رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. من هو الأخ روجيه لويس شوتز؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم الجمعة، بذكرى الأخ روجيه لويس شوتز- مؤسس جماعة تيزيه  رائد الحركة المسكونية.

وقالت الكنيسة في نشرة تعريفية لها: ولد روجيه لويس شوتز أو "الأخ روجيه"،في 12 مايو 1915م في بروفانس هو مؤسس جماعة تيزيه وهي جماعة رهبانية مسكونية تجمع بين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس وذلك في عام 1942 م، وكانت قرية تيزيه الواقعة شرقي فرنسا في إقليم بورغونيا هي مركز تلك الجماعة، يزور تلك القرية سنويا آلاف الشباب لغرض الصلاة وبسبب النشاطات الروحية الفريدة التي تقيمها جماعة تيزيه.

وتابع: “بدأ كل شيء عام 1940 عندما ترك الأخ روجيه سويسرا مسقط رأسه، وهو في سن الخامسة والعشرين، ليستقر في فرنسا موطن والدته. كان قد عانى الأخ روجيه قبل ذلك طوال عدة سنوات من مرض السل، وكان قد نضج في داخله، طوال فترة المرض الطويلة، النداء لتكوين جماعة تعيش البساطة وطيبة القلب كحقائق إنجيلية أساسية. وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية كان مقتنعاً بأن عليه أن يساعد من يمرون بمحنة دون تباطؤ، مثلما فعلت جدته قبلاً أثناء الحرب العالمية الأولى”.

وكانت قرية تيزيه الصغيرة التي استقر فيها تقع على مقربة من الخط الذي كان يقسم فرنسا شطرين، وبالتالي كان هذا الموقع ملائماً لاستقبال لاجئي الحرب. 

في الوقت ذاته كان الأصدقاء في مدينة ليون سعداء بأن يشيروا بعنوان تيزيه لكل من يحتاج إلى ملجأ آمن. ثم اشترى الأخ روجيه بيت في تيزيه مع ملحقاته كان مهجوراً منذ سنوات وذلك بفضل قرض ضئيل، ثم اقترح على إحدى أخواته، واسمها جونوفياف، أن تأتي لتساعده على استقبال وضيافة اللاجئين النازحين على تيزيه ومن ضمنهم الكثير من اليهود. 

كانت الموارد المادية محدودة: لم يكن هناك ماءً للشرب لذا كانوا يحضرون الماء من أحد آبار القرية، وكان الغذاء متواضعاً، في أغلب الأحيان عبارة عن حساء مصنوع من دقيق الذرة الذي كان يتم شراءه من الطاحونة المجاورة بثمن بخس. 

وكان الأخ روجيه يصلى بمفرده حتى لا يشعر من هم في ضيافته بأي حرج، كما اعتاد على أن يذهب للغابة البعيدة عن المنزل للترنيم. كانت جونوفياف تشرح أيضاً لمن يريد أن يصلي أن يواظب على ذلك في غرفته الخاصة حتى لا يسبب مضايقة لبعض اللاجئين اليهود أو ممن ليس لهم دين. 

ثم طلب أبوي الأخ روجيه من صديق لهم، وهو ضابط فرنسي على المعاش، أن يعتني به وبأخته إذ أنهم كانوا على علم بالخطر المحيط بهم. هكذا فعل الصديق بكل همة إذ أنه في خريف عام 1942 أبلغهم بأن أمرهم قد كشف وأن عليهم مغادرة المكان على الفور والتوجه إلى مدينة جنيف حيث أقام حتى نهاية الحرب. بعد ذلك استطاع الأخ روجيه أن يعود عام 1944، ولكن ليس بمفرده هذه المرة لأنه خلال هذا الوقت كان قد انضم له عدد من الأخوة ليبدؤوا معاً حياة مشتركة استمرت بعدها في تيزيه.

التزام الأخوة الأولين في عام 1945 أسس محامي من المنطقة جمعية لرعاية الأطفال الذين كانوا قد فقدوا والديهم أثناء الحرب ثم طلب من الأخوة أن يستضيفوا عددًا من هؤلاء الأطفال في تيزيه. ولأن جماعة من الرجال لا يمكنها القيام بهذا العمل طلب الأخ روجيه من أخته جونوفياف أن تعود لترعى هؤلاء الأطفال وتكون أمًا لهم. وفي أيام الآحاد كان الأخوة يستضيفون أيضًا بعض سجناء الحرب الألمان المقيمين في معسكر مجاور. ومع الوقت جاء شباب آخرون للانضمام للجماعة الأولى.

وفي عيد القيامة عام 1949 قام سبعة منهم بإعلان التزامهم لعيش حياة البتولية وحياة البساطة. كتب الأخ روجيه قواعد جماعة تيزيه خلال رياضة روحية طويلة أثناء شتاء 1952-1953 حيث حدد للأخوة "الأساسيات التي تجعل الحياة الجماعية ممكنة".

مركز تيزيه المسكوني إلتحق بروجيه في مشروعه الناشئ اللاهوتي ماكس توريان والمهندس الزراعي بيير سوفران، وبدأ الثلاثة بعد انتهاء الحرب بتحويل تيزيه إلى مركز رهبانيتهم، حيث عاشوا وهم من خلفية بروتستانتية على طريقة الحياة الرهبانية البنديكتانية، وفي عام 1949 م أصبح عددهم سبعة ودعوا أنفسهم بالإخوة، وسمح السفير الفاتيكان في فرنسا آنذاك لتلك المجموعة باستخدام كنيسة قرية تيزيه الكاثوليكية للصلاة وكان اسم ذلك السفير أنجيلو رونكالي والذي أصبح بعد عشرة أعوام يوحنا الثالث والعشرين والذي كان دائما من أقوى مناصري مشروع تيزيه. 

وفي عام 1960، سمح الفاتيكان للكاثوليك بالالتحاق بتلك الجماعة فأصبح بذلك جماعة تيزيه مؤسسة عالمية مسكونية لجميع المسيحيين ومرتبطة بمجلس الكنائس العالمي في جنيف، وهي في اتصال دائم مع الكنيسة الكاثوليكية ولكنها جماعة رهبانية مسيحية لاتنتمي لأي طائفة، وهي تعمل بشكل رئيسي على تعزيز روح الوحدة بين المسيحيين على اختلاف مذاهبهم، وتمكنت هذه الجماعة خلال نصف القرن الماضي من أن تكون أحد أهم المراكز الشبابية في العالم للصلاة والاحتفالات الشعبية الداعية للوحدة.

حظي روجيه باحترام ومحبة الجميع ودعي إلى حضور جلسات المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1962 م بصفة مراقب، حيث تلقى آنذاك دعوة شخصية من البابا نفسه. في 16أغسطس 2005م، أثناء صلاة العشاء العامة، تعرض الأخ روجر لهجوم وقتل على يد امرأة مختلة اقتربت منه بسكين. حضر مراسم الجنازة حوالي 12000 شخص في 23 أغسطس 2005. ترأس الكاردينال والتر كاسبر ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين ، في كنيسة المصالحة في تيزيه مراسم الجنازة الكاثوليكية.

الجوائز التي نالهاجائزة تمبلتون 1974 م.جائزة تجار الكتب للسلام عام 1974 م.دكتوراه فخرية من جامعة وارسو 1986 م.جائزة الأونيسكو لثقافة السلام 1988 م.كارلس برايز من مدينة آخن الألمانية 1989 م.دكتوراه فخرية من جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا 1990 م.جائزة روبرت شومانعام 1992 م.جائزة جامعة نوتردام، إنديانا الولايات المتحدة الأمريكية 1996 م.جائزة من جامعة القديس يوحنا في مينيسوتا الولايات المتحدة الأمريكية 2003م .