رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحداث الجدار.. استراتيجية حماس وفرصة نتنياهو حول احتجاجات السياج الحدودى

السياج الحدودي بين
السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل

بعد دخول نحو 748 يهوديًا أمس الأحد إلى المسجد الأقصى، أعلنت منظمة "الشباب الثائر بغزة"، والتي قادت الاشتباكات والاحتجاجات عند السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، عن استئناف الاحتجاجات والاشتباكات عند السياج الحدودي من الجانب الشرقي، واعتبروا دخول اليهود إلى الحرم القدسي "انتهاكًا للتفاهمات في المسجد الأقصى والقدس".

وذكر البيان المنشور بحسابهم بمواقع التواصل الاجتماعي: "قررنا توسيع حجم المواجهة وصب الزيت على النار، وإشعال حدودنا الشرقية باللهيب، لنهدم جدران الذل والخنوع". وفي المقابل انتقدت حماس دخول مئات اليهود الحرم القدسي، وقال المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع إن "العدوان الصهيوني يتصاعد ضد المسجد الأقصى".

في إسرائيل عقدوا نقاشًا أمنيًا لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة المسئولين الأمنيين، بينهم وزير الأمن يوآف غالانت، رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لبحث بعض القضايا الأمنية من بينها قضية الاشتباكات على الحدود مع قطاع غزة.

استراتيجية حماس

في الأيام الأخيرة تجرى اتصالات مكثفة بين إسرائيل، حماس، عن طريق وسطاء هم الأمم المتحدة، مصر وقطر، في محاولة لتهدئة التصعيد الجديد على حدود قطاع غزة، فيما بدأ التوتر قبل أسبوعين، حيث تجرى كل مساء مظاهرات فلسطينية عنيفة أمام الجيش الإسرائيلي على طول الجدار الأمني. 

حماس من جانبها، تحاول ألا تتحمل المسئولية عن المظاهرات بشكل علني، لكن بالنسبة إلى إسرائيل فالحركة هي التي تمسك بكل الخيوط. 

وهناك تفسير في إسرائيل بأن الأحداث عند الجدار ترتبط بمحاولة حماس ترسيخ مكانتها في الساحة الفلسطينية، وبطلباتها من قطر وإسرائيل: تحويل كامل لمنح المساعدة القطرية، وزيادة عدد العمال من القطاع المسموح لهم بالعمل في إسرائيل، في الوقت الذي تعلم فيه الحركة طبيعة الوضع الداخلي في إسرائيل، وانشغال الحكومة بالأزمة السياسية الداخلية.

فرصة نتنياهو

رغم أن إسرائيل تبدو منشغلة بالأوضاع الداخلية، إلا أنه كما يبدو أن الأحداث على الجدار قد تكون فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإلهاء الإسرائيليين عن الاحتجاجات ضده، وربما القيام بعملية عسكرية ضد القطاع.

فيما لا يزال هذا الافتراض ليس قريبًا، فمن المعروف أن نتنياهو يتردد كثيرًا قبل بدء عملية عسكرية على غزة، كما أن عملية مثل تلك قد تضر بالمباحثات الجارية الآن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، وبالنسبة لنتنياهو فإن إتمام صفقة التطبيع سيكون ترميمًا كبيرًا لمكانته السياسية، وتأثيرها سيكون أفضل كثيرًا من إلهاء الإسرائيليين بضعة أيام أو أسابيع بشن عملية عسكرية على غزة.