رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد كارثة دانيال.. كيف يؤدى تغير المناخ إلى تفاقم الفيضانات القاتلة فى العالم؟

عاصفة دانيال
عاصفة دانيال

يشهد العالم حالة من التغيرات والظواهر المناخية القاسية، كان آخرها العاصفة دانيال التي ضربت مدينة درنة الليبية الساحلية المطلة على البحر المتوسط وجرفت السدود الرئيسية، إلى جانب أحياء بأكملها نتيجة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، مخلفة مئات القتلى والمفقودين.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن تتفاقم تبعات تغير المناخ في المستقبل القريب، خاصة بعد التقارير التي تؤكد أن صيف 2023 كان الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق. 

وأفاد تقرير لموقع إذاعة "إن بي آر" الأمريكية، بأن تغير المناخ يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعًا، حتى في الأماكن القاحلة، حيث يكون إجمالي كمية الأمطار صغيرًا، وذلك لأن الجو الأكثر سخونة يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة، ونتيجة لذلك، أصبحت العواصف المطيرة اليومية، وكذلك العواصف الأكبر مثل الأعاصير، خطيرة بشكل متزايد.

وفي ليبيا، تسببت الفيضانات الكارثية في شرق البلاد في مقتل الآلاف من الأشخاص، إذ تأتي الكارثة بعد سلسلة من الفيضانات القاتلة في جميع أنحاء العالم هذا الشهر، من الصين إلى البرازيل إلى اليونان، وكانت الأمطار الغزيرة للغاية هي العامل الرئيسي وراء مثل هذه الكوارث.

وحسب التقرير، تعزز الخسائر الفادحة في الأرواح في قارات متعددة، الخطر العميق الذي تشكله العواصف المطيرة الناجمة عن المناخ، والحاجة إلى أنظمة إنذار وبنية تحتية أفضل لحماية السكان الأكثر ضعفًا.

ويجعل تغير المناخ هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعًا، حتى في الأماكن القاحلة، حيث يكون إجمالي كمية الأمطار صغيرًا، وذلك لأن الجو الأكثر سخونة يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة، ونتيجة لذلك، أصبحت العواصف المطيرة اليومية، وكذلك العواصف الأكبر مثل الأعاصير، خطيرة بشكل متزايد.

عاصفة دانيال تجتاح ليبيا

واجتاحت عاصفة "دانيال" ليبيا من البحر الأبيض المتوسط ​​خلال عطلة نهاية الأسبوع وأدت إلى هطول أمطار غزيرة بلغ ارتفاعها 16 بوصة خلال 24 ساعة فقط، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهذه كمية كبيرة جدًا من الماء، بحيث لا تستطيع الأرض امتصاصها، خاصة في المناخ الجاف حيث تكون التربة جافة وأقل قدرة على امتصاص الماء بسرعة.

وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات واسعة النطاق، وغمرت سدًا واحدًا على الأقل بالقرب من مدينة درنة الساحلية، وقد أطلق ذلك العنان لسيول من المياه قوية بما يكفي لجرف أحياء بأكملها.

وقبل وصولها إلى ليبيا، دمرت العاصفة التي تسمى "دانيال" أيضًا اليونان وتركيا وأسقطت كميات هائلة من الأمطار. 

وتلقت بعض أجزاء اليونان أمطارًا يزيد ارتفاعها عن قدمين خلال ثلاث ساعات الأسبوع الماضي، وفقًا للسلطات المحلية.

وفي هونج كونج الأسبوع الماضي، تساقطت أمطار قياسية بلغت 6 بوصات في يوم واحد، وتسبب ذلك في فيضانات مفاجئة في المدينة الجبلية الكثيفة، مما أدى إلى جرف السيارات وإغراق محطات السكك الحديدية تحت الأرض.

مصرع أكثر من 20 شخصًا فى البرازيل جراء الفيضانات

وفي البرازيل، تسببت الفيضانات الناجمة عن إعصار الأسبوع الماضي في مقتل أكثر من 20 شخصًا، وتركت مساحة كبيرة من جنوب البرازيل تحت الماء.

وتسعى المدن في جميع أنحاء العالم جاهدة إلى تحديث بنيتها التحتية للتعامل مع الفيضانات الشائعة بشكل متزايد، ولا يستطيع خبراء الأرصاد الجوية مواكبة تغير المناخ في موزمبيق.