رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى العذراء.. "اللاتينية": محبة المال والغنى أصلاً للشرور

السيدة العذراء
السيدة العذراء

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى السيدة العذراء مريم. 

في ذلك الشأن وتعليقًا على الاحتفالات قالت الكنيسة إنه نقرأ في دستور الكنيسة الصادر في المجمع الفاتيكانيّ الثاني ما يلي:"إنَّ العذراء صَعِدت إلى مجدِ السماء وعظَّمها الرب كملكة العالمين حتّى تكون أكثرَ مشابهة لابنها" هذه هي جذور العيد في هذا اليوم، فمريم ملكة لأنّها ترتبط بشكلٍ فريد بابنها، سواء في الدرب على الأرض، أو في مجد السماء.

كان للاحتفالات عظة تلقى على مسامع الحاضرين بالقداس الإلهي، جاء بها: [سمعَت القدّيسة كاترينا الله يقول لها:] يا للأسف يا ابنتي العزيزة، انظري إذًا أيّ عار على هؤلاء النَّاس البائسين الطامعين بخيرات هذا العالم، والّذين لا يتبعون حتّى مؤشّرات النور الطبيعي لاكتساب الخير الأسمى والأبديّ!  وهم لا يفعلون حتّى ما كان يفعلُه أولئك الفلاسفة حبًّا بالعلم فما إن يدركوا أنّ الثروات عقبة أمامهم حتّى كانوا يتخلّون عنها.

أمّا هؤلاء، فيريدون أنْ يجعلوا من ثرواتهم إلهًا لا أكثر ولا أقلّ! أليس بديهيًّا أنّهم يتألّمون ألمًا أشدّ لخسارة هذه الخيرات الزمنيّة منه لخسارتهم إيّاي، أنا الخير الأسمى والغنى الأبديّ. وإذا نظرتِ عن قرب، ستكتشفين أنّ في هذه الرغبة الفاسدة وفي هذه الإرادة المضطربة، في أن يصبح المرء غنيًّا، مصدرَ كلّ الشرور

إن الّذي هُوَ الحَقُّ والحَيَاةُ، قد قال لكم في الإنجيل المقدّس: "إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في ثِقْبِ إِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله". فهؤلاء الأغنياء هم أولئك الّذين يمتلكون أو يشتهون الثروات، عبر تعلّقهم المضطرب بخيرات هذا العالم. وكثيرون هم الّذين كما قلتُ لَكِ، وهم فقراء في الواقع، لكنّهم بتعلّقهم المضطرب، لا يمتلكون أقل من العالم أجمع ويريدون لو استطاعوا أن يكونوا أسيادًا عليه.

ومن المستحيل على هؤلاء أن يمرّوا عبر الباب الضيّق والمنخفض إلاّ إذا ألقَوا حملهم، وحرّروا قلبهم من حبّ العالم وأحنوا رأسهم تواضعًا. والحال، ينبغي المرور عبر هذا الباب: فلا يوجد آخر يوصلُ إلى الحياة. وهناك بابٌ كبير، ولكنّه يفتح على الدينونة الأبديّة! وسيعبُر هؤلاء العميان فيه دون أن يرَوا الهلاك الّذي سينخرطون فيه.