رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة الهجرة تبحث مع المفوض الرئاسى القبرصى إطلاق النسخة الخامسة لـ"إحياء الجذور"

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

التقت السفيرة  سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بماريوس ليستويس المفوض الرئاسي الجديد للشئون الإنسانية والمغتربين، في اليوم الأول لتوليه مهام منصبه عقب تعيينه من قبل الرئيس نيكوس كروستديلوس، رئيس جمهورية قبرص، وليمثل هذا اللقاء الأول له فور مباشرة مهام عمله الرسمية.

وأشارت الوزيرة إلى أن علاقة الشعبين ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، داعية الوزير القبرصي إلى زيارة مصر في ضوء مواصلة تنفيذ المبادرة الرئاسية إحياء الجذور التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية عام 2017، وحرص مصر على تكثيف الجهود لتحقيق التقارب بين الشعوب، كون مصر دولة عالمية cosmopolitan احتضنت كل الجاليات على أرضها من مختلف الثقافات والحضارات، وعلى رأسها الحضارة الهيلنية، ليشكلوا معًا نسيجًا متميزًا انعكس على حضارات الدول الثلاث مصر وقبرص واليونان.

وقد بدأ اللقاء بتهنئة وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي لـ ماريوس ليستويس على تولى منصبه الجديد، متمنية له دوام التوفيق، معربة عن تطلعها لمزيد من التعاون القائم على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، في مختلف المجالات.

تعزيز مجالات التعاون بين مصر وقبرص

وقامت وزيرة الهجرة بإلقاء الضوء على النجاح الذي تحقق للمبادرة الرئاسية إحياء الجذور من تعزيز مجالات التعاون بين مصر وقبرص، وتمت مناقشة العديد من المقترحات والاتفاقات المشتركة في مجالات السياحة والهجرة والمغتربين والملفات ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، قدم السيد المفوض ماريوس ليستويس الشكر لوزيرة الهجرة على استجابتها لعقد هذا اللقاء، والذي يحمل طابعًا خاصًا، مشددا على ما يكنه القبارصة من حب عميق لمصر ولحضارتها، ومعربًا عن تمنياته لوزيرة الهجرة بدوام النجاح والتوفيق.
 


وخلال اللقاء، استعرضت السفيرة سها جندي، استراتيجية عمل وزارة الهجرة وأهم الملفات التي تركز عليها وجهود وزارة الهجرة في إدارة ملف المغتربين والتواصل معهم، والذي يشكل إحدى أهم أولويات العمل، لما يمثله من أمن قومي للبلاد، كونهم سفراء يحملون اسم مصر بالخارج عاليًا بما يحققونه من نجاحات ذات أثر بالغ في مختلف دول العالم بكل القارات، مؤكدة أن عقول وخبرات المصريين بالخارج ثروة قومية لا تقدر بثمن، ونسعى لإدماجها في استراتيجيات عمل الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الجمهورية الجديدة.

إدارة ملف الهجرة

كما استعرضت كل أشكال التواصل التي تتبعها الوزارة، وكذا المحفزات والبرامج التي تخدمهم وأبناءهم وأحفادهم في المهجر، بالإضافة لعمل وزارة الهجرة على استراتيجية فعالة لإدارة ملف الهجرة الدائمة والمؤقتة بشكل مؤسسي، وإعادة التوطين إن لزم، ومكافحة الهجرات غير الشرعية. وفي هذا السياق أشارت سيادتها إلى التجربة الناجحة مع ألمانيا في توفير فرص الهجرة الآمنة المؤقتة والدائمة لألمانيا بغرض التدريب والتشغيل، من خلال المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وهي التجربة التي نسعى للتوسع فيها مع مختلف دول العالم.

اهتمام بالحضارة المصرية


من جانبه، أعرب المفوض القبرصي عن اهتمامه البالغ بالحضارة المصرية القديمة، كونها تتميز بعلاقاتها التاريخية الممتدة عبر مختلف العصور مع الحضارة الهيلنية القديمة، ويشعر بالامتنان للاهتمام الذي توليه مصر بالجاليات القبرصية التي كانت تعيش في مصر، مما يدفع قبرص لتعزيز التعاون مع وزارة الهجرة المصرية في ملف المغتربين من الجاليتين سواء في مصر أو قبرص أو مختلف دول العالم، حيث شكلت الجاليتان جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني في كل من مصر وقبرص وتلعبان دورًا مهمًا في التاريخ الحديث وما زالتا تساهمان حتى الآن بشكلٍ مهم في توطيد العلاقات على المستوى الثنائي بين البلدين.

إحياء الجذور
 

وفي السياق ذاته، ذكرت السفيرة سها جندي الاتفاق والتنسيق مع الجانب اليوناني في شأن الترتيب لمؤتمر (3+1)، والذي عادة ما يتم بين الوزراء الثلاثة المعنيين في إحدى الدول الصديقة لثلاثتهم في عنوان ذى أولوية بالنسبة لهم جميعًا والدولة المضيفة، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور".

وأشارت إلى أن المؤتمر المقبل يمكن أن يركز على الشراكات العلمية او الاستثمارية أو الاجتماعية بينهم، لافتة إلى أن التوجه خلال الاجتماع الأخير قد انصب على عقد هذا الاجتماع في فرنسا أو الولايات المتحدة، حيث تتميز بوجود الجاليات الثلاث فيها، وإمكانية أن يركز هذه المرة على الاستثمار ومشروعات التعاون المشترك، أخذًا في الاعتبار الظرف العالمي. 

وبدوره رحب السيد المفوض بالمقترح ووعد بدراسته والبدء فى التنسيق على مستوي التنفيذين للتحضير لهذا الاجتماع والتشاور بشأن كل التفاصيل.

وأشارت "جندى" إلى إمكانية أن تركز النسخة الخامسة من المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور" على التعاون بشأن مشروعات الطاقة الخضراء والطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، من خلال خلق قنوات اتصال وتعاون وورش عمل، وفعاليات سنوية بين خبراء الجاليات الثلاث في تلك المجالات قبل بداية المؤتمر لتصل به إلى نتائج ذات فائدة. وقد تم الاتفاق على عقد اجتماعات افتراضية على المستوى الوزاري للتنسيق بشأن هذا المؤتمر. 

فائدة عظيمة
 

من جانبه، أعرب المفوض القبرصي استعداده للعمل وتنفيذ المقترح المصري الخاص بـ التوثيق للتاريخ المشترك للجاليات من الدول الثلاث التي مازالت تحيا إلى الآن، مؤكدًا أن هذا المشروع ذا فائدة عظيمة وبُعد ثقافي متميز وتاريخي ممتاز، ومؤكدًا أيضًا ضرورة الإسراع بالبدء في الخطوات التحضيرية على مستوى التنفيذيين لتسجيل فيلم وثائقي لنوثق العلاقات والتعاون المشترك، مشيرًا إلى ضرورة الاستعانة بالمكتبات الكبرى للدول الثلاث في هذا الشأن.

واختتم اللقاء بتأكيد السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، وماريوس ليستويس، المفوض الرئاسي القبرصي الجديد للشئون الإنسانية والمغتربين، على المضي قدمًا في الإعداد للبرامج المشتركة للمغتربين من الخبراء والشباب من البلاد الثلاثة لإحياء والتذكير بالجذور والتاريخ والثقافة المشتركة، وخلق أثر جديد علمي واجتماعي من التعاون الثنائي بين مصر وقبرص، والثلاثي بينهما واليونان مثال يحتذى على جميع الأصعدة الدولية.

جاء اللقاء بحضور كل من أندري تريشينا رئيس إدارة خدمة المغتربين والعائدين القبارصة بالرئاسة القبرصية، والأستاذة/ سارة مأمون، معاون وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والمؤتمرات.