رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى سودانى يكشف لـ"الدستور" أهمية الزراعة لموظفى السودان مع استمرار الحرب

السودان
السودان

قال الصحفي السياسي السوداني محمد إلياس إن الفارين من الحرب الذين يعانون من انقطاع المرتبات منذ منتصف أبريل الماضي عندما استيقظ الجميع في  السودان على صوت الرصاص والانفجارات بين الجيش والميليشيا المتمردة قوات الدعم السريع، اتجهوا إلى حرف أخرى ومهن أخرى من أجل مصدر رزق، كما يواصل الكثير العمل في وظيفة غير وظيفته الأساسية. 

وأضاف إلياس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الفارين لجأوا إلى البحث عن بدائل أخرى بسبب قلة رواتبهم وتوقفها منذ ستة أشهر، كما اتجه العديد منهم إلى الزراعة والريف، وذلك بعد أن اشددت الحرب في كثير من المناطق وبعض العواصم التي أدت إلى نزوح الموظفين إلى مناطق الزراعة والري.

السيناريوهات المتوقعة 

وتابع إلياس أن أبرز السيناريوهات انتعاش مجالى الزراعة والتجارة والمهن الأخرى بخلاف الوظائف في قطاع الحكومة والخاص، لأن الرواتب الآن لا تكفي لغلاء المعيشة وارتفاع سعر الصرف بسبب انخفاض الجنيه مقابل الدولار، ما أدى لبحث الكثير من الموظفين على موارد أخرى مثل الزراعة والري والتجارة، بالإضافة إلى تسوية المحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية والبحث عن حلول أخرى لسد احتياجاتهم. 

وامتدت الحرب المستمرة منذ أشهر في السودان إلى بلدة في جنوب البلاد، ما أجبر الآلاف على الفرار، حسبما أفاد السكان بعد هجمات شنتها قوات الدعم السريع المتمردة التي تقاتل الجيش.

وقال السكان إن مقاتلين من قوات الدعم السريع يستقلون عشرات الآليات المسلحة، هاجموا، السبت، مدينة ودعشانة، على الحدود بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.

وقال الطيب عبدالباقي، وفق فرانس برس، من بلدة العديداب الواقعة على بعد 10 كيلومترات والتي تمكن من الفرار إليها في نهاية المطاف والاحتماء لدى أحد أقاربه: قتل جاري وابن عمي في تبادل إطلاق النار. 

ورغم عدم وجود حصيلة موثوقة جراء القتال في وادي عشانة، قال عبدالباقي: "لا تزال هناك جثث ملقاة على جانب الطريق، ولا نعرف هويتها"، مناشدا "لمنظمات الصحية الاهتمام بها.

وتم الإبلاغ عن نفس المشهد في أجزاء أخرى من البلاد، حيث يُجبر المتطوعون بشكل روتيني على حفر مقابر جماعية ويحذرون من أن عدد القتلى الحقيقي أعلى بكثير مما تشير إليه الأرقام.

وبحلول أوائل سبتمبر الماضي، أدت الحرب بين رئيس الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، والتي بدأت في 15 أبريل، إلى مقتل ما يقرب من 7500 شخص، وفقًا لتقدير متحفظ من موقع وحدث النزاع المسلح. مشروع البيانات (ACLED).

وتركزت أسوأ أعمال العنف في الخرطوم ومنطقة دارفور الغربية، لكن ولاية شمال كردفان، وهي مفترق طرق بين العاصمة ودارفور، شهدت قتالا أيضا.

وأدت المعارك إلى نزوح ما يقرب من 4.3 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى حوالي 1.2 مليون آخرين فروا عبر الحدود.

وتحصنت عشرات العائلات، التي فرت لإنقاذ حياتها لكنها تركت كل شيء وراءها، في المدارس في المنطقة.