"مش مجنونة ومعمولى عمل".. القصة الكاملة لـ"آكلة ابنها" فى الشرقية

على مدار أربعة أشهر ما زالت حكاية «هناء» سيدة الشرقية التي قتلت طفلها تثير الجدل في محاكمتها، خاصة عقب إدلاءها بأنها «معمولها سحر» وليست مريضة نفسيًا ،وإثبات صحة مرضها، وإصابتها باضطراب ذهاني، على الرغم من أن تقرير المصحة العقلية أثبت غير ذلك.. فما القصة.

بداية تفاصيل القضية

في شهر مايو الماضي، أُثير الجدل في واقعة قتل سيدة لطفلها الذي لا يتجاوز عمره خمسة أعوام، ومزقت جسده لأشلاء، وانتشرت شائعات نفاها بيان النائب العام بطهيها جثته ومحاولة أكلها، خوفًا من تنفيذ تهديد والده لها بأخذه منه وتربيته.

الكل أجمع على جنونها

على الرغم من أن الجميع أجمع على جنونها وتصرفاتها الغربية التي وصلت إلى شرائها احتياجات منزلها من مأكل وخضار من بلد مجاور، خوفًا من أهل القرية، كما أنها كانت تمكث في منزلها بالأيام حتى لا تتحدث مع أحد، وكل هذا التصرفات ظهرت عليها قبل طلاقها، وكانت سببًا في انفصالها عن والد طفلها الوحيد، الذي بمجرد الانفصال منعته عن رؤيته قائلة: «ابني لوحدي».

القطة خنقت عيالها

وعلى رأي المثل «القطة خنقت عيالها» فعلت هناء نفس التصرف مع ابنها فمن كثر خوفها عليه منعته من الخروج كما أنها فكرت شراء الكتب له وتعليمه في البيت بدلا من الذهاب للحضانة أو المدرسة، ولكن كل هذا تبدد عندما قررت أن تخفيه عن أنظار العالم وقتلته وقطعت جسده لأشلاء وأخفت كل جزء في منطقة في البيت.

تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد

وعلى الرغم من الحالة النفسية التي قد تكون فيها المتهمة ،إلا أنه بإيداعها في مستشفى العباسية لمدة 45 يومًا تحت الملاحظة، تبين خلوها من أي مرض عقلي، وهذا ما قالته المتهمة أمام الأطباء وأمام اللجنة النفسية: «أنا لست مريضة.. أنا معمولي عمل والشيخ قالي كده»، ولكن اللجنة الخماسية النفسية التي شكلتها المحكمة أثبتت مرضها باضطراب ذهاني جعلها غير مدركة لما تفعله لابنها.

التقرير النفسي للمتهمة: تعاني من ضلالات وهواجس

وعقب توجيه لها عدة أسئلة من اللجنة النفسية أثبت أن تفكيرها محدود ويحتوي على اضطرابات وهلاوس على الرغم من أنها كانت متعاونة، وتجيب عن كل الأسئلة، مؤكدة أن زوجة شقيقها وعمها عملا لها سحرًا لإيذاء طفلها.

فعلى الرغم من أنها تعي الزمان وتعي بجريمتها وللأحداث فإن ذكاءها محدود، ويندرج تحت فئة الإعاقة العقلية، وتعاني من هلاوس لمسية، حيث أكدت أن هناك من ينغزها في جسدها ولم تره، كما أنها على الرغم من إدراكها لجريمتها إلا أنها لا تدرك العقوبة، فهي استمرت في قول «غلطة ومش هعمل كده تاني»، وأن السبب في ذلك مخاوف على طفلها مرضية تعددت من إيذائها من طليقها وأقاربها وإقامتها وحدها في منزل مهجور، خوفًا من أن يدس السم لها من أقاربها وكانت تشعر دائمًا بأن الخطر يحيط بطفلها.

وبسبب اختلاف ذلك التقرير مع تحقيقات النيابة قررت المحكمة تأجيل محاكمة المتهمة إلى جلسة 16 سبتمبر المقبل؛ لمناقشة اللجنة حول تقريره حرصًا على إرساء العدالة.

تفاصيل القضية

وتعود أحداث القضية رقم 8619 لسنة 2023 جنايات مركز فاقوس، المقيدة برقم 844 لسنة 2023 كلي شمال الزقازيق، عندما وجهت النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار للمتهمة هناء محمد حسن، 37 سنة، ربة منزل، لقتلها ولدها الطفل المجني عليه "سعد. م"، عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك.