رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب محمد جبريل يكشف كواليس من حياة الروائي إبراهيم المصري

الكاتب محمد جبريل
الكاتب محمد جبريل

كشف الكاتب محمد جبريل في كتابه "ناس من مصر" كواليس علاقته بالراحل إبراهيم المصري، فقال: “في الشقة المطلة على ميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة تشي بحياة متواضعة لا تتفق مع قيمة إسهاماته في حياتنا الثقافية الحجرة الواسعة بيوت زمان خالية إلا من سريرين.. تمدد إبراهيم المصري على أحدهما واستلقت على السرير المجاور سيدة تقاربه في العمر لم يقدم أحدنا إلى الآخر، واكتفي عن تصفح الأوراق التي كان أعدها لي تضمن جوانب من سيرتهم الشخصية والأدبية”.


تفاصيل المدرسة الحديثة
وأضاف جبريل، أفاد أبناء ذلك الجيل الأدبي في محاولاتهم من الأدب الأوروبي ومن التقنيات الحديثة آنذاك وحاول الإضافة عمومًا، ويقول يحيى حقي هذا هو نبأ المدرسة الحديثة في القصة كانت تضم أشتاتا من الخلق ما بين الموظف والصحفي والطبيب والمهندس كان بينهم أيضا من يعمل في محل سمعان يتحفنا بقص القصص ثم ينصرف إلى أعماله ليشرف على قصة القماش.


واستكمل: كانوا جميعًا من الهواة لا من المحترفين مخلصين لفنهم مورقين به لم يسعوا إلى الشهرة ولا إلى الكسب المادي ولا أحسب أن أحدا منهم قد دخل جيبه قرش من عرق قلمه كانوا يعملون وليس بجانبهم نقاد وإن مثابرتهم على الإنتاج في هذه العزلة الخانقة عن النقد وعن المجاوبة بينهم وبين جمهور القراء لتعد إحدى العجائب.


هل كان يوجد مقر للمدرسة الحديثة؟
وأوضح جبريل، كان أفراد المدرسة الحديثة يلتقون في الشوارع وعلى المقاهي وفي إحدى غرف بيت إبراهيم المصري يمضون الساعات الطويلة في القراءة والمناقشة وكانت جريدة السفور الأسبوعية التي أصدرها عبد الحميد حمدي في 1917 هي المجال الذي نشر فيه أدباء المدرسة الحديثة إبداعاتهم وربما جاء تاريخ إنشاء المدرسة الحديثة 1917 لأنه تاريخ صدور العدد الأول من الصفور. 

 

وأشار إلى أن صدور “السفور” للمرة الأولى يعني بداية المدرسة الحديثة وقد أحدث صدور السفور على حد تعبير مصطفى عبد الرازق رجة مذكورة في القطر المصري وخاصة لأن اسمها السفور قد صدم الزوق العام وأثار حفيظة جمع كبير من دعاة الإصلاح الديني الصادقين منهم والكاذبين فحسبوا أن جماعة السفور يدعون إلى الإلحاد في دين الله، كان أفراد المدرسة الحديثة يقرأون ديكنز وتولستوى وفلوبير والملحق الأدبي لجريدة التايمز ومجلة جوأولندن  الأثينيوم والنيشن واعتبر أفراد المدرسة أنفسهم أبناء لجى دي موباسان وبلزاك وديستويفسكى تورجينيف وتشيخوف وتولوستولي. 

 

رأي حسين فوزي في أفراد المدرسة الحديثة
وكما يقول حسين فوزي: فإن أفراد الجماعة لم يخرجوا من ثوب زينب ولا من حديث عيسى بن هشام وإنما من ترجمات محمد السباع والمنفلوطي وأحمد حسن الزيات وأنطون الجميل والمازني ومن الأصول التي ترجم عنه أؤلئك وغيرها. 


لم يكن للمدرسة والجماعة مقرا كانوا يجتمعون في كهف يرقى إليه المرء بدرجات خمس أو ست على ناصية شارع قنطرة الدكة وعماد الدين وفي أماكن أخرى منها شقة إبراهيم المصري ومندرة محمود طاهر لاشين بحارة حسني قد يذهبون إلى كازينو ديباري بقنطرة الدكة يناصرون محمد تيمور وسيد درويش في العشرة الطيبة أو إلى تياترو برانتانيا  يصفقون لسيد درويش في شهرزاد أو يستمعون للحفلات السيموفونية ولعصر كبار العازفين من أعلى التياترو بالأوبرا.

 

أبرز معطيات المدرسة الحديثة
وأكد جبريل، أن القصة كانت هي أبرز معطيات المدرسة الحديثة وإن صدرت لأبنائها أعمالا روائية مثل الدسائس والدماء ولأحمد خيري سعيد التي أهداها إلى أصدقائه أدباء المدرسة الحديثة لأنهم أضافوا إلى الأدب العربي فن القص  ومثل حواء بلا آدم لمحمود طاهر لاشين والأطلال لمحمود تيمور وغيرها.

إبراهيم المصري (Author of خبز الأقوياء)
الروائي إبراهيم المصري