رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين كنا؟.. وكيف أصبحنا؟

سؤال إجابته سهلة وبسيطة للمواطن المخلص الذى يعى الدور الذى تقوم به حكومته من أجل الخروج بالبلاد مما كنا فيه عام 2014، للوصول للوضع الذى أصبحنا فيه فى نهاية 2023. 
كثير من الناس لا يدركون الفرق، ربما لأنهم يعانون من النسيان أو الذاكرة الضعيفة، وبعضهم يعاند ويكابر متأثرًا بما تبثه وسائل الإعلام المعادى لاستقرار بلادنا، لأنه كان يتمنى أن تعم الفوضى أو تحكمها الجماعات المتطرفة. 
ومما لا شك فيه أن الناس تناست أن كل الطرق ووسائل المواصلات فى مصر كان يتم تعطيلها بصفة يومية، كل قرية تقع على الطريق الزراعى بين القاهرة وأسوان كانت تقطع الطريق لأقل احتجاج. وأتذكر أن السكة الحديد كانت تتعرض للتخريب، وقد عانينا من ليلة كئيبة قضيناها داخل قطار 972 القاهرة- أسيوط، عندما تم قطع الطريق أمام القطار بإشعال أفرع الأشجار ووضعها على شريط القطار الحديدى، بين مركزى ببا والفشن، بسبب الحكم بالسجن على رجل من عائلة فى القرية، فقامت عائلته بالاحتجاج بقطع الطريق، بدلًا من الطعن على الحكم. وقتها كانت الساعة التاسعة والنصف مساء، وظل القطار متوقفًا حتى الساعة الواحدة صباحًا، جاء مدير أمن بنى سويف ومعه رجال الشرطة والمحافظ والقيادات الشعبية والدينية من أجل إقناعهم بإزالة الأشجار من أمام القطار. القطار كان موعد وصوله لأسيوط فى الثانية عشرة منتصف الليل. نفدت الأطعمة والمياه التى لدى باعة القطار، والقطار محصور فى منطقة ليس فيها «كبارى» للوصول إلى الضفة الأخرى لترعة الإبراهيمية، وانطفأت أنوار القطار للاحتفاظ بالكهرباء للتكييف، وكانت صرخات الأطفال وكبار السن المحتاجين أدوية تُقطّع القلوب، وتحرك القطار فى الواحدة والنصف صباحًا.
كان اختفاء السلع الضرورية أمرًا متكررًا، وتضاعفت أسعار البنزين لدى بعض عديمى الضمير من أصحاب مستودعات الوقود بسبب بيعه لبعض البلطجية، حيث كانوا يبيعونه فى الأرياف بثلاثة أضعاف الثمن. 
كانت جنازات الشهداء من رجال القوات المسحة والشرطة تتصدر نشرات الأخبار على مدى أربعة أعوام متتالية، وأخبار اغتيالات كبار المسئولين وبعض الضباط من الشرطة والقوات المسلحة تكاد تكون يومية. وتم اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام. دون سبب اقترفه، نسفته كمية متفجرات تكفى لنسف بارجة حربية. 
وعندما بدأت الدولة فى استعادة مقدراتها حتى بدأت فى دراسة المشكلة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد منذ أيام نكسة 1967 وما بعدها. وبعد أن جربت الدولة كل النظم الاقتصادية، الاشتراكية والاشتراكية العلمية، وتحالف قوى الشعب العاملة وملكية الشعب لوسائل الإنتاج والاقتصاد الموجه، ثم الاقتصاد الحر، أو الرأسمالى وهو النظام الاقتصادى الذى تقوم عليه معظم الدول المتقدمة، تم تطبيق قواعده بدقة، فى وقت كانت البلاد تعانى من البطالة لتوقف كل المصانع فى مصر بسبب السرقات والاحتجاجات. وكان لا بد للدولة أن تقوم بعمل مشروعات كثيفة العمالة فى العاصمة الجديدة وإنشاء الطرق ومحاور ربط شرقى النيل بغربه، لامتصاص القوى العاملة وتخفيف البطالة، ومشروعات بناء عمارات لأهالى المناطق الشعبية. وإنشاء الكبارى والطرق، وهو ما شاهدناه فى الدويقة ومعظم المناطق الشعبية فى مختلف المحافظات. 
ومن أشهر تلك المشروعات مشروع الأسمرات هو مدينة سكنية أُنشئت بهدف الحد من العشوائيات المنتشرة فى القاهرة، حيث قامت الحكومة بنقل بعض من الأهالى المتضررين من إزالة العشوائيات إلى هذا الحى. ومن أبرز العشوائيات التى نُقل أهلها إلى الأسمرات «مثلث ماسبيرو، الدوقية بحى منشأة ناصر، دار السلام، إسطبل عنتر، عزبة خير الله، تل العقارب، الماوردى، وبطن البقر». وقد حققت تلك المشروعات أهدافها، حيث حدث تداول لرأس المال وتشغيل للأيدى العاملة وتوفير حياه كريمة للأسر الفقيرة والارتفاع بمستواهم بدلًا من إقامتهم فى الحضيض، وتعرضهم لمخاطر انهيار الصخور من جبل المقطم، كما حدث فى كارثة عام 2008.
فى نفس التوقيت لم تتوقف الدولة عن رفع المستوى الصحى للشعب عن طريق المبادرات المجانية للكشف عن الأمراض المتوطنة، وأهمها فيروس «سى» الذى قضت عليه الدولة تمامًا بعد أن كان يهدد المواطنين بسبب شراسة المرض وعدم القدرة على الفكاك منه، كما قامت الدولة باستيراد العلاج من الخارج وعالجت مواطنيها المرضى مجانًا من خلال المبادرات العديدة التى نفذتها الدولة دون ضجيج.
الغريب أن الإعلام المعادى لم ينفك عن نقل صورة سلبية لتشويه رموز الدولة ونظامها السياسى بالتركيز على مبدأ إنسانى لم تتذكره الدول الأوروبية إلا مؤخرًا وتجاهلته تمامًا فى حروب إسرائيل ومهاجمتها المدنيين، وما فعله ناتو من ضرب ليبيا عام 2012 وضرب العراق منذ عام 2003. وتخريب سوريا وإطلاق الجماعات المتطرفة، «القاعدة وداعش وجبهة النصرة فى سوريا ومالى ولبنان والعراق واليمن»، والتى أطاحت بكل قيم البشرية، وأعادت المجتمع إلى الجاهلية وبيع السبايا وإعدام الأسرى حرقًا، أمام أعين كل العالم الحر الذى كان يؤيدها، كما قامت تلك الدول بحشد الجماعات المتطرفة على حدودنا الغربية والشرقية فى غزة. ولم تتحرك أى دولة أوروبية عندما كان يتم تدمير الكنائس بالمتفجرات وقتل الأقباط فى أعيادهم. كان هناك تربص خطير بكل منجزات دولتنا. عن طريق إعلام خارجى لبعض الدول المؤيدة للإرهاب وحماية الجماعات المتطرفة.
استقرار الدولة واستمرارها يحقق الأمن والتنمية والخروج من المشكلات الاقتصادية، ويحقق العدالة الاجتماعية وارتفاع مستوى المواطنين، وبث الطمأنينة فى قلوبهم، ليتعلموا وينتجوا ويحققوا الرخاء لبلادهم.