رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللواء عادل العمدة يكشف قصة الشفرة النوبية وفكرة الخداع الاستراتيجى خلال حرب أكتوبر

اللواء عادل العمدة
اللواء عادل العمدة

كشف اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجي في  حرب أكتوبر، قائلًا: "إنه في إطار خطة الخداع الاستراتيجي كان لابد من الإتيان بعدة عناصر، العنصر الأول يتمثل في توفر المعلومات الكاملة عن العدو، فعندما تم إرسال 220 طائرة تستهدف 95% من الأهداف التي كانت مرصودة في الطلعة الأولى، تحققت بنسبة 95%، وذلك لأننا كنا نمتلك المعلومات الكاملة عن أماكن تمركز عناصر القيادة الإسرائيلية إضافة إلى الاحتياطات الخاصة به". 

وأضاف اللواء عادل العمدة خلال تصريحاته عبر فضائية cbc ، بمناسبة الاحتفال بـ50 سنة على انتصارات أكتوبر، أن هذه المعلومات كان مصدرها الدفع بمجموعات خلف الخطوط، متمثلة في عناصر استطلاع مدعومة بعناصر هندسية، بعنصر يتحدث اللهجة النوبية والتي تمثل الشفرة النوبية، حيث كان ينقل أوضاع القوات الإسرائيلية الموجودة شرق القناة، قبل المعركة.

قصة الشفرة النوبية 

وعن قصة الشفرة النوبية، قال اللواء عادل العمدة، إنه كان يوجد لقاء قائد الجيش الثالث ومتواجد قادة الوحدات وهم الألوية خلال هذا الاجتماع، وقال بأنه يريد أن يجد حلل لفكرة تسريب المعلومات للجانب الآخر من خلال اللاسلكي، لأن اللاسلكي أصبح مكشوفًا، وكل الشفرات الموجودة فيه أصبحت مكشوفة، فأنا سأترك لكم فرصة للتفكير مع ضرورة العودة غدا باقتراحات لحل هذه المشكلة، فركب قائد اللواء ورئيس الأركان سيارتهما بالسائق الخاص بهما، وكان بالصدفة السائق هو البطل أحمد إدريس، وأثناء حوارهما،  طلب منهم إدريس التدخل، وعرض عليهم فكرته وهي "اللهجة النوبية" التي تقرأ ولا تكتب، فسألوه ما معنى كلامك، ليتحدث إدريس بجملة نوبية، لكنهم لم يفهما منه شيئا، فقال لهم لكني أفهمها، فأعجبا بالفكرة واتصلا بقائد الفرقة ومن ثم بقائد الجيش ومنه إلى القائد العام ومنه إلى السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى الرئيس محمد أنور السادات، فطلب لقاء أحمد إدريس، فذهب إدريس مكبل بالقيود حتى يظهر بأنه ذاهب للعقاب أو للحساب، وصعد لرئيس الجمهورية وانتظر في أحد القاعات حتى وصل إليه رئيس الجمهورية الذي ربت على كتفه وطالبه بعدم القلق، إيه فكرتك، فالرئيس كان من أصول نوبية وقد استحسن فكرته، ووافق على تطبيق الفكرة دون أن يعلم عنها أحد، ومن ثم تم عمل مجموعات من الجنود النوبيين، فكان كل فرقة استطلاع تكون مصحوبة بعنصر نوبي يعطي إشارات باللهجة النوبية.