رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزار عالمى.. "الدستور" تتابع تطوير منطقة الأهرامات: متحف وخدمات سياحية

تطوير منطقة الأهرامات
تطوير منطقة الأهرامات

زاد عدد زوار الأهرامات بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، مع تنفيذ خطة الدولة لتطوير المنطقة وتوفير جميع الخدمات؛ بشكل يجعل السائح يعيش تجربة سياحية متكاملة، وليس فقط مشاهدة أعجوبة العالم.

وبعد أن كانت المنطقة عبارة عن مشاهد للباعة الجائلين وعشوائية حركة السيارات والضوضاء، تحولت المنطقة إلى مزار عالمى؛ ليكون الحرم الأثرى متحفًا مفتوحًا به كل الخدمات السياحية.

ومن المستهدف أن يزيد عدد زوار المنطقة من السياح من ٢.٥ مليون سائح إلى ٥ ملايين، بعد اكتمال أعمال التطوير التى انتهت بنسبة ٩٠٪، لتتحول المنطقة المحيطة بإحدى عجائب الدنيا السبع، من مكان للباعة الجائلين المزعجين إلى مكان سياحى عالمى.

«الدستور» أجرت جولة ميدانية فى المنطقة لرصد التطور الذى حدث فيها، والذى سيتضمن أن يكون مدخل الأهرامات الجديد من طريق الفيوم، وليس المدخل الحالى من منطقة نزلة السمان.

- حل مشكلات انتظار السيارات و«زحمة» التذاكر.. وقاعة سينما للأفلام الوثائقية

بمجرد وصول الزائر، يجد موقف انتظار السيارات الذى يتسع لنحو ١٥٠٠ سيارة ملاكى و١٥٠ أتوبيسًا لشركات السياحة.

وجاء تطوير الموقف لحل مشكلة ازدحام الأتوبيسات السياحية أمام مدخل الأهرام، حيث كان السياح يضطرون للانتظار ساعات طويلة حتى يتمكنوا من الدخول للمنطقة.

بعد ذلك يصل الزائر إلى أماكن قطع التذاكر التى جرى توسيعها لتقليل الازدحام، أيضًا، مع إتاحة الدفع بالوسائل الإلكترونية.

وفى مكان قطع التذاكر جرى وضع جدارية ضخمة مكتوب عليها تاريخ الأهرامات، وتضم خرائط استرشادية لكى تُغنى الزائر عن أى سؤال، ويعرف بنفسه المناطق التى سيتجه إليها.

وجرى تصميم كل المداخل المؤدية إلى الأهرامات لتكون باللون الأصفر، ما يجعل الزائر لا يفقد شعوره بزيارة الأهرامات.

بعد قطع التذاكر يذهب الزائر إلى أماكن التفتيش، ثم إلى مركز الزوار؛ وهناك تجرى تهيئة السائح للزيارة، بتزويده بكتيبات تحكى قصص الملوك الثلاثة بناة الأهرامات، وقصة أبوالهول، وجرت كتابة هذه المعلومات تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

ويضم مركز الزوار عددًا من القطع الحجرية التى استخدمت فى بناء الأهرامات، وسيجرى عرضها داخل فتارين خاصة، ليكون لدى الزائر كل المعلومات قبل مشاهدة الأهرامات.

وفى المنطقة نفسها سيجد الزائر قاعة سينما صغيرة ستعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن الأهرامات بصوت الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى، والفنان العالمى الأمريكى الحائز على جائزة الأوسكار كيفين كوستنر، وستكون تذكرة دخول السينما بسعر منفصل عن سعر تذكرة الدخول الأساسية للأهرامات.

كما جرى تزويد المنطقة بدورات مياه للرجال والسيدات بمستوى فندقى، منتشرة فى كل محطات الزائرين، لحل مشكلة عدم وجود حمامات قريبة.

ثم يصل السائح إلى صالة التسوق التى ستضم محلات لبيع السلع السياحية، وبعد ذلك يصل الزائر إلى محطات حافلات مركز الزوار.

-7  محطات رئيسية يمر بها السائح.. وأتوبيسات صديقة للبيئة للتنقل مجانًا

هناك ٧ محطات رئيسية يمر بها السائح أثناء رحلته للأهرامات، تبدأ بمركز الزوار ثم محطة البانوراما ومحطة الملك منقرع، ومحطة الملك خوفو ومحطة الملك خفرع، ومحطة أبوالهول ومحطة صالة الأهرام، وسينتقل السياح بين المحطات السبع بحافلات صديقة للبيئة يستقلها الزائر مجانًا، وتضم المنطقة حاليًا نحو ١٠ حافلات كهربائية، وسيزيد عددها إلى نحو ٣٠ حافلة.

وفى كل محطة من المحطات السبع يمكن للسائح الاستمتاع بجميع الخدمات، مثل الأطعمة والمشروبات والحمامات، وهناك مركز طبى للإسعافات الأولية.

ومن المقرر أن تضم منطقة الأهرامات نحو ٢٠ مطعمًا، وسيكون هناك تنوع فى المأكولات المقدمة بالمطاعم، خاصة أن المساحة المقامة عليها الأهرامات تصل إلى ما يقرب من ٣ آلاف فدان، كما أن الشركة المسئولة عن تطوير منطقة الأهرامات تراعى ألا يكون التطوير تجاريًا بحتًا، بل تخدم كذلك المقصد الأثرى وتُحسن التجربة السياحية. كما تشمل عملية تطوير الأهرامات عرض المنتجات يدوية الصنع، لتشجيع أصحاب الحرف.

وستكون هناك منطقة مخصصة لمن يرغب من الزائرين فى تأجير حصان أو جمل، وسيجرى إلزام أصحاب الدواب بالحصول على شهادة صحية للحصان أو الجمل للسماح بالدخول للمنطقة، وسيكون هناك إشراف طبى على الحيوانات بصفة مستمرة، وهذه المحطة ستكون بعيدة عن الأثر لمنع العشوائية التى كانت تحدث فى الماضى.

وستكون أسعار ركوب الحيوانات معروفة، وذلك بالتنسيق مع أصحاب الدواب لعدم استغلال الزائرين، كما ستمنع أى ممارسات لإجبار الزائرين، سواء من الأجانب أو المصريين، على ركوب الدواب.

كما سيحمل كل من أصحاب الدواب رقمًا، ليتمكن السائح من تقديم شكوى فى حال حدوث أى مشكلة، وستكون هناك مواقع مخصصة للتصوير، وأماكن مخصصة للراحة فى الظل، مع توفير خدمة الإنترنت مجانًا. 

ووفقًا للخطة، ستجرى إقامة فعاليات كثيرة داخل منطقة الأهرامات؛ رياضية وثقافية وفنية، لأن تلك الفعاليات ستزيد من عدد الزوار.

يذكر أنه أقيم فى المنطقة خلال الفترة الماضية الكثير من الفعاليات المبهرة، ما دفع الشركة المسئولة عن تطوير منطقة الأهرامات للعمل على زيادة المواقع المخصصة والمجهزة للفعاليات خلال الربع الأخير من ٢٠٢٣.

-مركز طبى و20 دورة مياه متنقلة وتدريب لأصحاب «الحناطير» لرفع كفائتهم فى التعامل مع السائحين

قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة بدأ فى عام ٢٠١٧، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وجرى تنفيذ عدد من المشروعات، وذلك لتحسين البنية التحتية لمنطقة الأهرامات.

وفى عام ٢٠١٨، تولى الدكتور خالد العنانى مهام وزارة الآثار، ووجه بالاستعانة بالقطاع الخاص لتقديم الخدمات للزائرين وتحسين التجربة السياحية، وجرى اختيار الشركة المنظمة حاليًا للعمل داخل منطقة الأهرامات من بين عدد من الشركات.

ووفقًا للتعاقد، تتولى الشركة مهام الترويج للمنطقة وتشغيل ساحة انتظار الحافلات خارج المنطقة الأثرية أمام المدخل الجديد الواقع على طريق الفيوم، حيث سيمنع دخول السيارات والأتوبيسات السياحية داخل المنطقة الأثرية، مع توفير وتشغيل وصيانة وسائل انتقال للزائرين داخل المنطقة «٣٠ أتوبيسًا و٢٠ عربة تعمل بالكهرباء». 

كما ينص العقد على تشغيل وصيانة الخدمات المقدمة بمركز الزوار الجديد بمدخل الفيوم الجديد.

كما سيتم تزويد المنطقة بـ٢٠ دورة مياه متنقلة، ومركز طبى، مع توفير خدمات الوجبات السريعة والمشروبات بالمنطقة، وذلك فى الأماكن التى يحددها ويوافق عليها المجلس الأعلى للآثار، واستحداث أنشطة ترفيهية أمام ساحة انتظار المدخل الجديد بطريق الفيوم «خارج المنطقة الأثرية».

وتلتزم الشركة بالتعاقد مع شركة نظافة خاصة، وشركة أخرى لتأمين أماكن خدمات الزائرين فقط، مع استمرار تأمين وزارة الداخلية وأمن المجلس الأعلى للآثار للموقع والزائرين، والمنطقة الأثرية والآثار.

ويشمل العقد تدريب أصحاب الحرف وأصحاب الحيوانات والباعة والمصورين وأصحاب الحناطير، لرفع كفاءة تعاملهم مع السائحين، والعمل على توفير مصدر دخل لهم، وتوفير زى خاص بهم داخل المنطقة الأثرية وفى الأماكن المخصصة لهم، مع شراء حناطير جديدة، وتوفير أكشاك لائقة لبيع الهدايا التذكارية. وأكد «وزيرى» أن توفير مثل هذه الخدمات لأول مرة للزائرين يعتبر نقلة نوعية للمنطقة، ما يضمن وضع نظام متكامل يشعر معه الزائر بالسهولة واليسر، سواء من حيث الدخول والخروج والتنقل بكل أرجاء المنطقة والتمتع بالخدمات، فى ظل منظومة متكاملة تحترم البيئة الأثرية للموقع، وتحت الإشراف الكامل للمجلس الأعلى للآثار، ووفقًا للقوانين واللوائح المنظمة.

وأوضح «وزيرى» على استمرار المجلس الأعلى للآثار فى الاحتفاظ- وحده دون غيره- بكامل إيرادات تذاكر الزيارة من الأجانب والمصريين، وله الحق دون غيره فى تحديد أسعار تذاكر دخول المنطقة طبقًا لقانون حماية الآثار، ولا تحصل الشركة على أى نسبة من إيراد تذاكر دخول المنطقة.