رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا مقبّل ع الصعيد.. هنا محطة قطارات بشتيل: نسخة مطورة من ميدان رمسيس

محطة قطارات بشتيل
محطة قطارات بشتيل

تكثف وزارة النقل عملها فى مشروع محطة قطارات الصعيد فى بشتيل أملًا فى افتتاحها خلال شهرين، ليتحقق حلم كان بعيدًا لتخفيف الضغط عن محطة القطارات الرئيسية فى رمسيس، لتتحول المنطقة إلى نسخة مطورة من ميدان رمسيس الرئيسى فى قلب القاهرة، ووجهة رئيسية للقادمين والمتجهين من وإلى الصعيد ومنها إلى عدة مسارات أخرى.

وتعد بشتيل منطقة التقاء خطى سكة حديد رئيسيين هما: «السد العالى الإسكندرية، وإمبابة المناشى والقبارى»، إضافة إلى قربها من عدة محاور مهمة «الفريق كمال عامر وشارع السودان وأحمد عرابى وشارع المطار و٢٦ يوليو»، مع اتصالها بخط المونوريل وقربها من مترو الأنفاق.

وبدأ العمل فى تخطيط وإنشاء المحطة قبل ٣ سنوات، وأوشك الحلم على أن يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع تضاف لسجل لا نهائى من الإنجازات والمشروعات القومية الضخمة التى تحققت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى عام ٢٠١٤.

افتتاح محتمل خلال شهرين مع توفير كل الخدمات.. والأتوبيس الترددى يربطها بالطريق الدائرى 

قال مصدر بهيئة السكة الحديد إن محطة بشتيل واحدة من أهم التحديات التى نجحت وزارة النقل فى التغلب عليها خلال الفترة الماضية، لأن إنشاءها فى ٣ سنوات كان مهمة مستحيلة نظريًا خاصة فى ظل الضغوط الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية.

وأضاف أن اختيار محطة بشتيل يرجع إلى وقوعها فى منطقة وسط بين محطتى سكك حديد رمسيس والجيزة، إضافة إلى أنها تقع فى محافظة الجيزة التى تعتبر بوابة رئيسية للقادمين والمتجهين من وإلى الصعيد.

كما تعد المنطقة منطقة التقاء خطى سكة حديد رئيسيين: «السد العالى الإسكندرية، وإمبابة المناشى القبارى»، إضافة إلى وقوعها قرب عدة محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها هى: «محور الفريق كمال عامر وشارع السودان ومحور أحمد عرابى وشارع المطار ومحور ٢٦ يوليو».

وأوضح المصدر أنه يجرى، فى الوقت الحالى، وضع اللمسات النهائية على المشروع استعدادًا لافتتاح المحطة وتشغيلها فى أغسطس أو سبتمبر المقبلين، حسب سرعة العمل على ما تبقى من منشآت أو تجهيزات.

وذكر أنه روعى فى اختيار موقع المحطة أن تكون مؤهلة لخدمة المواطنين من خلال التكامل مع باقى وسائل النقل والمواصلات العامة مثل السكك الحديدية والخط الثالث للمترو والمونوريل والأتوبيسات الترددية على الطريق الدائرى.

وأشار المصدر إلى أن إنشاء محور الفريق كمال عامر وإجراء تعديلات فى محور ٢٦ يوليو الجديد يسهمان فى القضاء على أى فرص لحدوث تكدسات أو ازدحامات مرورية بمحيط المحطة، لتسهيل الحركة بعد الخروج من المحطة دون الحاجة للذهاب إلى ميدان رمسيس لاستقلال المترو أو أتوبيسات النقل العام.

وأوضح أنه سيجرى ربط محطة بشتيل بالمونوريل، مشيرًا إلى وجود نفقى سيارات، ونفق للمشاة للدخول والخروج ‏من محور الفريق كمال عامر، ‏ولربط جراج المحطة ‏بالمحور، وقال إن محطة بشتيل ستقضى على الزحام والتكدسات التى كانت تشهدها محطة رمسيس فى الأعياد والمناسبات، كما وفرت فرص عمل للشباب بشكل مباشر بنحو ٧ آلاف و٥٠٠ فرصة، إضافة إلى ٥٠ ألف فرصة عمل غير مباشرة.

مواطن: تقضى على التكدس

قال المواطن محمد سامى إنه لم يكن يتصور أن تبنى مصر محطة قطارات مثل محطة بشتيل التى تشبه فى جمالها المحطات الأوروبية، خاصة مع امتلاكها خدمات غير مسبوقة فى مجال السكة الحديد.

وأضاف أن المحطة ستساعد فى تقليل التكدس الذى كانت تشهده محطة رميسس، خلال فترة الأعياد والمناسبات، لأنها المحطة الرئيسية، متسائلًا: «كيف يعقل أن تخدم هذه المحطة كل هذه الأعداد من الركاب؟».

وواصل: «وجود محطة جديدة سيساعد فى توافر خدمة مميزة، خاصة للمسافرين إلى الصعيد، لأن أغلب التكدسات تكون فى قطارات الصعيد خاصة خلال فترة الأعياد»، وتابع: «أنا بدخل محطة رمسيس فى العيد ممكن أقعد ٥ ساعات علشان أقدر أحجز، ولكن لو فيه محطة بتخدم بشكل أساسى قطارات الصعيد، الموضوع هيكون مختلف تمامًا». 

الطاقة الاستيعابية 300 ألف راكب يوميًا.. وموقف أتوبيسات يسع 1000 مركبة

تقع المحطة على مساحة ٢٣٩ ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للركاب ٣٠٠ ألف راكب يوميًا، ويستخدم الدور الأرضى فى المبنى الرئيسى كجراج يسع ٢٥٠ سيارة، اضافة إلى جراج مخطط أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية يسع ٥٠٠ سيارة.

ومن المخطط إنشاء جراج آخر متعدد الطوابق فى منطقة مطار إمبابة لخدمة الركاب، كما سيستخدم كموقف للأتوبيسات يسع ١٠٠٠ سيارة، لتفادى الازدحام فى محيط المحطة بما يعكس مظهرًا حضاريًا لهذا الصرح المهم.

وستلعب المحطة دورًا رئيسًا فى تنشيط حركة السياحة، لذلك فإن النقوشات والجداريات داخل المحطة يغلب عليها الطابع المصرى القديم اعتزازًا بهويتنا المصرية التاريخية، ويوجد هرم زجاجى ضخم فى البهو الرئيسى ‏للمحطة، يبلغ ارتفاعه ٤٠ مترًا بداخله ٤ مسلات.

وتوجد إلى جانب مبنى المحطة ‏الرئيسى، الذى يقع على مساحة ٣١ ألف متر مربع، ملحقات المحطة من مبانٍ خدمية وورش صيانة وأرصفة وخطوط سكك حديدية على مساحة ١٦٦٠٠٠ متر مربع، وعمارات استثمارية على مساحة ٤٢٠٠٠ متر مربع.

وتشمل ٤ أرصفة ‏لخدمة الركاب، ‏بعدد ٦ خطوط، منها خطان ‏لأسوان الإسكندرية، وخطان للمناورة، وخطان ‏للقطارات المنتهية ‏فى المحطة والقادمة من الوجه القبلى.

وجارٍ إنشاء ٣ أرصفة بعدد ٤ خطوط سكك حديدية لخط المناشى، وإنشاء ‏سكك حوش المحطة، ‏وربط سكك الورش بالسكك الطوالى «أسوان الإسكندرية، والمناشى، والبضائع»، ويبلغ طول تلك السكك ٢٢ كم.

ويوجد فى المحطة ٢٨ شباك تذاكر، وتضم محلات تجارية تهدف إلى زيادة فرص الاستثمار وزيادة العائد المادى، وهو ما تستهدفه وزارة النقل بزيادة الموارد لتتعادل مع المصروفات.

كما أن تلك المحلات التجارية توفر مزيدًا من فرص العمل للشباب وتساعدهم على التجارة وكسب المال، خاصة أنه متاح تأجير تلك المحلات التجارية ولا يقتصر تأجيرها على العلامات التجارية الشهيرة.

وتوجد فى المحطة دورات مياه خاصة بذوى الهمم، وذلك للتسهيل عليهم بناءً على توجيهات الدولة بشأن مراعاة التسهيل على أصحاب الهمم فى استخدام المرافق العامة ووسائل النقل والمواصلات، إلى جانب تخصيص شبابيك تذاكر لهم.

وتوجد داخل محطة بشتيل أيضًا عربات جولف وكراسى متحركة لمساعدة كبار السن على التنقل داخل المحطة بسهولة، مع تخصيص شبابيك لحجز التذاكر.

وتتميز المحطة بوجود سلالم متحركة ومصاعد كهربائية وصالات vip، لتوفير مزيد من الرفاهية داخل المحطة، وهو ما ينعكس على الخدمة المقدمة لجمهور الركاب.

كما توجد شاشات ضخمة لعرض مواعيد وصول القطارات وبوابات دخول وخروج إلكترونية للقضاء على مشكلة التهرب من دفع قيمة التذكرة، مع وجود تكييف مركزى ‏يغطى جميع الطوابق إضافة إلى وجود شبكة إنترنت هوائية ونظام حديث للإطفاء والإنذار.

وتضم ورشة صيانة لعربات القطارات، ‏وورشة صيانة للجرارات لتجهيز القطارات قبل خروجها من المحطة، ولتكون المحطة متكاملة كما هو الحال فى محطة رمسيس.

أستاذ هندسة النقل: إنجازها ملحمة تاريخية.. وصُممت على أعلى مستوى لتسهيل الحركة بالداخل والخارج

قال الدكتور حسن مهدى، أستاذ هندسة النقل، إن إنشاء محطة جديدة تخدم سكك حديد مصر كان ضرورة ملحة وليس أمرًا ترفيهيًا، لأنه من المنطقى مع زيادة الكثافة السكانية أن يتوسع المرفق.

وأضاف: «إنجاز محطة بشتيل يعتبر ملحمة تاريخية، لأنها صُممت على أعلى مستوى وتتميز بطابعها الفرعونى الذى يعكس حضارتنا، إلى جانب ذلك فهى تربط كل وسائل المواصلات مع بعضها، حيث تربط بين المونوريل والمحاور الرئيسية المهمة، ومصممة على أعلى مستوى وتستوعب الزيادة الركابية المتوقعة على خطوط السكك الحديدية».

وواصل: «أكثر المستفيدين من إنشاء محطة بشتيل هم القادمون من الصعيد، وليس من الضرورى أن تنتهى رحلتهم فى محطة بشتيل، بل يمكنهم الدخول لمحطة سكك حديد مصر برمسيس، فى حال كانت المناطق التى يقصدونها تتطلب الذهاب إلى رمسيس، ولكن فى حال كانوا سيتجهون إلى مناطق الجيزة، فستكون محطة بشتيل هى نهاية الرحلة».

وتابع: «المحطة مكسب كبير للركاب خاصة مع توافر كل الإمكانات وسهولة الحركة داخلها وإمكانية الحركة بسهولة، نظرًا للتعديلات التى أجريت على محور ٢٦ يوليو، وكذلك محور كمال عامر».