رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية بمصر تُحيي ذكرى الطوباوي فريدريك

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكري الطوباوي فريدريك أوزانام (مؤسس جمعية القديس منصور دي بول الخيرية).

في التقرير التالي نرصد أبرز المعلومات عنه ووفقًا للاب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

  • اسمه "أنطوان- فردريك"، وُلِد يوم الجمعة 23 ابريل 1813م، بميلانو – إيطاليا، لأبوين فرنسيين هما "چون و ماري أوزانام"، كان ترتيبه الخامس بين أربعة عشر أخٍ وأخت. وهو واحد ضمن ثلاثة أبناء فقط الذين عاشوا حتى سن الرشد.
     
  • تنحدر أسرته إلى عائلة يهودية كانت قد سكنت تخوم مدينة ليون الفرنسية منذ قرونٍ بعيدة. جدّه هو "چاك أوزانام" كان عالم رياضيات شهير. أما الوالد "چون أوزانام" فقد كان ضابطاً بالجيش في فترة الجمهورية الفرنسية الأولى، ولكن بعد وصول ناپليون بوناپرت، وتأسيس الإمبراطورية الفرنسية الأولى، عاد إلى نشاط عائلته في التجارة ثم التدريس والطِبّ.
    برغم ولادة فردريك في ميلانو، إلا أنه عاد رضيعاً إلى ليون، وتربّىَ فيها. خلال شبابه عاش مرحلة شِكٍّ كبير في الكاثوليكية إذ تأثَّر بأراء أساتذته في كولاچ دي ليون، حيث نمت النزعة اللادينية والحماس للأيدلوچيات السياسية بين كثير منهم.
     
  • بدأت تتوجه قناعات أوزانام نحو العدالة الإجتماعية العملية لا النظرية الغير مُفعَّلة، فنمىَ إهتمامه بالفقراء، كما ازداد ارتباطه بالكنيسة والإيمان، فأوجد وقتاً لخدمة جمعية "نشر الإيمان" من خلال موهبته بالكتابة، وهي جمعية للعلمانيين الكاثوليك تهدف لدعم الإرساليات المسيحية بعناصر علمانية إلى جانب المكرسين والكهنة، وكانت مقالاته سبباً في إكتشاف كثير من العلمانيين لدعواتهم في الإرساليات الخدمية الكاثوليكية داخل فرنسا وخارجها.
     
  • في خريف عام 1831م، ذهب لدراسة القانون بجامعة پاريس، وهناك عانى كثيراً من الحنين إلى مدينته المحبوبة ليون وأنشطته الخدمية فيها. ولم تهوِّن عليه فترة غربته سوى تعرفه على عائلات كاثوليكية مثل عائلة عالم الرياضيات والفيزياء "أندريه- ماري أُمپير"، وكذلك "فرانسوا رينيه دي شاتوبريان" و الراهب الدومنيكاني "چون باتيست أُنري لاكوردير".
    فيما كان فرديريك لا يزال طالباً، بدأ عمله الصحفي، وساهم بكتابات كثيرة لجريدة المنبر الكاثوليكي اليومية 
     
  • بدأت الجمعية بمجموعة صغيرة من أصدقائه الشباب الكاثوليك الذين حاولوا أن يؤثروا في حياة الفقراء تأثيراً عملياً، والجدير بالذكر أنه عند وفاة فردريك أوزانام كان عدد أعضاء الجمعية قد وصل إلى 2000 عضو.
     
  • إستعانت الجمعية الناشئة بخبرة الأخت "روزلي روندو" (الطوباوية روزلي روندو فيما بعد)، وهي راهبة برهبنة بنات الإحسان للقديس ڤـنـسـان دي پول، وهي الجماعة الرهبانية الخدمية التي تأسست عن يد القديس دي پول والقديسة "لويز دي مورياك". وقد كانت الأخت روزلي روندو خادمة متميزة بالأحياء الپاريسية الفقيرة، ولديها دراية كبيرة بإحتياجاتهم وأساليب الخدمة المُثلىَ لهم.
     
  • برغم كل هذه الإنشغالات إلا أن أوزانام استمر في دراسته، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون عام 1834م، ودرجة البكالوريوس في الآداب عام 1835م، ثم درجة الدكتوراة في القانون عام 1836م.
     
  • كانت دراسة القانون هي رغبة والده، بينما كانت دراسة الآداب هي رغبته، لذلك قرر أن يُحقِّق رغبة الوالد الذي توفِّيَ في العام التالي لحصوله على الدكتوراة في القانون.
    إنضم فردريك إلى نقابة المحامين في ليون عام 1837م، واشتغل بالمحاماة لفترة لجلب الدعم المادي لوالدته، بعد أن أنفق ميراثه على إحتياجات الفقراء.
     
  • لكنه أيضاً لم يُغفِل إهتمامه الأدبي وحصل على درجة الدكتوراة في الآداب عام 1839م، وكانت الرسالة مُتعلقة بأعمال دانتي ألجيري الأدبية، والتي كانت مُلهِمة لمعظم مؤلفات أوزانام فيما بعد.
     
  • عام 1840م، عُيِّن أستاذاً لمادة القانون التجاري بجامعة ليون، وكذلك أستاذاً مساعداً للأدب الأجنبي بالسربون (جامعة پاريس) وهو مايزال في السابعة والعشرين من عمره.
    ك
  • 1841م، تزوج من "إميلي سولاكروا" إبنة رئيس جامعة ليون، وأنجب ابنته الوحيدة "ماري".
    يصفه معاصريه بأنه كان رجل صادق ومُخلِص إلى أقصىَ حد، كان عوناً كبيراً لوالديه ولجميع أصدقائه، كما كان ذا رؤية ورسالة، طموح في كل الإتجاهات التي تدخل دائرة إهتمامه، ويهتم جداً بأدق التفاصيل.
     
  • ورحل أثناء تواجده في مرسيليا يوم 8 سبتمبر 1853م بعمر الأربعين. وتم الدفن بسرداب أسفل كنيسة القديس يوسف للكرمليت، المُلحقة بالمعهد الكاثوليكي بپاريس.
     
  • اليوم يبلغ عدد أعضاء الجمعية حوالي 800 ألف عضو على مستوى العالم، يعملون في حوالي 180 دولة أغلبها دول فقيرة، وتنتشر مقراتها داخل الكنائس والمدارس والمستشفيات والمراكز الإجتماعية بالتعاون والتنسيق مع حكومات الدول، وهي جمعية خدمية من المتطوعين الكاثوليك، لا تلتفت لعقيدة من يحتاج للمساعدة لكنها ترى في شخص الجائع والمريض والسجين والمُشرَّد صورة يسوع المسيح الواجبة الخدمة والتقدير ولها كل روحانيات وتعليم القديس ڤــنــســان دي پول، وقد اشتهرت في مصر بسم "جمعية مار منصور دي پول" نسبة إلى معنى إسم القديس "ڤــنــســان" بالفرنسية واللاتينية.
     
  • تم تطويبه عن يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 22 اغسطس عام 1997م، بكاتدرائية نوتردام بپاريس.