رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بليغ.. لحن الشجن".. تفاصيل الفيلم الوثائقى المثير عن "ملحن الروائع"

بليغ حمدي
بليغ حمدي

استطاع الملحن بليغ حمدي أن يجسّد حالة فنية رائعة عاشت لسنوات عديدة عبر ألحان أغانٍ لاقت نجاحات غير عادية، وظلت في مخيلة وقلوب محبيه لسنوات طويلة، وهو ما جعل كثيرًا من المفكرين والأدباء يتبنّون كتابة قصص عن روائعه وحياته الشخصية المليئة بالأحداث المتشابكة والتفاصيل الإنسانية الكثيرة، والتي كان أبرزها فكرة سيطرة الإحساس بالخوف من الموت قبل أن يكمل مهمته في عالم التلحين التي جعلته واحدًا من أعظم من أنجبتهم مصر في عالم المزيكا.

فقصص بليغ الكثيرة والتي كان أبرزها قصته مع التفكير في الموت من القصص الإنسانية في حياة الملحن الراحل الذي تم تجسيد حياته بشكل شبه تفصيلي في الفيلم المثير للجدل: "بليغ.. لحن الشجن" الذي تم إنتاجه في 2007 بواسطة أشرف خليل الذي قام بتأليفه وإخراجه في تجربة امتزجت بحب بليغ حمدي على حد وصفه، وهو الدافع الذي جعله يفكر في تقديم العمل من الأساس.

الفيلم يسرد كثيرًا من التفاصيل الحياتية للملحن الكبير من خلال محطات وفصول متتالية بداية من نشأته ودخوله مجال الفن، وانتقاله من الطرب إلى التلحين وتعاونه مع كبار الفنانين، وتم تحضيره في عامين ليتم وضع تحضيراته بشكل جيد يليق بالقامة الكبيرة، خاصة أن حياته مليئة بالتفاصيل الكثيرة.

وقام المخرج والمؤلف أشرف خليل بتقديم العمل على شكل مختلف عما يقدم في الأفلام الوثائقية، حيث قام بوضع المذيعة مها بهنسي في دور الفتاة التي استمعت إلى ألحان بليغ بشكل جعلها تبحث عن تراثه بشكل تفصيلي، ليكون العمل محوره الأساسي عن كيف بنى بليغ مجده بألحان مليئة بالشجن وحب مصر وحب الحياة نفسها.

الفيلم تحدث منذ الوهلة الأولى بشكل تمثيلي عن فتاة تعشق الألحان الأجنبية وتقوم بمحاولة شراء ألبوم طُرح حديثًا من أحد متاجر الكاسيت، لكن تحدث مفاجأة تغير مفاهيم الحياة بالنسبة لها، حيث تستمع إلى أغنية ألف ليلة وليلة لكوكب الشرق، وهو ما يجعلها تتناغم مع وفي موسيقى الأغنية، لتقوم بالبحث عن مؤلفها، ومن هنا تبدأ رحلة الفيلم بشكل وثائقي، ليقوم أشرف خليل بالاتصال بأهل المطرب الراحل مطلع التسعينيات ويقوم بأخذ الموافقة المبدئية على تسجيل المذيعة التي أحبت ألحان ملحن الروائع، وتبدأ الرحلة مع العمل الذي قام مخرجه بالتسجيل مع شخصيات لها علاقة مباشرة به مثل مرسي سعد الدين، شقيقه الأكبر وابن شقيقه هيثم الذي لازمه في أيامه الأخيرة والملحنين حلمي بكر ومحمد نوح، إضافة إلى عدد آخر من الفنانين والموسيقيين الذين عملوا معه أو عرفوه في تلك الفترة.

كما سرد الفيلم تفاصيل نشأته منذ أن كان طفلًا في حي شبرا عبر التسجيل مع الكثير من قاطني شارع رأفت هذا المكان الذي ولد وترعرع فيه، حيث تحدث بعض الأشخاص الذين تواجدوا في حياته وهو صغير عن حلمه الكبير بالعمل مع كوكب الشرق أم كلثوم، وكيف قوبل ذلك بحالة ضحك من قبل أهل منطقته وهو ما كان يرد عليهم بعبارة: "أحاول أن أجتهد لأصل لذلك، وهو ما جعل حلمه حقيقه بعد ذلك".

كما تطرق الفيلم لبعض التفاصيل المهمة في حياته التي كانت تظهر مدى عشقه للمزيكا منذ أن كان شابًا في أوائل العمر، راصدًا بعض العثرات في حياته قبل أن يثبت للجميع نفسه بشكل حقيقي، فالعمل الوثائقي الذي تكلف أكثر من ٩٠ ألف جنيه وقت تحضيره 2007 وهو مبلغ كبير وقته، رصد مراحل مهمة في حياة مداح القمر بتفاصيل واقعية.

الفيلم لاقى حالة نجاح كبيرة خلال عرضه في تلك الفترة، خاصة أنه وضع فيديوهات لبليغ نفسه يتحدث فيها عن تجربته التي انطلقت بالغناء، إلى أن نجح بمساعدة الفنان محمد فوزي للوصول إلى كوكب الشرق التي أعجبت بأغنية "حب إيه" التي جعلته ملحّنًا بشكل رسمي من قبل الإذاعة المصرية، وبعدها انطلق في ألحانه المبدعة التي استحوذت على قلوب الملايين لسنوات طويلة.