رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجل شقيق بطل «الكتيبة الشهيدة»: «فجّروا أنفسهم فى المدرعات الإسرائيلية»

نجل شقيق بطل «الكتيبة
نجل شقيق بطل «الكتيبة الشهيدة»

قال أحمد عبدالله الشيمى، نجل شقيق الشهيد البطل عبدالكريم الشيمى، إن الشهيد التحق بالقوات المسلحة عام ١٩٦٤، حيث التحق بقوات الصاعقة التى كان يعشقها؛ نظرًا للياقته البدنية العالية، وشارك فى ٣ حروب، هى: «اليمن والاستنزاف وأكتوبر»، وذلك من خلال الكتيبة ١٨٣ صاعقة التابعة للمجموعة ١٣٩ صاعقة.

وأضاف: «كان ينتظر قرار الحرب بفارغ الصبر، ولديه رغبة شديدة فى اندلاعها بأسرع وقت، لتحقيق النصر ومحو هزيمة ٦٧ والثأر لشهداء الوطن وتحرير الأرض، وفى آخر إجازة له قبل الحرب كان يفكر ويسرح كثيرًا، وفى آخر ليلة قبل العودة إلى وحدته لم ينم نهائيًا».

وأكمل: «عندما جاء وقت السفر ودّع جميع أقاربه وجيرانه، وكأنه يعلم أن هذا آخر لقاء معهم، وبعدها بأيام سمعنا باندلاع الحرب، وكان من الصعب للغاية التواصل معه، فانتظرنا عودته لفترة طويلة، وكان شقيقه يذهب إلى وحدته للسؤال عنه، لكنه لم يجد إجابة، ووقتها كان أصدقاؤه يعرفون أنه استُشهد، لكنهم لم يستطيعوا إبلاغ شقيقه».

وأشار إلى اضطرار شقيق الشهيد إلى تنفيذ حيلة لطمأنة والدته على شقيقه، عبر كتابة خطاب باسم الشهيد، ثم طلب من أحد المشاركين فى الحرب من نفس قريته الذهاب به إلى والدته، والتظاهر بالسعادة وإعطاءها هذا الجواب، وهو ما نفذه، فشعر الجميع باطمئنان كان يشوبه بعض القلق، وبالفعل بعدها بفترة طويلة جاء أحد زملاء الشهيد وأعطانا متعلقاته، بعدما أخبرنا باستشهاده.

وقال ابن شقيق البطل إن الأسرة علمت بتفاصيل مهمة ابنهم أثناء حرب أكتوبر، التى بدأت مساء ٥ أكتوبر، عندما تحرك البطل ورفاقه إلى مطار «أبوصوير»، من أجل الإبرار الجوى بطائرة هليكوبتر خلف خطوط العدو بمسافة تبعد ٥٠ كم عن القناة، فى منطقة شديدة الخطورة، لعدم وجود مكان يستترون وراءه، وذلك فى اليوم التالى، يوم السادس من أكتوبر.

وأضاف: «مهمة الشهيد ورفاقه كانت الحفاظ على حياتهم لمدة ٦ ساعات، يمنعون فيها المدرعات الإسرائيلية من الوصول إلى القناة، لحين استكمال الكبارى وعبور قواتنا بالأسلحة الثقيلة».

وواصل: «قاتل الشهيد الشيمى ورفاقه العدو فى معركة غير متكافئة، فقد كانت أسلحتهم خفيفة مقابل أسلحة العدو الثقيلة، كما أن عددهم أقل بكثير من عدد قوات العدو، لا يتعدى ٤٠٠ بطل، كما تم ضرب ما يقرب من نصف عددهم وهم فى الجو قبل الوصول إلى المكان المخصص لهم، ليصبح عددهم ٢٢٠ فدائيًا مصريًا، مقابل ٣ ألوية مدرعة ولواء مظلات إسرائيلية، مزودة بجميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع إمداد مستمر من الذخيرة والطعام».

وأكمل: «تسليح الأبطال حينها كان لا يتعدى التسليح الشخصى من البنادق الآلية والقنابل اليدوية وجميع الأسلحة الخفيفة، ما يعنى خوضهم مهمة انتحارية حتمية، لكنهم كانوا يعرفون أهميتها الكبيرة، من خلال منع المدرعات الإسرائيلية من الوصول إلى القناة، فعزموا على عدم مرورها إلا على أجسادهم».

وتابع: «قاتل الشهيد ورفاقه حتى نفدت ذخيرتهم وغذاؤهم، ولم يكن لديهم إمداد من الذخيرة والطعام، لذا ما تبقى منهم بدأ فى القتال بالأسلحة البيضاء ضد آلاف من العدو، كما فجّر عدد كبير منهم نفسه، فكل بطل كان يفجّر نفسه مقابل دبابة إسرائيلية بطاقمها».

واختتم: «تمت مهمة الأبطال بنجاح، واستطاعوا أن يمنعوا تقدم مدرعات العدو نحو القناة لمدة ٤٨ ساعة كاملة، لحين الانتهاء من إقامة الكبارى وعبور قواتنا بالأسلحة الثقيلة، وتم النصر بفضل الله، مع استشهاد معظم أبطال كتيبة الشهيد، وهو ما جعل اللواء أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم يلقبها بالكتيبة الشهيدة».