رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهل الماسّون.. تفاصيل حفل "ترافيس سكوت" في مصر المثير للجدل

أرشيفية
أرشيفية

موجة من غضب عدد كبير من الجماهير أعقبت الإعلان عن إقامة حفل الفنان حفل مغني الراب الأميركي “ترافيس سكوت” المقرر إقامته بمصر في 28 يوليو الحالي تحت سفح الأهرامات، ويرجع سبب الغضب إلى اتهام البعض “سكوت” بممارسة طقوس ماسونية في حفلاته وبأنه من مناصري حركة "الأفروسينتريك" التي يدّعي أفرادها أن بناة الحضارة الفرعونية ليسوا أبناء مصر.

 

ترتب على ذلك الغضب انتشار وسم على السوشيال ميديا يهاجم حفل "سكوت" ويطالب بإلغائه وهو وسم "إلغاء _ حفل_ترافيس"، وذلك في الوقت الذي نفذت فيه تذاكر الحفل على الرغم من ارتفاع قيمتها في السوق الموازية إذ تراوحت بين 25 إلى 30 ألف جنيه، وهو ما يدعو إلى التساؤل حول هذا الموقف المتناقض من قبل المصريين حول هذا المطرب، كما يدعو كذلك للكشف عن هوية هذا المطرب ومحاولة التأكد من صحة الاتهامات المنسوبة إليه من عدمها.

 

من هو؟

المطرب ترافيس سكوت 32 عامًا هو مطرب أمريكي اشتهر بإعلانه دعمه لحركة “الأفروسنتريك” المعادية للهوية المصرية، بالإضافة إلى ذلك فقد سبق وأن توفي عشرات الأشخاص أثناء الحفل الأخير الذي أقامه بأمريكا خلال العام 2021، وأصيب المئات ومن بينهم أطفال، مما جعل هذا الحفل يوصف بأنه من أكثر الحفلات دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مما دفع أسر الضحايا إلى إقامة عشرات الدعاوى القضائية ضده أمام القضاء الأمريكي.

إذ أنه وحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقد تداول نشطاء حينها صوراً للحفل تظهر شكل البوابات المرعبة التي صممت على شكل فم سكوت نفسه والنيران تحيط بها، وهو ما يرجح الإشارة إلى أن الحفل يقع ضمن الطقوس الشيطانية، وأن القتلى فيه كانوا بالفعل بمثابة "قرابين بشرية".

وعلى الرغم من ذلك وبحسب منصة "هوستاج لاندنج" رفضت هيئة المحلفين حينها توجيه اتهام إلى مغني الراب و5 أشخاص آخرين لدورهم في مأساة الحفل، حسبما أعلن المدعي العام لمقاطعة هاريس، كيم أوج، وقال أوج إن هيئة المحلفين الكبرى، التي استمعت إلى أدلة من تحقيق استمر 19 شهرًا، وجدت أنه لم تحدث جريمة ولم يكن هناك فرد واحد مسئول جنائيًا، 

وقال محامي "سكوت" آنذاك "كينت شافر"، بأن الاحتمالين الوحيدين لتوجيه الاتهام هما أن يكون قد شارك سكوت في التخطيط للمهرجان، أو أنه قد فعل أو قال شيئًا على المسرح أثار الحشد أو أدى إلى تدافع الجمهور، وهما على حد قوله لم يحدث أن وقعا، لذا فأرجع أن تكون أسباب وفاة الأشخاص هو تعرضهما للاختناق بسبب الزحمة وعدم توافر عوامل الأمان.

دعوى قضائية تهاجم إقامة الحفل

وفي مصر وبعد الإعلان عن إقامة حفل مطرب الراب أعلن المحامي عمرو عبد السلام عن تقدمه بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، ضد وزارة السياحة والآثار لإلغاء تصريح الحفل الغنائي للرابر الأمريكي "ترافيس سكوت" الذي سيقام تحت سفح الأهرامات يوم 28 يوليو.

 

قال عبدالسلام في منشور له عبر صفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن حفلات المطرب السابقة شهدت ممارسته للطقوس الشيطانية والماسونية وتعاطي المخدرات، وكل تلك الأعمال تعد مخالفه للقيم وتقاليد المجتمع المصري.

كما تابع في منشوره، أن مطرب الراب يدعم حركة الأفروسنتريك المعادية للهوية المصرية بالإضافة إلى وفاة عشرات الأشخاص خلال الحفل الأخير والتي أقامها بأمريكا في عام ٢٠٢١.

وقد اعتاد المطرب "ترافيس سكوت" إقامة العديد من الطقوس الشيطانية في حفلاته وهو ما جعل العديد يتسأل هل "ترافيس سكوت" ماسوني؟، أم ما يقوم به مجرد استعراضات يؤديها ليجعل لنفسه شخصية منفردة بذاتها، حيث أن العلامات التي ظهرت في حفلاته السابقة كانت ترمز إلى الموت بالفعل، كذلك غرابة المشاهد التي يتعرض لها الحضور في حفلاته ترجح أنه ينتمي إلى الماسونية  بما تتسم به من صفات تلقى في قلوب الحاضرين الرعب، وهي ذات ما تتسم به المشاهد التي تنتمي إلى الماسونية.

 

ما هي الماسونية؟

الماسونية هي من المنظمات السرية الغامضة، والتي لا يعرف عنها الكثير وذلك لأنها محكمة التنظيم، ولا يتخلّى عنها أفرادها بسهولة، بل قد يتم تصفيتهم إنْ فعلوا.

والمنظمة تتستر بشعارات برّاقة، وتجذب إليها أفراداً محددين للعمل، وذلك ضمن مخططها الذي يرمي إلى السيطرة على العالم ونشر الإلحاد والإباحية والفساد، وفي سبيل ذلك تصيغ شعاراتها لتناسب المكان والجمهور، ومن شعاراتها: "حرية، إخاء، مساواة، إنسانية"، كما تعمل هذه المنظمة على أنْ يتسلم أفردها أرقى المناصب.

رموزها

من رموز الماسونية النجمة السداسية التي تتكوّن من تقابل الزاوية والفرجار، ووضع أحدهما على الآخر لترمز إلى عملية البناء، وهي في الحقيقة تمثل نجمة داود، وكذلك السيف المسلولة وهي مسلولة للدفاع عن منتسبيها ما دام ماسونياً حقيقياً، وهي للعقاب إذا خالف.

وهناك أيضًا الملعقة والميزان والشاقوف والنجوم والشمس والقمر، والقصد من الرموز الفلكية هو الإيحاء بأنّ الماسونية قديمة بقدم هذه الأفلاك بزعمهم، وغيرها الكثير.

 جديرًا بالذكر أن الجدل الواقع حول إقامة هذا الحدث يذكرنا بالجدل الذي وقع كذلك منذ عدة أشهر وتحديدًا في فبراير الماضي، حول حفل الفنان الكوميدي الأميركي كيفن هارت في مصر، وهو ما أدى في النهاية إلى إلغاء هذا الحفل، والذي كان مقرراً أن يقام في استاد القاهرة وذلك نتيجة الغضب الشعبي لمناصرة هارت لحركة مركزية أفريقيا نفسها، فهل يلقى إذن "سكوت" نفس المصير"؟

خبير سياحي: لست مع الإلغاء

من جانبه يرى الخبير السياحي رمضان عبد الرحيم حجاجي عدم إلغاء حفل المطرب الأمريكي " ترافيس سكوت" ، وذلك لأن الدولة تحتاج إلى المزيد من الجذب السياحي، وبالتالي إدخال العملة الصعبة، مشيرًا إلى أهمية هذه الحفل وغيرها من الناحية السياحية، وبالتالي مردودها الاقتصادي على البلاد، وذلك على الرغم من اختلاف الفكر.

وتابع أن المصريين بقيمهم وأخلاقهم أقوى من أن يتأثروا بمثل هذه الأفكار، مشيرًا إلى أن هذا الحفل سيضم بالتأكيد الآلاف من الأفارقة والمعجبين الأجانب بهذا المطرب، وهو ما يحقق وجه الإفادة للدولة دون التدخل في فكر بعينه، مؤكدًا على أن ذلك يعزز مفهوم الاحترام المصري للأفكار والمعتقدات.

أضاف الحجاجي موضحًا ثقته في الجهات التنظيمية المصرية بأنها ستتفادى الأخطاء التي قيلت عن حفل المطرب الذي أقيم في الولايات المتحدة، وخلف العديد من الضحايا بسبب الزحام والاختناق، و هو ما يجعل فرص تكرار هذا الأمر مستبعدة.

في السياق تستهدف مصر وصول عدد السائحين هذا العام إلى 15 مليون سائح، بعد أن سجلت أعدادهم طفرة في النصف الأول من عام 2023 إذ وصلوا إلى ستة ملايين سائح تتصدرهم الجنسية الألمانية، بحسب تصريحات لوزير السياحة والآثار أحمد عيسى، وذلك مقابل 11 مليوناً و700 ألف سائح، العام الماضي، مع توقعات بوصول العدد إلى 18 مليوناً عام 2024.