رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوشيتيد برس: سيناريوهات 2011 لن تتكرر فى السويداء بسوريا

تظاهرات السويداء
تظاهرات السويداء

استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية في جنوب البلاد للأسبوع الثاني، خاصة من قبل الدروز، حيث لوح المتظاهرون بأعلام الأقلية الدرزية، ورفعوا لافتات مناهضة مع اقتحام مكاتب حزب البعث في منطقة السويداء التي تحتضن أبرز أقليات سوريا.

وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، كانت الاحتجاجات في البداية مدفوعة بارتفاع التضخم والاقتصاد المتداعي في البلاد التي مزقتها الحرب، لكنها تحولت سريعًا إلى الدعوة لسقوط حكومة الرئيس بشار الأسد.

تفاصيل تظاهرات السويداء

وتركزت المظاهرات في محافظة السويداء التي تسيطر عليها الحكومة، معقل الدروز في سوريا، الذين ظلوا إلى حد كبير على الهامش خلال الصراع الطويل الأمد بين الأسد وجماعات المعارضة المسلحة السنوات الماضية.

وأضاف التقرير "في مشهد لم يكن من الممكن تصوره في معقل الدروز، طرد المتظاهرون أعضاء حزب البعث التابع للأسد من بعض مكاتبهم، وأغلقوا الأبواب، وكتبوا شعارات مناهضة للحكومة على الجدران".

وأكدت "أسوشيتيد برس"، أن الاحتجاجات هزت حكومة الأسد، لكن لا يبدو أنها تشكل تهديدًا وجوديًا له، حيث تأتي هذه التظاهرات في وقت عززت فيه القوات الحكومية سيطرتها على معظم أنحاء البلاد وفي هذه الأثناء، عادت دمشق إلى الحظيرة العربية واستعادت علاقاتها مع معظم حكومات المنطقة.

وتابعت "مع ذلك، فإن الغضب يتصاعد، حتى بين السوريين الذين لم ينضموا إلى الاحتجاجات الأولية المناهضة للأسد في عام 2011. وقد قوبلت تلك المظاهرات بحملة قمع قاسية وأغرقت البلاد في سنوات من الحرب الأهلية".

وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة للبعض، جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير قبل أسبوعين عندما خفض الرئيس السوري بشار الأسد برنامج دعم الوقود والبنزين الباهظ التكلفة في البلاد رغم مضاعفته أجور ومعاشات التقاعد الحكومية إلا أنها لم تخفف من وطأة الاحتجاجات، وبدلًا من ذلك أدت إلى تسارع التضخم وإضعاف الليرة السورية ما أدى إلى الضغط الاقتصادي على ملايين السوريين الذين يعيشون في فقر شديد.

هل تتحول تظاهرات السويداء لسيناريو 2011؟

وعلى مدى العقد الماضي، عزلت السويداء نفسها إلى حد كبير عن الانتفاضة السورية التي تحولت إلى صراع مسلح، حيث شهدت المحافظة احتجاجات متفرقة تندد بالفساد والتراجع الاقتصادي في البلاد وهذه المرة، سرعان ما تضخمت الحشود الصغيرة لتضم مئات الأفراد، لتثير هذه التظاهرات أصداء احتجاجات 2011 التي هزت البلاد وأدخلتها في حرب اهلية.

وقال ريان معروف، رئيس تحرير المجموعة الإعلامية المحلية الناشطة "السويداء 24"، لوكالة أسوشيتد برس " وصل الناس إلى نقطة لم يعد بإمكانهم فيها تحمل الوضع فقد اصبح كل شيء ينهار".

وبينما كانت حظوظ الأسد السياسية في ارتفاع في الأشهر الأخيرة، أصبحت حياة الكثير من سكان البلاد بائسة على نحو متزايد.

وقُتل ما لا يقل عن 300 ألف مدني في الصراع منذ 2011، ونزح نصف سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة قبل الحرب، وأصيبت أجزاء كبيرة من البنية التحتية بالشلل، فيما يعيش 90 % من السوريين في فقر، كما أدى الفساد المستشري والعقوبات التي يقودها الغرب إلى تفاقم الفقر والتضخم.

وفي درعا التي يشار إليها غالبًا على أنها مهد انتفاضة 2011 ولكنها الآن تحت سيطرة الحكومة، تم اعتقال 57 شخصًا على الأقل في الاحتجاجات الحالية، وخلافًا لما حدث في عام 2011، لم تستخدم القوات الحكومية القوة المميتة.

وفي السويداء، كان الرد أكثر تحفظًا، حيث يبدو أن الأسد حذر من استخدام الكثير من القوة ضد الدروز، فخلال سنوات الحرب الأهلية، قدمت حكومته نفسها كمدافع عن الأقليات الدينية ضد التطرف الإسلامي.

وعلى مر السنين، قام شباب المحافظة أيضًا بتسليح أنفسهم للدفاع عن قراهم من مسلحي تنظيم داعش والميليشيات المسلحة الأخرى.

ويرى جوزيف ضاهر، الباحث السويسري السوري والأستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، أن هذا الأمر يوفر نوعا من الحماية للمتظاهرين.

وقال ضاهر: "على عكس المناطق الأخرى التي تسيطر عليها الحكومة، تتمتع السويداء بنوع من الحكم الذاتي المحدود".

وفي هذه الأثناء، في دمشق واللاذقية وطرطوس وغيرها من معاقل الحكومة، يعبر البعض عن استيائهم بهدوء أكبر، حيث يكتبون رسائل ولافتات دعم للاحتجاجات ويلتقطون صورًا معها في شوارع مدنهم، ويشاركونها على وسائل التواصل الاجتماعي.