رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موهوبو معرض «معًا» لذوى الهمم: الإبداع يمنحنا طاقة لمواجهة التحديات

جانب من معرض «معًا»
جانب من معرض «معًا» لذوى الهمم

«أنا مش زيادة على الحياة أنا ليا دور لازم يتم»، لم تكن هذه العبارة مجرد مقطع فى أغنية، بل هى معنى يتجسد فى كل يوم وفى كل لحظة لدى متحدى الإعاقة فى أى مكان.

هذا المعنى تجلى بشكل أكبر فى معرض «معًا» للحرف اليدوية والأشغال الفنية لذوى الاحتياجات الخاصة، الذى عُقدت دورته الأولى مؤخرًا فى بيت السنارى الأثرى بالسيدة زينب، بالتعاون مع قطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» مواهب عدد من المشاركين فى المعرض، الذين قدموا منتجاتهم وحظيت بإعجاب الزوار.

عمر عبدالرحمن: أصنع الشموع.. وبطل جمهورية فى ألعاب القوى 

أتقن عمر عبدالرحمن، الشاب العشرينى المصاب بمتلازمة داون، فن صناعة الشموع، بعيدًا عن الشكل التقليدى لها ليحوّلها إلى قطع فنية رائعة بألوانها وأشكالها المختلفة.

واستطاع أن يرسم لوحات باستخدام الشموع، وأبهرت منتجاته زوار معرض «معًا»، وصار له متابعون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى يشيدون بجهوده الرائعة فى هذه الحرفة اليدوية التى يبدع فيها.

وقالت نبيلة هاشم، والدة عمر، إن نجلها منذ أن انتهى من المرحلة التعليمية فكرت مع والده فى تنمية مهاراته، خاصة أنه كان يعانى من مشكلة فى عينه.

وأضافت: «طلب طبيب العيون منه أن يمارس بعض الأنشطة التى تحتاج إلى التركيز والتدقيق، فما كان منا إلا أن ساعدناه على بدء مشروعه بما يحبه ويتقنه من الحرف اليدوية».

وقالت: «فضّل عمر أن يبحر فى عالم صناعة الشموع، وبالفعل ساعده والده على شراء الخامات وتعليمه أساسيات تلك الحرفة حتى أتقنها، وأصبح يقدم أشكالًا متنوعة، منها ما هى ممزوجة بألوان متداخلة وأيضًا الشموع العطرية التى أبدع فى صنعها، ما أهله للمشاركة فى العديد من المعارض كمعرض (تراثنا) و(ديارنا) وغيرهما من معارض الحرف اليدوية والتراثية».

وكشفت عن أن نجلها أيضًا بطل الجمهورية فى ألعاب القوى، وحصل على العديد من الميداليات والجوائز، كما أنه يعتمد عليه ولا يحتاج إلى مرافق، وهو يصرف أموره بشكل طبيعى من تجهيز غرفته ومساعدة نفسه بنفسه.

وأكملت: «أنا أفخر به كثيرًا وأستمد منه القوة والإصرار والتحدى، ونهيئ له أنا ووالده كل ما يحتاجه، ونقدم له كل الدعم والمساندة، ولا نحتاج منه سوى أن يكون سعيدًا فى حياته».

«سامى ودينا»: زوجان يحترفان تركيب العطور: عوائدها تساعدنا

«سامى» و«دينا»، مصابان بإعاقة فى البصر، لكنهما موهوبان فى صناعة العطور، وتستدعيك رائحة عطورهما الذكية من على بعد أمتار وأنت تتجول فى المعرض.

وقالت «دينا» إن زوجها كان يهوى تركيب العطور للاستخدامات الشخصية، وبدأ يطور نفسه فى هذه الصنعة حتى وصل إلى درجة الاحتراف.

وتابعت أنهما قررا معًا أن يبدآ مشروعًا بتركيب وصناعة العطور بمساعدة أبنائهما، فهى لديها ثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة ويتخصص كل واحد منهم فى أمر ما.

وأكملت: «واحد يتولى أمر التسويق وإدارة منصات التسويق الإلكترونية، وأخرى تتولى شراء الخامات مع والدها، بينما يتولى الثالث مسئولية البيع والشراء فى المعارض تحت إشرافنا».

وأضافت: «العمل فى تلك الحرفة رغم صعوبته فإنه يساعدنا كثيرًا فى إنجاز متطلباتنا فى ظل الأعباء المعيشية، وهى فى الوقت ذاته لا تتعارض مع إعاقة زوجى البصرية، فهى تعتمد على حاسة الشم وبالخبرة المكتسبة يومًا عن يوم، لتحديد المعايير المطلوبة ونسب التخفيف فى تعبئة وتركيب الزجاجات».

إسلام أحمد: أنا أول لاعب أراجوز وصانع عرائس من ذوى الهمم

«ليس هناك مستحيل».. بثقة كبيرة فى نفسه آمن إسلام أحمد، طالب بكلية التجارة، من ذوى الهمم، بقدرته على أن يتعلم فن صناعة العرائس وتحريكها، ليكون بذلك أول لاعب أراجوز من ذوى الإعاقة.

وحكى «إسلام»، لـ«الدستور»، أنه رأى أوبريت «الليلة الكبيرة» حينما كان طفلًا، ومنذ تلك اللحظة أحب العرائس وحلم بأن يصنعها ويتعلم تحريكها، ورغم أن كثيرين قالوا إن ظروفه قد تمنعه من ذلك، فإنه حاول حتى أثبت وجهة نظره للعالم كله، ووصل بفضل إيمانه بنفسه إلى الاحتراف، وشارك فى العديد من الحفلات والعروض.

ولفت إلى أنه التحق بالمعهد القومى لثقافة الطفل، وتدرب على أيدى أساتذة هذا الفن، ونجح فى تنفيذ فقرة من الفلكلور الشعبى «الليلة الكبيرة» بحضور عدد من المسئولين، وجرى عرضها على قنوات تليفزيونية.

المدرب محمد إبراهيم: أُعلمهم صناعة السجاد والتطريز والفخار

قال محمد إبراهيم، مدرب الحرف اليدوية لذوى الإعاقة، إنه يُعلّم ذوى الهمم صناعة السجاد والتطريز والفخار، معربًا عن سعادته بالعمل معهم.

وأضاف «إبراهيم»: «نواجه تحديات كبيرة لنساعدهم على التغلب على إعاقتهم، وتعلم حرفة تسهم فى دمجهم بالمجتمع، يخرجون فيها إبداعاتهم وتكون عونًا لهم فى حياتهم لكسب المال الحلال».

وتابع: «إكساب ذوى الهمم حرفة وتعليمهم بالتأكيد يحتاج إلى مجهود كبير، كى يكون الفرد منهم محترفًا، ويختلف الأمر من شخص لآخر حسب نوع الإعاقة، فهناك إعاقات ذهنية تحتاج إلى صبر وحكمة فى التعامل حتى يستطيع الشخص أن ينفذ ما تعلمه ويتقنه».