رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بيزنطيو مصر" يحيون تذكار القديسة أوفيميا

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا، واحتفال اليوم يعود إلى تدخلها الاعجوبي في تثبيت حدّ الايمانكما قرره المجمع المسكوني الرابع المنعقد في خلقيدونية ضد أضاليل القائلين بالطبيعة الواحدة في المسيح. يحكى أنه على أثر جدل عنيف وعقيم قام بين مناصري المجمع وأعدائه، اتفق الفريقان على تحكيم الشهيدة. فكتب كل منهم اعتقاده في كرّاس، ووضع الكراسان في الصندوق الحاوي ذخائرها المكرمة. وبعد أن أوصد الصندوق وختم بالشمع، أخذ القربان الإمبراطور مركيانوس، فكان كرّاس الهراطقة عند قدمي القدّيسة، بينما كان كرّاس المستقيمي الرأي، أنصار المجمع، في يدها اليمنى.

بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: دعونا نثبّت أعيننا على دم الرّب يسوع المسيح ونفهم كم هو قَيِّم بالنّسبة لأبيه، بما أنّه، إذ سُفِكَ من أجل خلاصنا، قدّم للعالم بأسره نعمة التوبة. فلنعد بالفكر إلى جميع الأجيال وسنَعلَم أنّ الرّب ومن جيل إلى جيل، "جعَلَ لِلتَّائِبينَ مرجِعًا"، لجميع أولئك الذين كانوا يرغبون في العودة إليه. بشّر نوح بالتوبة، فخَلُصَ الذين أصغوا إليه. أنذر يونان أهل نينوى بالدَّمار الذي كان يهدّدهم: فتابوا عن ذنوبهم، استرضوا الله من خلال تضرّعاتهم وحصلوا على الخلاص، رغم كونهم غرباء عن الله.

تحدّث خدّام نعمة الله، بإلهام من الرًّوح القدس عن التوبة. وربُّ الكون نفسه تحدّث عنه مع قَسَم: "أَلعَلَّ مَرضاتي تَكونُ بمَوتِ المُنافِق يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ؟ أَلَيسَت بأَن يَتوبَ عن طرقِه فيَحْيا؟" ويضيف هذه الجملة المليئة باللطف: "توبوا، يا بيت إسرائيل عن إثمكم قل لأبناء شعبي: هل ترتفع خطاياكم من الأرض إلى السماء، هل تكون أكثر احمرارًا من القرمز وأكثر سوادًا من ثوب الحداد، إذا رجعتم إليّ من كلّ قلبكم وقلتم لي: 'يا أبي!' استمع إليكم كشعب مقدّس"

هذا ما حدّده بإرادته الجبّارة لأنه يريد إشراك جميع أولئك الذين يحبّهم بالتوبة لذلك علينا أن نطيع إرادته الرائعة والمجيدة. لنتوسّل بتواضع رحمته وصلاحه، دعونا ننحني، دعونا نلتفت إلى عطفه من خلال التخلّي عن الاهتمامات التافهة، وعن الفتنة والغيرة التي تؤدّي إلى الموت.