رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى شريف سعيد: التاريخ فى الرواية ليس هدفا فى حد ذاته

شريف سعيد
شريف سعيد

قال شريف سعيد، مؤلف رواية "عسل السنيورة" إنه استغرق ما يقرب من خمس سنوات في كتابة الرواية، لا سيما مع حاجته لمطالعة العديد من المصادر التاريخية عن فترة وجود الحملة الفرنسية بمصر، وقراءة الكثير من المذكرات والكتب الفرنسية وغيرها؛ للوقوف على تفاصيل القاهرة آنذاك وتتبع الكثير من القصص من أكثر من مصدر حتى تتكون الصورة بشكل متكامل.

وأوضح سعيد أن بداية الرواية جاءت من فقرة قرأها في كتاب لـ كلوت بك عن تاريخ مصر، والتي تحدث فيها عن جوليا الجميلة الملقبة بالسنيورة من فرط جمالها فبنى الرواية انطلاقا من هذا الموضوع.

قال سعيد إنه مغرم بمسألة إعادة قراءة التاريخ وأن لديه شغفا لكشف الغطاء عن الأحداث التاريخية والقوالب المدرسية في التعاطي مع التاريخ. 

وتحدث الكاتب عن شخصية "حسنى" التي تحضر في مفتتح الرواية قائلا إنها نصف حقيقية ونصف خيالية. 

وتابع: تذكر كتابات تاريخية أن الحملة الفرنسية قد عثرت على فتاة مصرية ملقاة في الصحراء وتم فقأ عينيها فاكتشفوا أنها فتاة ارتكبت الزنا وحكمت عليها القرية التي عاشت بها بأن تلقى بالعرا وبفقأ عينيها.

وأضاف: غيرت قليلا من قصة هذه الفتاة فقد جعلتها كفيفة منذ ولادتها، وسعيت للتعرف عن قرب على رؤية فتاة كفيفة بمثل عمرها في مقتبل الشباب للحياة، فأجريت جلسة سماع مع فتاة في نفس العمر لتحقيق هذه المعايشة للشخصية. 

وفيما يخص هدفه من طرق تلك المنطقة التاريخية تحديدا قال الكاتب إن الحملة الفرنسية على مصر من أبرز الأحداث التي مرت بها مصر والتي كانت بمثابة صدمة قادت إلى بداية السؤال عن طبيعة الهوية؛ فقبل الحملة لم يكن هذا السؤال مطروحا ومنذ هذا التاريخ إلى اليوم ما زال ذلك السؤال ملحا ولم نجب عليه إجابة قاطعة.

وبيّن سعيد أنه ضد أي احتلال ولكنه يعتقد أن الحملة الفرنسية لو قدر لها البقاء أكثر من ثلاث سنوات لكان مقدار التغيير في مصر كبيرا، فالتعاطي مع التاريخ في الرواية ليس هدفا في حد ذاته، وإنما يراد به الكشف عما هو مسكوت عنه وتحدي الروايات السائدة المغلوطة، علاوة على الإسقاط على الحاضر، إذ تلقي الرواية الضوء عن التغييب الذي أحدثه الاحتلال العثماني للمنطقة وهو ما وجدته ضروريا في مواجهة ما حدث بالسنوات الأخيرة في المنطقة العربية من محاولة النظام التركي استعادة أمجاده.

يذكر أن شريف سعيد مُخرج وكاتب مصري، وُلد بالقاهرة فى 1979، تخرج بجامعتها فى كلية الإعلام ببداية الألفية الثانية، كتبَ بالعديد من الدوريات المصرية مثل الأهرام والوطن والمصرى اليوم، عملَ بالعديد من القنوات الفضائية، وأخرج ورسم السيناريو لعدد من الأفلام الوثائقية منها دير العذراء، الجمالية، ناس من شُبرا، وصناعة الكذب، رواية "وأنا أحبك يا سليمة" تُعد أول أعماله الأدبية.