رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية بمصر: اليوم ذكرى القديس ﭼـون ماري فيانيه

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكرى القديس ﭼـون ماري فيانيه - خوري آرس شفيع الكهنة، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرانسيسكاني، سيرته قائلًا: وُلِد "ﭼـون باتيست ماري ﭬـيانيه" أو "يوحنا المعمدان مريم ﭬـيانيه" بمدينة داردي الريفية القريبة من ليون شرق فرنسا، في 8 مايو 1786م، ونال المعمودية في نفس اليوم.

وتابع: "كانت أسرة ﭬـيانيه أسرة مسيحية كاثوليكية تقيّة، تُحسِن إستضافة الفقراء ومنهم "بندكت ﭼـوزيف لابر" الذي كان مُتصوفاً زاهداً يعيش حياة المعدمين والمتسولين عشقاً لله، كان ذلك أثناء مروره على مدينة داردي في حجّ روحي نحو روما.

وأوضح: وبحلول عام 1790م – أي عندما كان چون في الرابعة من عمره بدأت الثورة الفرنسية ترتد بالإرهاب على الكنيسة ومُعاداة الإكليروس واغتيال الكهنة والمطارنة في الشوارع دون مُحاسبة. 

وتابع: "فأجبرت تلك الظروف كثير من الكهنة على الإختباء والإحتماء للحفاظ على خدمة الأسرار المقدسة التي تحتاج إلى وجود كاهن كي تتم. وهو ما كان بحسب الثورة الفرنسية إجراء غير قانوني،
كانت تضطر أسرة ﭬـيانيه في تلك الفترة لقطع مسافات طويلة نحو مزارع بعيدة لحضور قدّاس الأحد لدى أي كاهن من المُختبئين في المزارع على الطريق، وكانت هذه مُخاطرة يصنعها الكهنة إذ يمكن أن يتم تتبُع القادمين للصلاة ومن ثم اعتقال الكاهن أو اغتياله".

وواصل: نمى وَعي ﭼون على هذه المواقف، فأصبح الكهنة هُمْ كالأبطال الأسطوريين في نظره عام 1799م، وعند سِنّ المناولة الإحتفالية تلقّى تكوينه الديني عن يد راهبتين تقيمان في منزل خاص، بعد أن انحلَّت رهبانياتهما وأغلق ديرهما بأمر الثورة، وتمّ احتفال مناولته الأولى وسرّ التثبيت في سريّة تامة، حيث أسدلت الستائر حتى لا يُلاحَظ ضوء الشموع، إذ كانت القداسات وبشكل خاص قداسات المناولة الإحتفالية ونوال سرّ التثبيت (الميرون) أمور تُعرِّض أُسر الأطفال والكهنة القائمين على خدمة الأسرار المقدسة إلى خطر السجن.

وأوضح: عادت الكنيسة الكاثوليكية لخدمتها بعد التصالُح مع المجتمع الفرنسي في 1802م، "حِفاظاً على السلام الإجتماعي ومبدأ الحرية الدينية على عهد "نابليون بونابرت"، ولم يرد ﭼـون أن يكون مُجنداً في جيوش نابليون بونابرت الإستعمارية، حتى لا تتلوث يداه بالدماء، لكنه كان مضطراً لتسليم نفسه في روان

وأضاف: عاش هناك حوالي أربعة عشر شهراً، تحت اسم مُستعار هو "ﭼـيروم ﭬـانسان" مع كل من سقطوا من التجنيد، في مزرعة أرملة تُدعى "كلودين فايو" لديها أربعة أبناء.

وتابع: وفي كل مرّة كان يختبئ چون من التفتيش داخل اسطبل مزرعة السيدة فايو غامراً جسده في التبن، إلى أن صَدَر عفو عام 1810م عن كل المتسربين من التجنيد بناءً على مرسوم إمبراطوري، فكان من حقه العودة لإستكمال دراسته بمدرسة إيكولي. إلى أن جاء يوم تقديم النذور ثم الإلتحاق بالإكليركية الصُغرى في 2 يوليو 1814م، تلتها الرسامة بدرجة شماس وأخيراً الرسامة الكهنوتية في 12 أغسطس 1815م. ثم عُيِّن كاهناً مساعداً للأب بالي في إيكولي حتى 1818م.
 

وتابع: توفيَ الأب بالي وتم تعيين الأب ﭼـون ﭬـيانيه راعياً لكنيسة آرس وهي مدينة تعداد سكانها 230 نسمة، ضَلّ الأب ﭬـيانيه طريقه نحوها، واهتدى عن طريق طفل صغير، وقال له جملته الشهيرة: "أنت تعلمني الطريق لآرس وأنا أعلمك الطريق للسماء".

مختتمًا: وتم تكريمه عن يد البابا "پيوس التاسع" عام 1874م، وإعلان تطويبه عن يد البابا "پيوس العاشر"في 8 يناير 1905م ، ثم إعلان قداسته في 31 مايو 1925م  عن يد البابا "پيوس الحادي عشر"، الذي أعلنه أيضًا في عام 1929م شفيعًا للكهنة.