رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة «كورونا».. 51 دولة تسجل إصابات بالمتحور «EG.5»: «يمكنه الهروب من جهاز المناعة»

عودة كورونا
عودة كورونا

- ظهر فى فبراير الماضى وأصبح «السلالة السائدة» فى العديد من الدول

- منظمة الصحة العالمية صنفته ضمن «المتحورات الخاضعة للمراقبة»

سجل أكثر من ٥٠ دولة حول العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، معدل إصابات مرتفعًا بمتحور جديد من فيروس «كورونا»، أطلق عليه العلماء اسم «EG.٥»، وهو تابع لإحدى السلالات ذات التأثير الخطير للفيروس.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من المتحور الجديد، وطالبت الدول بمراقبته، فى ظل ارتفاع معدل تسجيل الحالات المصابة به على مستوى العالم، لكنها أكدت فى الوقت ذاته أن الخطر الذى يشكله على الصحة العامة لا يزال «منخفضًا»، خاصة مع عدم وجود دليل على أنه يسبب «مرضًا أكثر خطورة» مقارنة بالمتغيرات الأخرى المنتشرة فى الوقت الحالى.

وسُجل متحور «EG.٥» لأول مرة فى فبراير ٢٠٢٣، ورغم اكتشافه منذ هذا الوقت، أضافته منظمة الصحة العالمية إلى قائمة «المتحورات التى تخضع للمراقبة» فى ١٩ يوليو الماضى، بعد ارتفاع معدل الإصابات به فى أكثر من ٥٠ دولة.

وأبلغت ٥١ دولة عن وجود إصابات لديها بالمتحور الجديد، بينها الصين والولايات المتحدة وكوريا واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة وبريطانيا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا، كما أنه أصبح «السلالة السائدة» فى عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، وفق ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وذكرت وكالة الأمن الصحى البريطانية «UKHSA» أن المتحور الجديد يشكل، الآن، حوالى واحدة من كل ٧ حالات مصابة بفيروس «كورونا»، وفقًا للمعدلات المسجلة لدى اختبارات المستشفيات.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن الدكتورة ميرا تشاند، نائبة مدير الوكالة، قولها إنه «تم تصنيف EG.٥ لدينا كمتحور فى ٣١ يوليو الماضى، بسبب الارتفاع المستمر فى عدد الحالات المصابة به على المستوى الدولى وداخل المملكة المتحدة، ما يسمح لنا بمراقبته من خلال عمليات المراقبة الروتينية لدينا».

وشهدت بريطانيا زيادة طفيفة فى دخول الأشخاص إلى المستشفيات خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم على ٨٥ عامًا، لكن لا تزال تلك الأرقام أقل من الموجات السابقة، وأيضًا لم تكن هناك زيادة فى عدد الأشخاص الذين يعانون من «مرض شديد» فى العناية المركزة. وتشير تلك المعطيات إلى أن كبار السن قد يكونون هم الأكثر عرضة للإصابة بالمتحور الجديد، بينما لن يؤثر بخطورة على صحتهم، طالما لا يعانون من أمراض أخرى.

وفى الولايات المتحدة تتزايد حالات الإصابة بمتحور «EG.٥»، وتجاوزت معدل الإصابات بالمتغيرات الفرعية الأخرى المتداولة من «أوميكرون»، لكن بفارق ضئيل، وفقًا للتقديرات التى نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

واستنادًا إلى الأدلة المتاحة، يقول مسئولو منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد ما يشير إلى أن «EG.٥» يسبب «مرضًا أكثر شدة»، وأن «المخاطر الناتجة عنه ليست أعلى من المتحورات الأخرى الموجودة حاليًا».

وبين بعض الاختبارات للمتحور أنه يمكنه الهروب من جهاز المناعة بسهولة أكبر من بعض المتحورات المنتشرة، لكن هذا الأمر لم تنتج عنه إصابة الأشخاص بـ«مرض أكثر خطورة».

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المخاطر التى يسببها المتحور الجديد ذات تأثير منخفض، وذلك بناءً على سماته الجينية، وخصائص الهروب المناعى، وتقديرات معدل النمو، لكنه ما زال يسهم فى زيادة حالات الإصابة على مستوى العالم.

وقالت كاثلين كونلى، المتحدثة باسم مركز السيطرة على الأمراض فى الولايات المتحدة، إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن «EG.٥» قادر على الانتشار بسهولة أكبر من أسلافه، مضيفة: «من المتوقع أن تستمر فاعلية العلاجات واللقاحات المتاحة حاليًا ضد هذا المتحور».

ولم تشمل الإصابات بمتحور «EG.٥» أى أعراض جديدة، بل تضمنت الأعراض المعتادة مثل: الحمى، والسعال المستمر، والتغير فى حاسة التذوق أو الشم، والإرهاق والتعب العام، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن أنها تواصل «تقييم تأثير المتغيرات على أداء اللقاحات»، لاتخاذ القرارات بشأن تحديثات تركيبة اللقاح.

وأكد مسئولو وكالة الأمن الصحى البريطانية أن التطعيم لا يزال أفضل دفاع ضد الموجات المستقبلية لـ«كورونا»، معتبرين أنه «لا يزال من المهم أكثر من أى وقت مضى، أن يحصل الناس على جميع الجرعات المقررة لهم من اللقاحات، فى أقرب وقت ممكن».

وأوصت الوكالة البريطانية بغسل اليدين بانتظام، والابتعاد عن الآخرين بقدر الإمكان، خاصةً إذا كنت تعانى من أعراض لمرض فى الجهاز التنفسى.

ورغم تراجع الاهتمام الإعلامى به خلال الفترة الأخيرة، فإنه لم يختف فيروس «كورونا» على الصعيد العالمى، وتم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إصابة جديدة وأكثر من ٣١٠٠ حالة وفاة بالفيروس، خلال ٢٨ يومًا، حتى ٣ أغسطس الجارى، ما يعنى أنه لم يختف حتى الآن، رغم الانخفاض الضخم فى معدلات انتشاره.

ووفق أحدث التقارير لدى منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد حالات الوفاة منذ بداية جائحة «كورونا» ما يقرب من ٧ ملايين شخص.

ومنذ بدء الجائحة، انتشرت آلاف السلالات والمتحورات المشتقة من الفيروس حول العالم، التى كان من بينها سلالات أشد تأثيرًا على الصحة العامة للشخص المصاب، وتسبب له أمراضًا أخرى خطيرة.

وتعد سلالة «أوميكرون» إحدى تلك السلالات، التى تم اكتشافها فى عام ٢٠٢١، وكان لها تأثير مقلق على حياة المصابين بها، وهى التى نتج عنها المتحور الجديد «EG.٥».