رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى القديس ميرون الكاهن الشهيد

الكنيسة
الكنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الخميس، ذكرى القديس ميرون الكاهن الشهيد.

إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني سيرته قائلًا: وُلد ميرون في القرن الثالث الميلادي لأب غني اسمه باترس، وكان له من المال الكثير والممتلكات مالا يحصى لها عدد، وكان ميرون عندما يرى أن مال والده يتكاثر يفكر بالأكثر في فناء هذه الأموال وزوال كيان هذا العالم أجمعه. ولذلك أخذ على عاتقه أن يتفقد المحتاجين والفقراء ويجلس معهم ويعزيهم ويساعدهم بقدر ما يحصل عليه من مصروفه الذي يعطيه له والده. فأحبه الجميع وتكاثر أصدقاؤه وكان يجتمع بهم ليس للسؤال عن احتياجاتهم المادية فحسب بل وللبحث في محبة السيد المسيح للعالم وتعاليمه ووصاياه المحيية.

وتابع: سيم ميرون كاهنًا في مدينة كيزيكس من ضواحي أخائية في آسيا الصغرى، فرعى رعية المسيح بإخلاص وتفاني ومحبة قلبية، فلم يجعل أحدًا محتاجًا إلى مال أو إلى أساليب الحياة المادية واهتم بالأكثر بنفوس شعبه وحياتهم الروحية. فانتشرت أعماله كرائحة ذكية كمثل اسمه الذي تفسيره "ذو الرائحة العطرة". فقد حوَّل مدينته وكل ممتلكاته من قصور إلى ميناء خلاص لكل المؤمنين، فصارت كل ممتلكاته كنائس ومستشفيات وديار للأيتام، وكرَّس لتلك الخدمات الكثيرين من أبنائه الروحيين، أما هو فقد كرَّس ذاته بالكامل لتلبية مطالب شعبه الروحية ونشر الإيمان المسيحي، وكان نشاطه الكبير هذا سببًا في شهرته في ربوع الإمبراطورية الرومانية.
 
وأوضح أمر الوالي بأن يطرحوا ميرون والمؤمنين جميعًا في حفرة كبيرة وأوقدوا فيها النيران فصانه الله من الحريق والتهمت النار كل من كان حولها. وقام مِيرون يصلي داخل النار ويرتل انشودة النصر. فخاف الوالي والحاضرون. ثم اخرجوه من النار وعلقوه وسلخوا جلده واخذوا منه سيوراً. وهو يصلي قائلاً:" انتظرت الرب بصبر فاستجاب صلاتي".

وتابع: ثم أخذ سيراً من جلده ورشق به الوالي فاحتدم هذا غيظاً، فأمر الوالي بإلقائه في السجن فجاءه ملاك الرب يعزيه ويشفي جراحه حتى أصبح جسده سالماً. ولما رآه الوالي صحيح الجسم ظنه ساحراً. فأمر بطرحه للوحوش فآنسته وعند هذا المشهد العجيب، صرخ الحاضرون: عظيم هو الاله الذي بشرنا به مِيرون فخاف الوالي من ثورة الشعب فأرسل الكاهن الى مدينة كيزيكو. وهناك قطع رأسه وتكلل بالشهادة نحو سنة 253. فاحترقوا فيها، مفضلين الموت على ترك عبادتهم للسيد المسيح، وهكذا نالوا إكليل الشهادة. أما ميرون فلم يمت من النيران فأخرجوه وقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة وذلك في 17 أغسطس سنة 284 م.