رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التايم الأمريكية.. كيف ساهم تغير المناخ فى فيضانات ليبيا المدمرة؟

ليبيا
ليبيا

نشرت مجلة التايم الأمريكية تقريرًا بعنوان كيف ساهم تغير المناخ على الأرجح في الفيضانات المدمرة في ليبيا؟.

يقول العلماء إن عاصفة البحر الأبيض المتوسط ​​التي تسببت في هطول أمطار غزيرة على الساحل الليبي وتسببت في فيضانات، يعتقد أنها أودت بحياة الآلاف من الأشخاص، هي أحدث حدث مناخي متطرف يحمل بعض السمات المميزة لتغير المناخ.

وقالت الصحيفة إن دانيال - الملقب بـ"الدواء" لخصائصه الشبيهة بالإعصار- استمد طاقة هائلة من مياه البحر الدافئة للغاية، وأشار الخبراء إلى أن الجو الأكثر دفئًا يحمل المزيد من بخار الماء الذي يمكن أن يسقط على شكل أمطار.

وقالت كريستين كوربوسييرو، عالمة الغلاف الجوي في جامعة ألباني، إنه من الصعب أن نعزو حدثًا مناخيًا واحدًا إلى تغير المناخ، لكننا نعلم أن هناك عوامل يمكن أن تلعب دورًا في عواصف مثل دانيال تجعل الأمر أكثر احتمالًا.

وأضافت: تتشكل الفطريات الطبية مرة أو مرتين سنويًا في البحر الأبيض المتوسط، وهي أكثر شيوعًا في الفترة من سبتمبر إلى يناير. 

وقال سايمون ماسون، كبير علماء المناخ في المعهد الدولي لأبحاث المناخ والمجتمع التابع لكلية كولومبيا للمناخ، إنها ليست أعاصير حقيقية بشكل عام، ولكنها يمكن أن تصل إلى قوة الإعصار في مناسبات نادرة.

وأضاف أن تشكل دانيال كنظام مناخي منخفض الضغط منذ أكثر من أسبوع، وتم حجبه بواسطة نظام الضغط العالي، مما أدى إلى هطول كميات هائلة من الأمطار على اليونان والمناطق المحيطة بها قبل إغراق ليبيا.

وقال راجو مورتوجودي، الأستاذ في المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي، والأستاذ الفخري في جامعة ميريلاند، إن المياه الدافئة تتسبب أيضًا في تحرك الأعاصير بشكل أبطأ، مما يسمح لها بإلقاء المزيد من الأمطار.

علاوة على ذلك، قال إن النشاط البشري وتغير المناخ معًا "ينتجان تأثيرات مركبة للعواصف واستخدام الأراضي"، وتفاقمت الفيضانات في اليونان بسبب حرائق الغابات، وفقدان الغطاء النباتي، وتفكك التربة، وتفاقمت الفيضانات الكارثية في ليبيا بسبب سوء صيانة البنية التحتية.

وتسببت السدود التي انهارت خارج مدينة درنة بشرق ليبيا في حدوث فيضانات مفاجئة ربما تسببت في مقتل الآلاف، وتم العثور على مئات الجثث الثلاثاء الماضي، وما زال 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد أن اجتاحت مياه الفيضانات السدود وجرفت أحياء بأكملها في المدينة.

لكن جينيفر فرانسيس، وهي عالمة بارزة في مركز وودويل لأبحاث المناخ، قالت إن المياه الدافئة التي سمحت لدانيال بالتكثيف وغذت هطول الأمطار الاستثنائية هي ظاهرة يتم ملاحظتها في جميع أنحاء العالم.

وقالت فرانسيس: "لا يوجد مكان محصن ضد العواصف المدمرة مثل دانيال، كما أظهرت الفيضانات الأخيرة في ماساتشوستس، واليونان، وهونج كونج، ودولوث، وأماكن أخرى".

وحذر كارستن هوستين، عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيج في ألمانيا، من أن العلماء لم يتح لهم الوقت بعد لدراسة دانيال، لكنه أشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط ​​كان أكثر دفئًا بمقدار 2 إلى 3 درجات مئوية هذا العام عما كان عليه في الماضي، وعلى الرغم من أن أنماط الطقس التي شكلت دانيال كانت ستحدث حتى بدون تغير المناخ، إلا أن العواقب ربما لم تكن ستكون بهذه الشدة.