رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوعي التكنولوجي.. السلاح الأقوى لمواجهة الشائعات وحروب الجيل الرابع

الجيل الرابع
الجيل الرابع

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع المتنامي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهم العوامل التي تؤثر على طبيعة الصراعات والحروب في العالم. فالذكاء الاصطناعي هو قدرة الآليات والبرامج على تقديم خدمات وحلول تتطلب مهارات وقدرات عقلية متقدمة، مثل التعلم والتحليل والتخطيط والإبداع، ويُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، منها الصناعة والتجارة والتعليم والصحة والأمن والدفاع.

وفي سياق الأمن والدفاع، يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة وتحديا في نفس الوقت. فمن جهة، يمكن أن يساهم في تحسين قدرات الدول والقوى العظمى في مجالات مثل المراقبة والتجسس والتحليل والتشفير والتشويش والهجوم والدفاع، كما يمكن أن يسهل على الدول تطوير أسلحة ذكية وآلية، مثل الطائرات دون طيار (UAVs) و الروبوتات المقاتلة (LARs)، التي تستطيع اتخاذ قرارات بشأن استهداف أهداف عسكرية أو مدنية دون تدخل بشري. 

ومن جهة أخرى، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي خطرًا على الأمن القومي والإقليمي والدولي، إذا سقط في أيدي جهات فاعلة غير حكومية عنيفة، مثل الجماعات الإرهابية أو المجرمة أو المتطرفة.
 

فهذه الجهات قد تستخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة قدراتها في شن هجمات ضد دول أو مؤسسات أو أفراد، بطرق مبتكرة وغير تقليدية، كما قد تستغل هذه الجهات قوة الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة أو المزورة أو المغرضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف خلق حالة من التأثير والتضليل والإثارة للرأي العام، أو إثارة التوترات والصراعات بين دول أو جماعات أو طوائف.


حروب تكنولوجية

ومن جانبه، يقول المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات: "نحن نعيش في عصر التكنولوجيا المتطورة والمتجددة باستمرار، وفي عام 2023 نشهد تحولا رقميا هائلا وسرعة في نقل المعلومات والبيانات، ولكن مع هذا التطور تزداد أيضا المخاطر والتحديات التي تواجه الأمم والشعوب، فهناك حروب لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية بالأسلحة، بل ربما تكون أخطر منها".

يشير "الجمل" في حديثه لـ "الدستور"، إلى حروب الجيل الرابع والخامس، التي تستهدف الثوابت الوطنية والقيم الإنسانية والأمن القومي للدول، مؤكدًا: "يجب علينا أن نكون واعين ومتيقظين لمواجهة هذه الحروب بالعلم والثقافة والتكنولوجيا، فهي حروب نفسية وإعلامية تهدف إلى زعزعة استقرار الدول وإثارة الفتنة بين مكوناتها".

المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات

ويضيف: "تستخدم هذه الحروب وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة والتشكيك في المؤسسات والشخصيات الوطنية، فمنذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك في عام 2004 وتويتر في عام 2006، أصبحت هذه المواقع ساحة للصراعات والتأثيرات السياسية والفكرية".

وينوّه "الجمل" إلى أن هناك جماعات إرهابية وقنوات فضائية ممولة من خارج الدول تستغل هذه المواقع لبث سمومها وأفكارها المضللة، كما تستخدم هذه الجماعات التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملايين الصفحات والحسابات الوهمية لزيادة انتشار رسائلها وأخبارها المزورة، وهذا يشكل خطرا كبيرا على أمن المعلومات للأفراد، فقد يقعون ضحية للاستغلال أو الابتزاز أو الملاحقة القانونية إذا شاركوا أو نشروا مثل هذه المحتويات.

 

ويستطرد خبير أمن المعلومات: "يجب على كل فرد أن يكون حذرا ومسؤولا عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يصدق كل ما يراه أو يسمعه دون التحقق من مصادره ومنطقة، كما يجب على الدولة والمجتمع أن يقوما بتوعية المواطنين بالمخاطر التي تحيط بهم من هذه الحروب الإلكترونية، وأن يزوداهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل معها، فالوعي التكنولوجي هو السلاح الأقوى للدفاع عن الوطن والحفاظ على هويته وسيادته".

مواجهة الشائعات

أما عن الطرق الفعالة لمواجهة الشائعات وحروب الجيل الرابع، يقول "الجمل" إنها تشمل:

  • أولا: التوعية التكنولوجية للأفراد، وتزويدهم بالمعلومات والمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومسؤول.
     
  • ثانيا: عدم نشر أو تداول أي خبر أو معلومة غير موثقة أو مشبوهة، والتحقق من صحتها من مصادر رسمية وموثوقة قبل نشرها أو تعليق عليها.
     
  • ثالثا: عدم التفاعل مع المنشورات المجهولة المصدر أو التي تحمل محتوى مخالفا للقانون أو الأخلاق أو الأمن القومي، والإبلاغ عنها للجهات المختصة.
     
  • رابعا: الحرص على الحفاظ على خصوصية وأمان حسابات التواصل الاجتماعي، وتغيير كلمات المرور بشكل دوري، وعدم المشاركة في أي صفحات أو تطبيقات وهمية تطلب بيانات شخصية أو مالية.
     
  • خامسا: في حالة تعرض لأي تهديد أو ابتزاز إلكتروني، يجب التوجه فورا إلى مباحث الانترنت، والذي يمكن الاتصال به على الرقم 108.
     
  • سادسا: التحذير من بعض الصفحات والتطبيقات الوهمية التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مزورة أو مضللة، مثل صفحة "اعرف شكلك بعد 70 سنة"، أو تطبيق "العمل في جهة معينة"، والتي تستغل بيانات المستخدمين لأغراض غير شرعية.


وعن كيفية التفرقة بين الصفحات الأصلية والوهمية على فيسبوك، يشير خبير أمن المعلومات، إلى الخطوات التالية:

  • يجب الدخول إلى إعدادات الحساب، ثم اختيار "Apps and websites".
     
  • يظهر قائمة بجميع التطبيقات والصفحات التي يستخدمها المستخدم أو يتابعها.
     
  • يجب مراجعة هذه القائمة بدقة، وإزالة أي تطبيق أو صفحة غير معروفة أو غير مطلوبة.