رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توتسيتوس.. احتفاء عالمى واسع بالاكتشاف المصرى لـ«فرعون الحيتان»

جريدة الدستور

أثار الاكتشاف المصرى الجديد لحوت منقرض من فصيلة «باسيلوصوريات» اهتمامًا وردود أفعال واسعة عالميًا، خاصة أنه يكشف أسرارًا مثيرة عن تطور الحياة قبل ملايين السنين، وكيف تحول بعض الثدييات من العيش على اليابسة إلى الحياة فى البحار، والحيل التى لجأت إليها لتتكيف أجسادها مع البيئات البحرية.

ونشر مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، مساء أمس، دراسة عن الاكتشاف، وأطلق على الحوت المكتشف اسم «توتسيتوس رياننسيس» أو «فرعون الحيتان»، الذى عاش قبل ٤١ مليون سنة فى مصر.

وترجع تسمية الحوت الذى تم اكتشافه بـ«توتسيتوس» إلى قسمين، الأول «توت» المنشق من اسم الملك المصرى القديم «توت عنخ آمون»، و«سيتوس» والتى تعنى «حوت» باللغة اليونانية، أى معناه «الحوت توت».

وتسلط الدراسة الضوء على أحافير الحيتان المنقرضة، وكيف انتقلت من الحياة على اليابسة إلى العيش داخل البحار، حتى أصبحت بالصورة التى نراها عليها فى العصر الحديث، إضافة إلى الأسباب التى دفعتها إلى الانتقال من الأرض إلى البحر.

وقال هشام سلام، قائد الفريق البحثى المؤلف الرئيسى للدراسة، إن الدراسة الخاصة باكتشاف «فرعون الحيتان» راجعها ٣ علماء كبار من الولايات المتحدة وبلجيكا وبريطانيا، وجرى نشرها فى مجلة «Nature»، التى تعد أكبر مجلة عالمية فى مجال البحث العلمى، ولا تقبل سوى ٢٠٪ فقط من الأبحاث المرسلة إليها.

وبيّن «سلام» أن «توتسيتوس» يعد جد جميع أنواع الدلافين والحيتان الحديثة، وخصائصه التشريحية أقرب لدلافين العصر الحالى.

وأشار إلى أن مجموعات كبيرة من طلاب الجامعة يتوافدون يوميًا على «مركز الحفريات الفقارية» فى جامعة المنصورة، فى مؤشر جيد «يشجعنا على مواصلة عملنا من أجل تقديم جيل جديد من المهتمين بالعلم وتعزيز قدرة المجتمع على التفكير بشكل علمى، من خلال تنشيط الخيال والحث على الإبداع، ورواية حكايات البحث عن كائنات عاشت فى الماضى السحيق، كائنات سادت ثم بادت».

وأولت وسائل إعلام عالمية الاكتشاف المصرى الجديد أهمية كبرى فى تغطيتها، بداية من قناة «ABC NEWS» الأمريكية، التى أذاعت تقريرًا مفصلًا عن الاكتشاف.

ونقلت القناة الأمريكية عن الدكتور عبدالله جوهر، عضو الفريق البحثى، قوله إنه جرى العثور على بقايا الحوت فى عام ٢٠١٢، وكانت مغروسة فى الصخور الجيرية بوادى الحيتان فى مصر، وتضمنت شظايا جمجمة وفكًا وأسنانًا وفقرات.

وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن الاكتشاف المصرى يقدم رؤية فريدة من نوعها وغير مسبوقة فى تاريخ الحيتان المنقرضة.

وقالت الصحيفة، فى تقرير بعنوان «اكتشاف حوت قديم صغير يحمل اسمًا مستوحى من توت عنخ آمون»، إن فريقًا من الباحثين المصريين اكتشف نوعًا جديدًا من الحيتان الصغيرة المنقرضة، وأطلقوا عليها اسم «توتسيتوس رياننسيس»، مشيرةً إلى أن تلك الحيتان عاشت فى البحر منذ ٤١ مليون سنة.

وأضافت: «يقدر طول الحوت بـ٢.٥ متر أى نحو ٨ أقدام، وكتلة جسم بنحو ١٨٧ كيلوجرامًا، والخبراء يعتقدون أن (توتسيتوس) هذا هو أصغر حوت من فصيلة (باسيلوصوريات) معروف حتى الآن».

وواصلت: «حوت (توتسيتوس رياننسيس) عاش فى عصر انتقال الحيتان للحياة فى البحر، بعد أن كانت تحيا على اليابسة، وهى مرحلة حاسمة فى تطور الحيتان، حيث تمكنت تلك الحيوانات حينها من تطوير خصائص لديها كالموجودة لدى الأسماك».

ووصف موقع «phys.org» البريطانى المتخصص فى أخبار العلوم والبحوث والتكنولوجيا، الاكتشاف المصرى بالرائد فى عالم الحيتان المنقرضة التى عاشت فى السواحل المصرية منذ نحو ٤١ مليون سنة.

وذكر الموقع أن الحوت المُكتشف حديثًا هو أصغر حوت من فصيلة «باسيلوصوريات»، كما يعد أقدم السجلات لتلك الفصيلة فى إفريقيا، ورغم صغر حجمه، يقدم رؤى غير مسبوقة فى تاريخ الحياة، والتطور، والجغرافيا القديمة للحيتان التى عاشت قديمًا.

وأضاف أن «فرعون الحيتان» يساعد على توضيح صورة التطور الذى حدث للحيتان فى إفريقيا، لافتًا إلى أن اسم الحوت الجديد «توتسيتوس رياننسيس» مستوحى من التاريخ المصرى، نسبةً إلى الفرعون الشاب «توت عنخ آمون». وواصل: «يحيى الاسم ذكرى اكتشاف قبر الملك الفرعونى الشاب توت عنخ آمون قبل قرن من الزمان، ويتزامن مع الافتتاح القريب للمتحف المصرى الكبير، بينما يشير اسم (رياننسيس) إلى محمية وادى الريان فى الفيوم، حيث تم اكتشاف الحوت».