رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسمين فراج: لم تعد الأغنية تخرج من المسرح إلى الشارع

ياسمين فراج
ياسمين فراج

دكتورة ياسمين فراج، الناقدة الموسيقية، أستاذ الموسيقي والنقد الفني في أكاديمية الفنون، تحدثت خلال لقاءها في برنامج حديث العرب من مصر، عن الأغنية الشعبية في عصرها الذهبي وكيف عكست ملامح الشخصية المصرية، وكيف غنى المصريون في أفراحهم، وفي مناسباتهم الاجتماعية والوطنية. كيف عبروا بالموسيقي والغناء عن حبهم للحياة، وعن رفضهم للاحتلال والاستعباد والهزيمة.

حول تعدد المجالات الفنية التي تعمل بها ياسمين فراج، سواء في التلحين للغناء المسرحي والتمثيل، قالت: بدأت التمثيل في المسرح في سن مبكرة، وقبل تخرجي من الجامعة أسعدني الحظ بأن أقدم مسرحية نجيب سرور "ياسين وبهية" وكانت من إخراج سعيد سليمان وقدمت علي مسرح الغد بالعجوزة. 

واستمرت في الغناء والتمثيل في المسرح لمدة 12 سنة وتوقفت في 2005. ومن هنا فكرت في رسالة الدكتوراة من خلال برنامج مقترح لتحسين الغناء الفردي أو الجماعي علي المسرح.

وعن المقصود لمفهوم "تحسين الغناء" قالت: الغناء علي المسرح أنواع متعددة، سواء كان مسجلًا مسبقًا أو يؤدي مباشر حي علي المسرح، وهو أصعب أنوع الغناء علي المسرح، خاصة وأن الغناء به شق درامي. فالمسرح هو أبو الفنون وميزته أنه يضم كل عناصر الفن.

 

ــ المسرح الغنائي

وعن المسرح الغنائي أردفت ياسمين فراج: مصر عندها مسرح غنائي من أيام الفراعنة، منها العروض الاستعراضية الغنائية التي تقدم خلال طقوس تتويج الملك والتي تستمر لمدة 3 أيام وتقدم في الشوارع والميادين. وقد استمر هذا الغناء المسرحي حتى القرن العشرين، فكانت هناك نهضة للمسرح الغنائي في ستينيات القرن العشرين وما قبلها، كان عندنا المسرح الغنائي، وكان من رواده الشيخ سلامة حجازي، الشيخ سيد درويش، منيرة المهدية وفرقتها، انتهاء إلي مسرح ملك في النصف الأول من القرن العشرين.

 

ــ أين نحن الآن من المسرح الغنائي؟

ولفتت ياسمين إلي أنه: بلا شك أن المسرح الغنائي ما زال موجودًا، لكنه منحسر في قطاع واحد وهو قطاع الفنون الشعبية ولكنه ليس بالمعني الذي كان موجود به من قبل. فالعروض الغنائية المسرحية قديما لم تكن عروضًا ترفيهية فقط، بل كان هناك شق سياسي في المسرح خاصة في الربع الأول من القرن الـ20 لظروف خاصة في المجتمع آنذاك. أما الآن فالمسرحي الغنائي أصبح ترفيهيًا فقط، ولم تعد الأغنية تخرج من المسرح إلي الشارع كما كانت أيام سيد درويش. 

واستدركت صاحبة كتاب "موسيقى دراما الشاشات.. العقد الأول من القرن الحادي والعشرين" دكتورة ياسمين فراج، عن وجود المسرح الغنائي حاليًا وحاله مقارنة بما كان سابقًا: لم يعد لدينا الممثل المؤهل للمسرح الغنائي، أي يكون قادرًا علي التمثيل والغناء وتقديم الاستعراضات. كما كانت بعض السيدات مثل الفنانة "ملك" يقمن بالتلحين للغناء المسرحي أيضًا.

وعن أسباب غياب الغناء المسرحي كما كان قبلًا، تابعت ياسمين فراج: لا تتوافر لدينا الآن الميزانيات لإنتاج مسرح غنائي بضخامة المسرح الموسيقي بمعايير عالمية، حتي أننا مازلنا نتحدث عن المسرح الغنائي بمفهوهه الستينياتي. بينما المسرح الغنائي يحتاج إلي مجاميع ضخمة، وملابس، وخشبات مسرح مختلفة عن تلك الموجودة حاليًا. كما أن الميزانيات في مسارح قطاع الدولة لا تشجع نجوم الشاشات علي العمل بالمسرح.