رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد أبوالغيط يكشف أسرارًا جديدة عن حرب أكتوبر

 أحمد أبوالغيط
أحمد أبوالغيط

كشف أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدولة العربية، عن أسرار جديدة تخص قرار حرب أكتوبر 1973.

وقال "أبوالغيط"، خلال لقائه الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، إنه تأثر بكتابات القادة العسكريين الألمان في الحرب العالمية الثانية كذلك القادة الإنجليز، بالإضافة إلى القادة الأمريكيين، لافتًا إلى أن المارشال بروك كان يكتب رغم ضغوط الحرب لمدة 5 سنوات عن كل القضايا المطروحة والخلافات والصدامات، لذا قرر يسجل الصدام المسلح بين مصر وإسرائيل، وبدأ في تدوين يوميات الصدام يوم 5 أكتوبر 1973.

وأشار أحمد أبوالغيط إلى أن الرئيس الراحل السادات اكتشف أن لديه وزارتي خارجية وحربية وليس لديه جهاز تنسيق لعمليات الدولة للإعداد لمواجهة إسرائيل خاصة دبلوماسيا، مشيرًا إلى أنه خلق قانونًا لإنشاء منصب مستشار الأمن القومي للتعامل مع التحديات والمواجهة المباشرة مع إسرائيل.

ولفت إلى أن الرئيس السادات عين محمد حافظ إسماعيل مستشارا للأمن القومي، وكان منصبه أعلى من وزارتى الخارجية والحربية، مبينًا أنه اختار 4 دبلوماسيين لمساعدته برئاسة السقر عبدالهادي مخلوف الذي كان سفيرًا لمصر وزير مفوض وعينه مديرًا لمكتبه.

وأوضح أن حافظ استعان بمجموعة من القوات المسلحة والمخابرات العامة والعسكرية، منهم الدكتور زكريا عزمي من الحرس الجمهوري، مؤكدًا أنه عمل على توسيع إطار المكتب ليشمل إعداد الدولة للحرب من كل المجالات ويجمع أفرع الدولة للتخطيط وتجهيز الدولة للحرب بمسئولية مباشرة مع الرئيس السادات، حيث كان يتسم بالتوازن ويعرف جيدًا عناصر السلطة والمسئولية، حيث شغل العديد من المناصب.

"أبوالغيط": محضر 30 سبتمبر وقع في يده خلال أرشفة وثائق مستشارى الأمن القومي

وأوضح "أبوالغيط" أنه وجد كل لقاءات الرئيس محمد أنور السادات وتسليح مصر وتدريب المقاتلين وشكل الأعداد في وثائق مستشاري الأمن القومي، مشيرًا إلى أن محضر 30 سبتمبر وقع في يده خلال أرشفة وثائق مستشاريه الأمن القومي.

وأردف: "الرئيس الراحل السادات هو رجل القرن، هنري كيسنجر، وزير خارجية أمريكا الأسبق، قال في كتاب له تحدث عن 6 شخصيات كان من ضمنها الرئيس السادات، حيث وضع الرئيس السادات في كتابه بمصاف الأنبياء، والسادات كان يريد الحديدة حق الملكية للأرض– الحدود طابا – العريش من وزير خارجية أمريكا الأسبق، أي كانت الطريقة التي حصل بها على الأرض".

وقال "أبوالغيط" إن أحمد ماهر، وزير الخارجية الأسبق، لعب دورًا مهما في سياسة مصر الخارجية، منوهًا إلى أن رسائل الرئيس السادات كان قد كتبها الدكتور أسامة الباز، علاوة على صياغته الخطب والرسائل للرئيس السادات أيضًا، معلقًا: "الفريق محمد صادق والفريق أول أحمد إسماعيل كانوا أحدث من محمد حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي"، لافتا إلى أن عبدالناصر والسادات كانا يدركان ويعدان للحرب من 1967 حتى 1973 من خلال عملية في سيناء.

وتابع الأمين العام لجامعة الدولة العربية: "عاونت كل وزراء الخارجية منذ 1977 حتى توليت حقبة وزارة الخارجية في 2004، وكل وزراء الخارجية كانوا يعتمدون على الدكتور أسامة الباز، وكان يجب كتابة يوميات التاريخ حتى لا يترك للباحثين ليوضع على رفوف المكتبات؛ باعتبار أن كل وزير خارجية له كتب خاصة به".

أسرار عن وثائق حرب أكتوبر وجلسة 30 سبتمبر 

وبشأن 30 سبتمبر 1973، قال "أبوالغيط": "اطلعت على محضر جلسة 30 سبتمبر الخاص بالحرب الذي ترأسه الرئيس السادات، والذي أكد حينه على أنه لا بد أن يسلم الأرض محررة لمن بعده، وكان عبدالهادي مخلوف، مستشار الأمن القومي حينها، متزنا وعاقلا ويعلم كل شيء ولا يتحدث عن أي أمر يخص الحرب".

ولفت إلى أنه تلقى مظروفًا من عبدالهادي مخلوف بشأن محضر 30 سبتمبر المتعلق بحرب أكتوبر 1973، ومقاله في صحيفة الأهرام عن المحضر عندما كان وزيرا للخارجية كان من الذاكرة.

واستطرد: "الرئيس السادات قال خلال اجتماع 30 سبتمبر إنه لم يتم التوصل لاتفاق مع الأمريكان من خلال الوساطة الرومانية واليوغسلافية، والحل أن إسرائيل تجد طريقة لفتح قناة السويس فقط ورفض أي حل جزئي مستقبلي".

واستكمل "أبوالغيط": "العالم في ذلك الوقت نظر لمصر على أنها جثة هامدة، والرئيس السادات تعهد على الدخول في الحرب والقتال وتدمير خط بارليف وتسوية الخلافات بعد انتهاء الحرب، وتم إعداد القوات المسلحة قادرة على تنفيذ عمل عسكري، رغم أنها الطرف الأضعف، لكن يتم توجيه ضربة بالغة العنف للعدو وتدمير خط بارليف مع إجهاض الضربة الإسرائيلية، وفقًا للفريق أحمد إسماعيل، وزير الحربية حينها".

لماذا لم تقم مصر بحرب استنزاف بدلًا من حرب شاملة على إسرائيل في 1973؟
 

وواصل: "القلق أصاب كل من كان في جلسة 30 سبتمبر من قرار الرئيس السادات بالحرب، حتى أكد الرئيس أن القرار مسئوليته وقراره التاريخي أمام شعبه، ووزير التموين طلب من الرئيس تدبير الموارد الاستراتيجية من 3 لـ6 شهور".

واختتم: "وزير الحربية أكد أنه لا يمكن دخول حرب استنزاف ولا بد من توجيه ضربة بالغة القوة، والتنسيق مع الجانب السوري لتوجيه ضربة قاتلة لإسرائيل".