رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: حسن اختيار الزوجة من أهم مقوماته التنشئة الأسرية الناجحة

جانب من الملتقي
جانب من الملتقي

عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، الحلقة الرابعة عشرة من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان "أنماط الانسجام العاطفي بين الزوجين".

وحاضر في الملتقى الدكتورة لمياء متولي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، والدكتورة سهيلة عبدالبديع سعيد شريف، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وقالت الدكتورة لمياء متولي، إن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة والرجل لإعمار الكون وليكون كل منهما سكنا لصاحبه، فلابد من وجود الألفة والمودة بينهما، والتي من مظاهرها، تواجد الرجل في مهنة أهله، وإظهار الود بينهما وهو ما يعرف بالانسجام العاطفي بين الزوجين.

وأضافت الدكتورة لمياء: ولعل من أهم مقوماته التنشئة الأسرية الناجحة للزوجين، والاختيار الحسن للزوج وللزوجة عن طريق وجود التوافق الديني والنفسي والعمري والمالى والاجتماعي، فإذا ضعفت هذه المقومات فُقدت المودة والرحمة، وضعف السكن والاستقرار في الحياة الزوجية، وهذا الضعف، ينبغي معرفة سببه ليتيسر علاجه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل معه دواءً، جهله من جهله، وعلمه من علمه»، فعندئذ على الزوجين أن يقفا وقفةً متأملة ويجتهدان في النظر إلى مسار حياتهما ليعرفا سبب العلة والداء، ومن ثم يتطلعان إلى معرفة الشفاء والدواء، والعودة إلى حال الصحة والعافية، وهي الحال الأصيلة.

من جانبها ذكرت الدكتورة سهيلة عبدالبديع، أن من أهم أنماط الانسجام بين الزوجين؛ الانسجام غير المشروط بينهما، ويكون أساسه الود والرحمة والألفة بينهما وتبادل المشاعر الطيبة بينهما بدون أغراض أو مصالح ذاتية، وهذا هو أساس الاستقرار والسعادة بين الزوجين والاستمرار بنجاح دون صعوبات أو أزمات.

وأوضحت أن هذا النمط يتمثل في الانسجام العاطفي والمشاركة الوجدانية، ويكون بمشاركة كل طرف للآخر في أفراحه ومواساته في مواقف الشدة والحزن، ومنه أيضًا احترام خصوصية الطرف الآخر.

وذكرت الدكتورة سهيلة، أن من أنماط الانسجام بين الزوجين يتمثل في الانسجام في الأهداف والآراء، فينبغي على الزوجين التشارك في أسس تربية الأبناء، ومعرفة كل طرف لأهداف الآخر وآماله وطموحاته، ومناقشة الرأي وعدم استحواذ أي منهما بالرأي واتخاذ القرار مما يحيل من إعطاء الطرف الآخر فرصة في الحوار، ولعل أهم هذه الأنماط الانسجام الديني والخلقي؛ فالتشابه بين الزوجين في الأخلاق والقيم والمواظبة على العبادة والصلاة هو سر السعادة الزوجية واستقرار الأسرة، وانعدام هذا الجانب في كلا الطرفين أو أحدهما وراء تعاسة الزوجين.

وتابعت: وكذا الانسجام بين الزوجين في المظهر العام والشخصية، والانسجام في الجانب المادي: التفاهم حول القضايا المالية وسبل المعيشة، والقناعة والرضا بما يتوفر لديهما من مال، مع قيام الزوج بالنفقة على زوجته وأبنائه، وحرص الزوجة على الترشيد، مع وجود قدر من التفاهم على أولويات الإنفاق.

وتابعت الدكتورة سهيلة: أن الانسجام في الجانب الاجتماعي والثقافي، من تكيف الزوجين مع الخلفية الثقافية لكل منهما واحترام عادات وتقاليد وأعراف الآخر، والتسامح في الأمور المختلف عليها نتيجة لاختلاف التنشئة الاجتماعية لكل منهما، والتوافق النفسي، بمعنى توافق الزوجين في الصفات النفسية وسمات الشخصية، وتقبل كل منهما للآخر والتسامح معه، مع وجود قدر من التبادل العاطفي بين الزوجين، والتواصل الفعال مع الآخر لحل مشكلاته ومساندته، والتعرف على الاحتياجات النفسية والعاطفية.

من جهتها أكدت الدكتورة حياة العيسوي، أنه غالباً ما ينظر الفتى والفتاة إلى شيء واحد مثل المظهر فقط من جمال وغيره أو المال، مهملين الأساسيات التي أوصانا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الفوز بذات الدين، فالشريعة الإسلامية تريد أن تكون العِشرة بين الزوجين تغمرها السعادة والاطمئنان والسكينة والمودة والرحمة، ليحظى الأبناء بعد ذلك بالرعاية السليمة، فيجد الزوج في زوجته ما يسره من تعاملها مع ابنه وأبيه وأمه، وتعاملها مع مشاكل الحياة اليومية، وتدبير أمور بيتها في حال حله وترحاله.

وتابعت الدكتورة حياة العيسوي: وفي هذا أوصى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".

وأوضحت أنه سيظل أجمل ما قيل في الحب، كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن أمنا خديجة رضي الله عنها: "آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس".