رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالى جنين عن الاقتحام الإسرائيلى: هاجمونا بطائرات وأطلقوا الرصاص فى كل مكان.. والسفير الفلسطينى: نطالب العالم بحماية شعبنا

مخيم جنين
مخيم جنين

تعرّض مخيم جنين منذ مساء الإثنين الماضى، لعملية اجتياح كامل وهجوم عنيف من قوات الاحتلال الإسرائيلى بالطائرات الدرون والمدرعات والقوات الخاصة، وأسفر ذلك عن استشهاد ٤ فلسطينيين، جميعهم فى العقد الثانى من عمرهم.

وروى عدد من أهالى المخيم، لـ«الدستور»، وقائع الهجوم الوحشى لقوات الاحتلال، والجرائم التى ارتكبتها ضد الفلسطينيين فى جنين.

وقالت كفاية عبيد، من سكان المخيم، إن الهجوم والتوغل الإسرئيلى بدآ فجأة دون سابق إنذار فى السابعة مساء، وانتشرت قوات إسرائيلية خاصة، وانقطع التيار الكهربائى عن المخيم، وبدأت الاشتباكات بين الشباب والقوات الإسرائيلية الخاصة التى استدعت تعزيزات عسكرية إضافية ومدرعات، وطائرات «درون» محملة بالصواريخ.

وأشارت إلى أن السيدات والأطفال كانوا بالشارع وقت اقتحام القوات الخاصة المخيم، وبدأوا فى الاختباء لأن الرصاص والقصف كانا فى كل مكان، متابعة: «طيران الاحتلال استهدف مجموعة شباب، واستخدم الاحتلال طائرات انتحارية ودرون أكثر من مرة وفى أكثر من موقع».

وأكملت: الكهرباء حتى الآن ما زالت مقطوعة، وتم تشييع جثامين الشهداء، متابعة أن هناك إضرابًا عامًا فى كل مناحى الحياة فى المخيم، احتجاجًا على انتهاكات الاحتلال، وحدادًا على أرواح الشهداء.

فى السياق ذاته، قالت فرح يونس عرعراوى، نجلة عم الشهيد محمود عرعراوى الذى استُشهد فى العدوان على المخيم، إن نجل عمها استُشهد جراء قصف الاحتلال بطائرات «درون».

وأضافت أن نجل عمها أنهى دراسته فى مجال الكهرباء‏ فى ‏جامعة «بولتكنك فلسطين»‏، وكان يعمل مع والده فى الزراعة، مشيرة إلى أن الشهيد كان يستعد لبناء بيته الجديد للزواج وبدء حياة جديدة، لكن الاحتلال قضى على فرحته وأنهى حياته.

وقالت: «الشهيد لديه ٤ أشقاء، واحد منهم مصاب إصابة بالغة، وفقد عينه جراء اقتحام الاحتلال المخيم فى شهر يوليو الماضى»، مضيفة أن شقيقها استُشهد أيضًا قبل شهرين قبل معرفته نتيجة الثانوية على يد قوات الاحتلال.

من جانبه، قال دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، لـ«الدستور»، إن هذه الجريمة البشعة تعكس سياسة حكومة اليمين فى إسرائيل الممعنة فى جرائمها ضد الشعب الفلسطينى، وإدارة الظهر للمجتمع الدولى والضرب بعُرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، خاصة فى تلك الفترة بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع وفد رفيع المستوى وإلقاء كلمة أمامها اليوم.

وأضاف: «الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وكل التقدير والتحية للشعب الفلسطينى الذى يتعرض لتلك الاعتداءات والجرائم البشعة من قوات الاحتلال، وقطعان المستوطنين على مدار اللحظة فى كل الأراضى الفلسطينية المحتلة، سواء فى القدس أو الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم شعبنا يشيع ٦ من شهدائنا الذين قُتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه».

وكشف السفير عن أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رافقتها اجتماعات مهمة تتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء الاجتماع العربى الوزارى التشاورى، أو اجتماع وزراء الخارجية الخاص بعملية السلام فى الشرق الأوسط، فى ظل تصريحات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الذى أكد تمسك إدارته بحل الدولتين.

وتابع: «هذا بجانب التصريحات المقدرة عاليًا من مصر والأردن والسعودية بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أى خطوات فى المنطقة لتحقيق هذا الهدف السامى والوطنى للشعب الفلسطينى، إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودى الذى أكد أيضًا تمسك المملكة بالمبادرة العربية للسلام، وما جاء فيها وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة».

وقال: «نحن ننظر بخطورة بالغة لهذه الجرائم التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى التى أدت بالفعل إلى تدهور الأوضاع فى المنطقة، وهى تتحمل كامل المسئولية، ونحن من جانبنا، نتابع مع المؤسسات الدولية والمحكمة الجنائية الدولية هذه الجرائم، وسنتابع مع الأشقاء والأصدقاء كل ما ترتكبه إسرائيل من ممارسات عنصرية تطهيرية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ومن إجراءات ضد الشعب الفلسطينى، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات يومية، وفرض سياسة الأمر الواقع، وتغيير الواقعين التاريخى والقانونى»، مشيرًا إلى أداء المقتحمين والمستوطنين الصلوات التلمودية والنفخ بالبوق، وكل ذلك له دلالات خطيرة على مجمل الأوضاع فى المنطقة.

وطالب المجتمع الدولى بضرورة وسرعة التحرك العاجل لوضع حد لهذه الجرئم، مطالبًا أيضًا محكمة الجنايات الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاكمة المسئولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم.

كما طالب المجتمع الدولى بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطينى، خاصة أن هناك أوامر إسرائيلية واضحة وصريحة بإطلاق النار على الفلسطينيين، فى ظل مجمل السياسات التى أعلن عنها وزير الأمن الإسرائيلى «بن غفير»، ضد الأسرى والمعتقلين فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية، التى من شأنها أن تؤثر على مجمل الأوضاع فى فلسطين، خاصة أن قضية الأسرى حساسة ومهمة وتمس كل بيت فلسطينى.

وحول كلمة الرئيس الفلسطينى المرتقبة، اليوم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: «نحن تابعنا من قبل كلمات الرئيس أبومازن فى الاجتماعات السابقة، وكانت كلمات مهمة ومحورية ومفصلية وتاريخية».

وتابع: «الرئيس أبومازن يحمل هَمّ الشعب الفلسطينى ورسالة الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية فى حله وترحاله، خاصة فى هذا الوقت مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ٧٨».

وأضاف: «الرئيس أبومازن سيطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته التاريخية والسياسية لوضع حد لهذا الاحتلال الإسرائيلى المستمر، ووضع حد لهذه الجرائم الإسرائيلية المستمرة، وتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطينى».

وكشف عن أن الرئيس عباس سيطالب العالم أيضًا بوضع آلية للاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية فى الأمم المتحدة، فى ظل تعذر اتخاذ قرار فى مجلس الأمن بسبب استخدام أمريكا حق «فيتو»، والاعتراض على طلب دولة فلسطين منذ عام ٢٠١٢ وحتى اليوم. واختتم تصريحاته قائلًا: «أعتقد أن كلمة الرئيس أبومازن ستحمل رسائل كثيرة مهمة تعبر عن مشاعر وأحاسيس ومواقف وتطلعات وطموحات وآمال المواطنين الفلسطينيين، سواء فى داخل فلسطين أو خارجها، مع مطالبة المجتمع الدولى بتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الشرعية الدولية ١٩٤»، لافتًا إلى أن الرئيس عباس سيطالب المنظمة الدولية بتنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبشكل خاص القرار ١٨١ والقرار ١٩٤.