سائقة التوك توك بالمحلة: “الست اللى بتكافح ربنا بيعينها ويبارك في عملها”

"أم حمادة" أو "سيدة التوك توك بالمحلة"، قصة كفاح مصرية جديدة تنسج خيوطها سيدة مصرية أصيلة رفضت الاستسلام للظروف وقرر خوض الحياة العملية ومحاربة الجميع في سبيل توفير حياة كريمة آمنة لأسرتها عقب رحيل عائلها الوحيد، فلم تتوارَ من الخجل عن العمل كسائقة توك توك لتأمين العيش الكريم لها ولأسرتها البسيطة وأبت أن تيأس أو أن تستسلم لأوضاع معيشية قاسية، فكان السبيل الوحيد لمواجهة أعباء الحياة، أن تحذو حذو الرجال فى العمل بتلك المهنة، لتبقى آية وأسرتها البسيطة نموذجًا صارخًا للصمود والكفاح وحالة إنسانية ملحة تطرق باب كل مسؤول لرفع العبء عن كاهلهم وانتشالهم من فقر مدقع.

وتفاصيل قصة كفاح سهير حسن، أو "أم حمادة" كما تحب أن يناديها الجميع، ومواجهتها للحياة التي امتلأت بالشقاء لتجعل منها حاملة لرسالة التضحية أمام جميع أسرتها، فهي صاحبة الـ 51 عامًا وتعيش بمنطقة الشعبية بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، أم لـ 5 أطفال 4 بنات وولد، باتت هي المسؤولة عن الجميع عقب وفاة زوجها فجأة، وأصبح بيتها وأولادها الخمسة، في رقبتها وحدها حيث لم يترك لهم الزوج الراحل أي أموال تعينها على الحياة والمصاريف، فبدأت رحلتها في البحث عن عمل يعينها على العيش بكرامة مع أولادها الخمسة، وتنقلت من مصنع لآخر، حتي وجدت سبيلًا للقمة عيش هيئة بأن تتعلم قيادة مركبة التوك توك، بعدها يمكنها أن تجد طريقًا لإيجار أحد المركبات أو العمل عليه من أجل توفير مصاريفها ومصاريف أطفالها وبيتها اليومية، وأصبحت اشهر سائق توك توك بمدينة المحلة الكبرى والجميع يعرفها.

وعن المواقف التى تتعرض لها يوميا قالت "سيدة التوك توك": "بعض السواقين كانوا بيكسروا عليا ويضايقونى كتير وفى ناس كتير ولاد حلال بيساعدونى لما كاوتش التوك توك يكون عاوز يتغير وطول ما انا محترمة فى وسط الناس ربنا بيوقفلى ولاد الحلال".

وأضافت: قيادة التوك توك والاعتناء به كل حياتى رغم كل الإرهاق والمعاناة والمجهود الشاق في معاملة الناس وفي المهنة ذاتها إلا ان هذه المركبة هي مصدر رزق لي ولأسرتي وأولادى وأكل عيشى، ويتنافس أصحاب مركبات التوك توك علي منحي إياه بالإيجار للعمل عليه، بأسعار أقل ولكني ملتزمة مع من ساعدني من البداية وقدم لي العون بعد الله، ومنحني مركبة التوكتوك الخاصة به دون أي اوراق وأرسل له الإيجار كل يومين، ويعرض علي دائمًا تخفيض قيمة الإيجار ولكني أرفض.

وتابعت أن كل أحلامها تتجسد في أن يلقى أبناءها تعليم جيد، ويتسلحون بشهادة تساعدهم على ظروف الحياة وتكون لهم سند بعد الله مؤكدة أن أولادها يحاولون الخروج لسوق العمل ولكنهم أطفال وسمحت فقط لابنتها الكبرى بالعمل كبائعة في محل ملابس جاهزة بسوق العباسي عند زوج صديقتها ولولا أن الرجل يعتبرها إببنته لما وافقت من الأساس.

واختتمت "سيدة التوك توك": رسالتى لكل سيدة أرملة أو مطلقة إشتغلي والشغل مش عيب ولا حرام طول ما انتى مش بتعملى حاجه غلط والست اللى بتكافح ربنا بيعينها ويبارك في عملها وأولادها.