رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا فعل أولياء الأمور لمواجهة ارتفاع مصروفات المدارس الخاصة؟

أرشيف
أرشيف

قبل شهر من بدء التقديم للمدارس الخاصة، فوجئ مصطفى.ح، أحد أولياء الأمور باتصال من مدرسة نجله كي يخبرونه أن هناك زيادة هذا العام في أسعار المصروفات المدرسية، وجد أن الزيادة مبالغ فيها بشكل كبير إلا أن الوقت كان فات.

يقول: «لم استطع البحث عن مدارس أخرى لأن هناك مواعيد للتقديم لا يمكن فتح الباب بعدها وتغلق المدارس باب التقديم، وهناك كثافة وتكدس على المدارس الخاصة، لذلك اضطريت لتقديم أوراق ابني في نفس المدرسة».

يوضح أن المدارس الخاصة تستغل تعلق الطلاب بها وعدم رغبتهم في تغييرها لأن أصحابهم بها وقضوا بها سنوات عديدة لذلك سيكون التغيير أمر مرفوض لديهم ولا يستطيعون الإقبال عليه، لذلك يضطر أولياء الأمور للموافقة.

ويقول: «أصحاب المدارس الخاصة يقومون برفع المصروفات من تلقاء نفسهم دون الرجوع لأي قانون أو لائحة تخص التعليم، خاصة في ظل الظروف الحالية الاقتصادية الصعبة، والتي يحاول فيها أولياء الأمور لم شتات ما معهم من أموال من أجل بدء العام الدراسي».

وبين أن بعض المدارس قامت بالسماح بتقسيط المبلغ على أولياء الأمور خلال جائحة فيروس كورونا أي العام 2020 و2021 وبعد ذلك قامت بإلغاء الأمر فأصبح على ولي الأمر أن يقوم بدفع المصروفات كاملة بداية كل فصل دراسي أو عام دراسي.

تلك الشكوى ترددت كثيرًا خلال الفترات الماضية من قبل أولياء أمور المدارس الخاصة قبيل بدء العام الدراسي، بسبب الارتفاع الشديد الذي أصاب أسعار المصروفات المدرسية الخاصة تحديدًا، رغم محاولة الحكومة السيطرة على ذلك الأمر.

محاولات التعليم للسيطرة

وسبق وألزمت وزارة التربية والتعليم في مصر المدارس الخاصة بأنواعها بعدم زيادة المصروفات عن النسبة المقررة سنويًا البالغة 7% فقط، وتحصيل المدارس الدولية للمصروفات بالجنيه، حيث كانت تلك أحد الضوابط التي أصدرتها التعليم لتنظيم العمل بالمدارس الخاصة.

كما ألزمت التعليم المدارس بإخطارها بقيمة المصروفات قبل بداية كل عام دراسي بشهر على الأقل، وألزمت المدارس الدولية بإعلان المصروفات الدراسية بالجنيه، وكذلك تحصيلها بالعملة المحلية من جميع الطلاب.

ميرفانا: «ولي الأمر عليه مصروفات ضخمة من كل النواحي»

نفس المعاناة تواجهها ميرفانا. ش، إحدى أولياء الأمور والتي فوجئت بارتفاع تصفه بالضخم في مصروفات المدرسة الخاصة الملتحق بها ابنها: «الأزمة الاقتصادية على الجميع ولكن المدارس الخاصة تقوم برفع المصروفات بزيادة ضخمة».

ووفقًا لبيانات وزارة التربية والتعليم، يبلغ إجمالي عدد المدارس الخاصة في مصر 10450 مدرسة من إجمالي أكثر من 60 ألف مدرسة، ويدرس بالمدارس الخاصة أكثر من 11.5 مليون طالب، و1.3 مليون طالبة وذلك من إجمالي أكثر من 25 مليون طالب في مراحل التعليم الأساسي المختلفة.

تضيف: «ولي الأمر أصبح مطلوب منه دفع مصروفات مدرسية مرتفعة وكتب خارجية ودروس خصوصية ومراجعات نهائية، وأصبح فريسة لمافيا التعليم الخاص، دون الالتزام بالقوانين التي تقرها التعليم من أجل ضبط العملية التعليمية».

وانخفض المعدل السنوي للتضخم العام في مصر إلى 30.6% في أبريل الماضي مقابل 32.7% في الشهر السابق له، وارتفع سجل قسم التعليم خلال أبريل بنسبة 7.7% بسبب زيادة أسعار مجموعة التعليم قبل الابتدائي والتعليم الأساسي بنسبة 8.5%، ومجموعة التعليم الثانوي العام والفني بنسبة 3.5%.

وتشير ميرفانا إلى أنها اضطرت إلى دفع المصروفات المدرسية وعدم تغيير المدرسة بسبب تعلق ابنها بها، وعدم رغبتها في البدء من جديد في تعويده على مدرسة جديدة، موضحة أن التعليم في مصر أصبح مكلف ماديًا للغاية.

وطبقًا لقرار وزير التربية والتعليم، تكون الزيادة في أسعار مصروفات العام الدراسي الجديد 2023/2024، 25% سنويًا في مصاريف المدارس الخاصة، وتكون مصروفات التعليم بها أقل من 2000 جنيه.