطويرها وتحديثها وتدريب الأطقم المعاونة”. 

 

كلمة السر في انتصار حرب أكتوبر

تعكس هذه الكلمات السابقة كلمة السر في انتصار حرب أكتوبر، 1973، والذي بدأ منذ الأسبوع الأول عقب هزيمة 1967 بحرب الاستنزاف، حتى عبور أول جندي لقناة السويس ورفع العلم المصري. 

 

يرصد “مبارك”، استعدادات سلاح الجو المصري . ويعلي في مذكراته قيمة الفريق أولا لا الفرد، ويذكر تفصيلا دور كل من المقاتلات، والقاذفات والهليوكوبتر، وعمليات الاستطلاع والنقل والاتصال والإبرار والأطقم الفنية. ويوثق ما أنتجه الفكر العسكري العلمي المصري خلال السنوات الست ظهيرا للضربة الجوية وفي الطريق إليها.

 

يفكك محمد حسني مبارك في مذكراته خرافة سلاح الجوي الإسرائيلي، وكيف أن وسائل الإعلام ضخمت من قدراته علي نقيض الواقع. 

 

وبحد قوله: هكذا تحول الطيران الإسرائيلي إلي “وهم كبير” في عقول الإسرائيليين أنفسهم قبل أن يكون وحشا خرافيا طائرا بالنسبة للإنسان العربي".

 

مؤكدا علي: أن العقل العسكري المصري قادر تماما ــ كما أثبتت تجارب 6 أكتوبر ــ علي مجاراة عدوه، بل بالتفوق عليه في مجال التخطيط والإعداد للعمليات العسكرية ـ جوية كانت أو بحرية أو برية. 

 

وأن المفكر العسكري المصري كالمقاتل المصري الذي ظلمته دعايات العدو، لم يكن ينقصه لإثبات وجوده في مجال الإبداع والخلق سوي توافر الإمكانيات العملية والمادية، وحين توافرت له هذه الإمكانيات بهر العالم، بالفعل المنجز وليس الكلام.

 

الابداع والابتكار

ومما يذكره “مبارك” في مذكراته، دور الإبتكار والإبداع الذي تجلي في حرب أكتوبر، لافتا إلي أن ما يطلق عليها خطة عسكرية علمية تتطلب أن يسبقها استطلاع وجمع بيانات بعينها، وكان علي سلاح الجو المصري أن يجد حلا لمعضلة واحهته، ألا وهي أن طائرات الاستطلاع السوفيتية الصنع، لم تكن مجهزة بآلات الاستطلاع والتصوير الجوي المتطورة والمتكافئة مع ما يملكه العدو.

 

 فكان أن الجيل الجديد من علماء سلاح الجو المصري إلا أن أدخلوا تعديلات على طائرات الاستطلاع السوفيتية الصنع، بحيث يمكن تركيب أجهزة التصوير الجوي والاستطلاع الغربية، بصورة تجعلها صالحة لتحقيق المهمة. ورغم صعوبة الأمر لأن أجهزة الاستطلاع الغربية صممت أساسا لكي توضع في طائرات غربية ذات مواصفات خاصة، تتفق في الجهد الذي تحققه مع المواصفات التي روعيت في تصميم الأجهزة الغربية. ولكن باحثينا المصريين بدءوا في التجريب والمحاولة يضعون التصميمات، ويحولونها إلي نماذج مجسدة يجرون عليها تجاربهم حتي وصلوا في النهاية إلي الحل الناجح للمشكلة.

 

ولأول مرة في تاريخ الطيران الحربي، حلقت في الجو طائرة استطلاع سوفيتية الصنع، تعمل عليها أجهزة استطلاع  وتصوير جوي تم تصنيعها في مصانع غربية لم تقلل من كفاءة الطائرة ولم تؤثر علي الإمكانيات الفنية لأجهزة الاستطلاع، نتيجة للتعديلات التي أدخلها باحثو الجو المصريون وكان من نتيجتها تحقيق زيادة واضحة في الكفاءة الاستطلاعية للطائرة، بحيث تمكن طيارو الاستطلاع المصريون، وهم يستعملون الطائرات المعدلة من استخدام الكاميرات الغربية المركبة في طائراتهم الروسية الصنع استخداما دقيقا، سواء في حالات الطيران المرتفع أو المنخفض، بحيث تمكن هؤلاء الأبطال، من الحصول علي صور بالغة الدقة لمواقع وأهداف العدو، واستعدادته العسكرية وترجمت هذه الصور الدقيقة إلي بيانات كاملة وضعت أمام قيادة قواتنا المسلحة، وكان لها الدور المؤثر في التعامل مع العدو، سواء في فترة الإعداد للمعركة أو أثناء القتال.