رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتورة ياسمين فراج: الشعب المصري محب للغناء والموسيقي وفنان بالفطرة

ياسمين فراج
ياسمين فراج

قالت الناقدة الموسيقية ياسمين فراج، أستاذ الموسيقي والنقد الفني في أكاديمية الفنون، خلال لقائها في برنامج حديث العرب من مصر للإعلامية دكتور درية شرف الدين، أن الفرق الخاصة مثل فرقة نجيب الريحاني كانت تقدم المسرح الغنائي وكانت هذه الفرق هي التي تتحمل مسئولية العرض من الألف للياء، وهو ما لم يعد  موجودا الآن.

وأوضحت أستاذ الموسيقي والنقد الفني في أكاديمية الفنون، أنه عندما ظهرت مسارح الدولة أصبحت الميزانيات للأعمال المسرحية محددة، وفي التسعينيات من القرن العشرين عندما قدمت شيريهان عروض مسرحية استعراضية غنائية، وفي الستينيات أيضا قدم سمير غانم وصفاء أبو السعود أيضا عروض استعراضية غنائية مثل مسرحية "موسيقي في الحي الشرقي"  كان الجمهور يقبل عليها. 

 الموسيقي والغناء الشعبي

كما تحدثت الناقدة دكتورة ياسمين فراج عن مفهوم الأغنية الشعبية، مشيرة إلى أن الأغنية الشعبية بمفهومها الفلكلوري، هي الأغنية التي أنتجها الشعب مجهولة الشاعر والملحن، وهذه الأغنية في الغالب تظهر في مواقف معينة، علي سبيل المثال، الأغنية التي تغني أثناء حصاد محصول القطن، أثناء حفر قناة السويس، أو خلال مقاومة محتل دخل البلد، فبدأ الشعب يصنع هذه الأغنيات، سياسية ساخرة حتي لا تكون مباشرة. هذه هي الأغنية الشعبية التي ينتجها الشعب وتظل تتوارث شفاهة عبر أجيال. 

ولفتت إلي أنه لا يمكن إطلاق مسمي أغنية شعبية على أغنيات سيد درويش، فقد استنبط كلماته هو وبديع خيري ومحمد يونس القاضي، وكل هؤلاء الشعراء والفنانين من النمط الشعبي. 

ولا يمكن تصنيف أغنية "يا بلح زغلول" علي أنها أغنية شعبية، فتصنيفها العلمي موشح، وقد قدمت في أكثر من عمل مسرحي،  بينما منيرة المهدية قدمت أغنية “أوعي الخرطوم يروح منك”، وكانت تقصد بها عاصمة السودان، خلال الفترة التي ظهرت فيها دعوات لتنازل مصر عن السودان، هذه الأغنيات قدمت بهذه الطريقة خوفا من الملاحقة، حيث فرض المحتل البريطاني الرقابة الصالات والمسارح حتي لا يغني أحد في السياسة أو عنها.

 المصري محب للموسيقي والغناء

كما تطرقت أستاذ النقد الفني ياسمين فراج، إلى شغف الشعب المصري بالموسيقي والغناء، مؤكدا علي: وهو ما ظهر في ثورة 30 يونيو، فالمصري أول ما يشعر بالغضب يخرجه في صورة غناء، إما رجوعا إلي الغناء السابق وأما بالتأليف، ونحن شعب محب للغناء والموسيقي وفنان بالفطرة، وأيضا لدينا إرث ليس في الموسيقي والغناء فقط، بل أيضا في الفن التشكيلي والنحت وغيره من الفنون.

لم يعد هناك من يكتب باللغة العربية الفصحي        

وعن حاضر الغناء والموسيقي في مصر الآن، قالت ما يحدث الآن في الغناء والموسيقي نتاج بيئة أخرجت ما نراه الآن، و لذا لا بد من تغيير هذه البيئة ليتغير الفن.

وبمعني أوضح، لدينا قوالب غنائية اندثرت مثل القصيدة، نظرا لتدهور اللغة العربية لعدة أسباب أهمها التعليم والثقافة العامة، ولم يعد هناك من يكتب باللغة العربية الفصحي فاندثر هذا القالب الغنائي. 

وشددتعلي غياب الطبقات المثقفة التي كانت تشد المجتمع المصري فيما قبل للأعلى حتي غير المتعلمين، فكان الناس يستطيعون غناء “الأطلال” مثلا وقراءتها، والجميع كان يخدم على القوى الناعمة، فعلى سبيل المثال كانت أم كلثوم قبل أن تغني قصيدة ما تكون قد نشرت والناس تقرأها قبل أن تغنيها، كل هذه الأمور تدعم وتقوي هذا القالب الغنائي.