رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم في انتظار ملحمة أوبنهايمر.. مَن هو البطل الحقيقي للقصة؟

أوبنهايمر
أوبنهايمر

تستقبل دور العرض المصرية فيلم أوبنهايمر Oppenheimer غدًا الأربعاء وتصل مدة الفيلم الى 150 دقيقة.

يلعب النجم كيليان مورفي دور البطولة في الفيلم المرتقب ومعه النجم الأمريكي روبرت داوني جونيور، والفيلم من اخراج وتأليف العالمي كريستوفر نولان، ويدور حول قصة حياة جونيور روبرت أوبنهايمر المشرف على مشروع القنبلة الذرية، والتي تم استخدامها لاحقاً في تفجيرات هيروشيما وناجازاكي.

ووصف بطل الفيلم كيليان مورفي الملحمة المنتظرة بأنها عمل متكامل لا يمكن تفويته:" الفيلم يمكن تصنيفه وثائقي وإثارة وتشويق، فقد كنا نحبس الأنفاس خلال التصوير"، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

وحصل الفيلم على إشادات واسعة من جانب القائمين على السينما في هوليوود وذلك خلال التوافد غير المسبوق على العروض الخاصة لفيلم اوبنهايمر.

من هو أوبنهايمر؟

قاد ج. روبرت أوبنهايمر فريقًا من العلماء الذين كلفوا بصناعة سلاح يغير مسار الحرب العالمية الثانية، وما صنعوه غير العالم للأبد، واستمر في تشكيل المشهد الجيوسياسي في القرن الحادي والعشرين.

كان أوبنهايمر المعروف بأبو القنبلة الذرية فيزيائيًا نظريًا استثنائيًا، إذ برزت عبقريته العلمية في سن مبكرة، ومع إن مسيرته المهنية كانت مرموقة فإن علاقته بالحكومة الأمريكية لم تكن سلسة.

نشأة أوبنهايمر

ولد روبرت أوبنهايمر بمدينة نيويورك في 22 أبريل 1904 لعائلة من اليهود المهاجرين من ألمانيا، وكان عالمًا بطبيعته، إذ قاده شغفه المبكر بالمعادن إلى مراسلة نادي علوم المعادن في نيويورك، الذي أعجب أعضائه بكتاباته ودعوه لإلقاء محاضرة من دون أن يعلموا أنه كان في الثانية عشر من عمره حينئذ.

التحق أوبنهايمر بجامعة هارفارد لدراسة الكيمياء عام 1922 ومع إنه تخرج بالمرتبة الأولى فإن شغفه بالفيزياء قاده بعد ثلاث سنوات إلى طريق علمي مختلف.

سافر إلى كامبريدج في المملكة المتحدة ليبدأ عمله بصفته خريجًا من قسم الفيزياء. وهناك بدأ أوبنهايمر أبحاثه عن الذرة في أثناء عمله في مختبر كافنديش تحت إشراف ج.ج. تومسون، وهو الذي رصد الإلكترون والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء.

بعد ذلك بسنة، وجد أوبنهايمر نفسه في ألمانيا يدرس بجامعة غوتينغن وهي إحدى المراكز الرائدة في الفيزياء النظرية في العالم. إذ دعاه إلى هناك ماكس بورن مدير معهد الفيزياء النظرية، وبدأ سريعًا الاختلاط بعلماء أصبحوا مرموقين في العالم أجمع.

في أثناء الفترة التي قضاها في ألمانيا، نشر عدة مقالات ساهمت في تطوير النظرية الكمية المكتشفة حديثًا، وكان أحد الأعمال الجديرة بالذكر تقريب بورن-أوبنهايمر للدالة الموجية الجزيئية، وهي مساهمة مهمة للنظرية الجزيئية الكمية، واكتسبت شهرة كبيرة في المجتمع العلمي حول عالم.

اوبنهايمر والسلاح النووي

اكتشف أوبنهايمر أن ألمانيا بقيادة هتلر قد تطور أول سلاح نووي في العالم. وعندما اندلعت الحرب في جميع أنحاء أوروبا في سبتمبر 1939، راقبت أمريكا ذلك بقلق شديد، وقد انضم أوبنهايمر بلهفة إلى مجهودات بلده المبكرة في سبيل تطوير السلاح النووي.

وفي 1942، عرض الجنرال ليزلي غروفز على أوبنهايمر أن يصبح المدير العلمي لمشروع مانهاتن بالغ السرية لتطوير القنبلة الذرية. 

بعد أن اختار أوبنهايمر موقعًا في لوس ألاموس نيو مكسيكو، شرع الجيش الأمريكي ببناء مجموعة من المخابر هناك. وتجمعت هناك ألمع العقول في الفيزياء من كل أنحاء أمريكا، وكلفوا باختراع قنبلة لم ير العالم مثيلًا لها قط. تكون فريق أوبنهايمر من مئات ثم أصبح بالآلاف، كلهم تحت إمرته لإدارة المشروع الذي تدفقت إليه أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. ومع إن خبرة أوبنهايمر في إدارة المشاريع قليلة، فقد تعلم بسرعة وارتقى إلى مستوى تطلعات الجنرال غروفز.

بعد بداية المشروع بثلاث سنوات، كان أوبنهايمر وفريقه مستعدين لتجربة قنبلتهم الذرية. إذ أجري اختبار (الثالوث) يوم 16 يوليو 1945 في ألماغوردو نيو مكسيكو، وراقب أوبنهايمر بقلق من مخبأ التحكم أول انفجار نووي في العالم.

بعد لمعان الضوء الساطع لوحظ أن أوبنهايمر تنهد عميقًا بارتياح، فقد فعلها فريقه. يُنقل أن كلماته الأولى كانت: «أظن أنها نجحت». ومن المعروف أنه تذكر لاحقًا أن تلك اللحظة المحددة في التاريخ أعادت إلى ذهنه كلمات من نص هندوسي مقدس:

«علمنا أن العالم لم يعد كما كان سابقًا. بعض الناس ضحكوا، وآخرين بكوا، وبقي الأغلبية صامتين».

وتذكر جملة «الآن أصبح أنا الموت ومدمر العوالم» من الكتاب المقدس الهندي (البهاغافاد غيتا)، وقال: «أعتقد أننا جميعًا فكرنا بذلك بطريقة أو بأخرى».

بعد أقل من شهر، ألقت أمريكا قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين لتنهي فعليًا الحرب العالمية الثانية.

يقال أن أوبنهايمر اضطرب عندما علم أن القنبلة استعملت مرتين، إذ اعتقد أن القنبلة الثانية كانت غير ضرورية.