رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد العذراء.. اللاتينية: لا ننكر موت مريم بل نؤمن بانتقالها للسماء

عيد العذراء
عيد العذراء

تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد السيدة العذراء، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيّها المعبد الحيّ لألوهة الابن الوحيد المقدّسة، يا أمّ الله، أنا أكرّر ذلك مع الشكر، لم يبعدكِ صعودك عن المسيحيّين قط. أنتِ تعيشين حياة غير فانية لكنكِ لست بعيدة عن هذا العالم الفاني؛ بل على العكس، أنتِ قريبة من أولئك الّذين يدعونك، وأولئك الّذين يفتّشون عنكِ بإيمان يجدونكِ. كان يجب أن تبقى نفسكِ دائمًا قويّة وحيّة وأن يكون جسدك خالدًا. في الواقع، كيف يمكن أن يحوّلكِ انحلال الجسد إلى رماد وغبار، أنت الّتي ساهمت بخلاص الإنسان من هلاك الموت بتجسّد ابنك؟.

يبحث الولد عن أمّه ويرغب في وجودها إلى جانبه، والأم تحبّ العيش مع ابنها؛ بالتالي، بما أنّكِ كنت تحفظين في قلبك الحبّ الأموميّ لابنكِ ولله، كان يفترض أن تتمكّني من العودة إلى جواره؛ كما أنّ الله، بفضل حبّه البنويّ تجاهكِ، كان يجب أن يمنحكِ مشاركة حالته. هكذا، أصبحتِ ميتة تجاه الأشياء الفانية، لكنكِ هاجرتِ إلى الأماكن الخالدة في الأبديّة حيث يسكن الله الذي أصبحتِ تشاركينه الحياة.   

كان جسدكِ مسكنًا له؛ والآن، أصبح بدوره مكان راحتكِ. قال: "هذا هو مَكانُ راحَتي لِلأبد" مكان الراحة هذا، إنه الجسد الّذي لبسه بعدما أخذه منكِ، يا أمّ الله، الجسد الّذي ظهر فيه وسط العالم الحاليّ وسيظهر فيه وسط العالم المستقبليّ عندما سيأتي ليدين الأحياء والأموات، وهذا ما نؤمن به. بما أنكِ مسكن راحته الأبديّة، انتشلكِ من الفساد وأخذكِ معه، لأنّه أراد إبقاءكِ في حضوره وعاطفته. لهذا السبب، كلّ ما تطلبين منه يعطيكِ إيّاه كما إلى أمّ مهتمّة بأولادها؛ وكلّ ما تطلبينه، يُنجِزُه بقوّته الإلهيّة، هو المبارك إلى الأبد.   

وفي نشرتها التعريفية بالعيد قالت الكنيسة: يخبرنا التقليد المسيحي في الشرق والغرب، كما أعلنت الكنيسة عقيدة ايمانية، أن سيدتنا مريم العذراء قد انتقلت الى السماء بنفسها وجسدها. أعلن ذلك البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950. اننا لا ننكر بذلك موت العذراء بل نؤمن بانها انتقلت فيما بعد الى السماء بدون ان يرى جسدها الفساد وذلك بامتياز خاص من الله. فكما اختارها اماً وعذراء، وكما عصمها من الخطيئة الأصليّة، كذلك نقلها إليه بطبيعتها الانسانيّة الكاملة نفساً وجسداً. ان تاريخ هذا العيد قديم، يعود الى ما قبل الجيل السادس على الأرجح. فلتشفع بنا أمنا العذراء