رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إحسان عبدالقدوس.. معارك الحب والسياسة".. ندوة ثقافية بمكتبة الإسكندرية

جانب من الفعالية
جانب من الفعالية

شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، ندوة ثقافية عن الكاتب إحسان عبدالقدوس بعنوان "إحسان عبدالقدوس.. معارك الحب والسياسة" ألقتها الكاتبة الصحفية زينب عبدالرازق؛ رئيس تحرير مجلة ديوان الأهرام، وأدارتها الكاتبة الصحفية زينب عفيفي؛ وقد جاء ذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته الثامنة عشرة. 

29c80884-9a6b-4242-be51-7118ea647cc6

وعبرت الكاتبة زينب عفيفي عن سعادتها بتقديم ندوة عن إحسان عبدالقدوس، موضحة أنه من أوائل الروائيين الذين بدأت بهم قراءاتها الصحفية والإبداعية، فلازالت رواياته التي شكلت وجدان أجيال وأعماله التي تحولت إلى أفلام سينمائية نشاهدها بكل الشغف والحب، وكأنها مكتوبة في زمننا الحالي.

وأشارت أن كتاب إحسان عبدالقدوس تناول مسيرته منذ نشأته فجده كان السيد رضوان خريج الأزهر الشريف، وكان رئيسًا للمحاكم الشرعية، ووالدته كانت الفنانة والممثلة والصحفية "روزاليوسف" والتي كانت لها صولات وجولات في عالم الصحافة ووالده كان الممثل محمد عبدالقدوس ولعب أدوارًا كثيرة منها على سبيل المثال فيلم "أنا حرة"، ولذلك كان من أسرة فنية لها باع طويل، وجد متدين جدا. 

a31383f5-84f5-42f7-b89b-315be470b503

وتحدثت زينب عبدالرازق؛ عن الدوافع التي جعلتها تكتب هذا الكتاب "إحسان عبد القدوس.. معارك الحب والسياسة" فقد نشأت الفكرة عام 2018 "أثناء رئاستها" لتحرير مجلة ديوان الأهرام عندما لفت انتباهي مئوية إحسان عبد القدوس مع ثورة 1919 فقررت أن أكتب عنه خاصة وأنا من الجيل الذي تربى على كتاباته ورواياته مضيفة بأنه ليس كاتب رواية، ولكنه كاتب سياسي من طراز رفيع فقررت عمل ملف كامل عنه.

وتابعت: لقد استعنت بكل الكتب التي تتكلم عن إحسان عبدالقدوس وأيضًا أرشيف الأهرام ولكن الاستعانة الكبرى كانت من أسرة الراحل إحسان عبدالقدوس فقد زودني الأخوان أحمد ومحمد عبدالقدوس بكل ما يتعلق بوالدهما، مشيرة إلى أن أسرة أحسان عبدالقدوس من الأسر القليلة التي تحافظ على تراث الأب، فهم حافظوا على كل صوره وكل وثيقة وكل جرنال حتى القصاصات والجوابات فكانت كنزا حقيقيا بالنسبة لي.

وأشارت إلى أنه تربى في بيت جده، وكان يحفظ القرآن الكريم ويتعلم الصلاة في مواعيدها، وكانت هناك قواعد دينية وعلى النقيض كان عندما يزور والدته في صالونها الثقافي استطاع أن يشهد على عدة أحداث داخل تلك الصالونات مثل الشعر والثقافة والمسرح والسياسة، وكل ما يتعلق بمحاربة الإنجليز، ولذلك نجد أن هذا الخليط بين البيئتين المتناقضتين جعلوا بداخله نسيجا لشخصية محبة للحياة ومتفتحة ومتصالحة مع الذات، الأمر الذي انعكس على شخصيته فيما بعد وأعطاه الثبات وجعله يحب الحياة والمرأة. 

وأكدت أن تلك الأمور أعطته الثقة وجعلت حياته لها معنى من خلال القلم، بأن يكتب عن الحرية وعن مكاشفة الحقيقة والديمقراطية والتي هي سلاح الشعب فقد كان يكتب للناس ومعاناتهم وكيف أنهم يستحقون حياة كريمة؛ مما عرضه لاغتيالات وتهديدات كثيرة فقد تم اعتقاله في عهد الملك فاروق وفي أثناء ثورة 23 يوليو رغم صداقته الشديدة بالرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وأيضًا تعرض للرفد من الأهرام أثناء فترة حكم الرئيس أنور السادات.

وأوضح المهندس أحمد عبدالقدوس نجل الراحل إحسان عبدالقدوس في مداخلة من خلال برنامج "زوم"، بأن والده كان لديه إيمان تام بأفكاره ومبادئه، وذلك ما تعلمته منه أنا وشقيقي محمد عبدالقدوس "العناد في المبدأ"، وأن قيمة الإنسان في نفسه بأخلاقه ومبادئه الأمر الذي نحاول أن ننقله لأحفاده فقد ترك لنا تراثًا عبارة عن سيرة طيبة.

وأضاف أنه يحب لوالده رواية بعنوان "ثقوب في الثوب الأسود" لأن بها تحليل نفسي عميق جدًا، فعندما زار إفريقيا كتب هناك عن مجموعة من المهاجرين اللبنانيين فهو كان مستمعا جيد جدًا ولأن كتابات والدي كلها من نسج الواقع فقد كان يحب أن يجلس مع الناس وينصت لهم ولحكاياتهم، ومن ثم يحصل على التوليفة المناسبة لإنشاء الرواية الواقعية المناسبة.