رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتهاء العيد.. خبراء: فتح باب التصدير لجلود الأضاحي ضرورة اقتصادية

الأضحية
الأضحية

في كل عام وعقب انتهاء عيد الأضحى المبارك، تذهب جلود الأضاحي إما للمؤسسات الخيرية التي تنفق أموال هذه الجلود في أعمال الخير المختلفة، أو يكون مصيرها الطرقات ومصارف المياه. 

وفي السنوات الثلاثة الماضية، كان التصرف الأخير –إلقاء الجلود في الطرقات- هو التصرف الأشهر، لكن اليوم، قررت الحكومة تقنين هذه العملية، خاصة بعد ارتفاع أسعار الجلود، بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم. 

وفي السطور التالية، نستعرض رأي الخبراء حول إمكانية الاستفادة القصوى من جلود الأضاحي:

رئيس شعبة الجلود: فتح الباب أم تصدير هوالك الجلود ضرورة اقتصادية

محمد مهران، رئيس شعبة الجلود في الغرفة التجارية، قال إن قطاع دباغة الجلود المصري على أعلى مستوى من الجودة، ويتم التعامل مع الجلود التي تم استخراجها بشكل فني بأفضل صورة ممكنة. 

وأضاف مهران لـ"الدستور"، أنه لابد من توافر قرارات استثنائية فيما يخص التصدير بشكل عام، وتصدير الجلود بشكل خاص، مشيرًا إلى أن الثبات على القرارات والقوانين التي يتم العمل بها، منذ عام 2011، وما قبله، هي إجراءات بحاجة إلى تغيير يواكب الظروف الاقتصادية العالمية، من تضخم وأزمات قاسية، خاصة وأن هناك كثير من دول العالم التي تراجع قراراتها التصديرية كل 6 أشهر وبحد أقصى سنة.

وأوضح مهران، أنه يجب أن يكون هناك على الأقل قرارات استثنائية ومراجعة كل ما يخص التصدير، منها رفع القيود عن التصدير لجلب عملة أجنبية للبلاد، ولو لفترة محددة، نعود بعدها لاستخدام القوانين المعمول بها.

وقسَم رئيس شعبة الجلود، جلود الأضاحي إلى جزئين الأول ما تم ذبحه في المجازر، والأخير ما يقوم به الأهالي من ذبح للأضاحي داخل البيوت، وفي هذه الحالة يتكون الكثير من الهوالك للجلود لعدم قدرة أولئك الأشخاص على سلخها بالشكل الجيد.

وأشار مهران، إلى أن الهوالك من الجلود تشكل ما يقرب من 30% من الجلود، فإذا ما قامت الدولة بقرار استثنائي لمدة 3 شهور بتصدير الهوالك من الجلود في صورة مخلفات، حيث يدخل في عمليات تصنيعية في الخارج منها الجيلاتين الطبي والغذائي، يتم تقطيعه على مساحة 30 سم * 30 سم، هذه الهوالك التي هي تتواجد بغير تكلفة تذكر، يمكن أن تحقق دخل من العملة الأجنبية إذا ما قامت الدولة بتصديرها، كما أنها تعمل على تنقية الشوارع من وجود هذه الجلود بها بعد الذبح.

طبيبة بيطرية: "اتباع طقوس وقواعد السلخ يجنب المضحين إهدار الجلود"

سماح نوح، طبيبة بيطرية، قالت إنه دائمًا ما تكون هناك استفادة من جلود الأضاحي، فعند الكشف على الأضحية داخل المجازر، وهذه العملية تتم بشكل يومي ومجاني، طوال أيام عيد الأضحى، يشرح الطبيب البيطري الموجود داخل المجزر، الحالة الصحية التي عليها الأضحية، وإمكانية الاستفادة من الجلود أو عدمه، وكذلك باقي أجزاء الأضحية.

وأوضحت أنه في حالة اكتشاف وجود أمراض بالذبيحة، او أحد أجزائها يكون القرار إما بإعدامها، أو إعدام الجزء المصاب إذا ما كانت هناك إمكانية من الاستغناء عن هذا الجزء والاحتفاظ بباقي أجزاءها السليمة.

وأكدت الطبيبة البيطرية، أن جميع الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يقومون بالأضحية، يحرصون على التبرع بهذه الجلود لوزارة الأوقاف، التي تقوم بدورها ببيع الكميات الكبيرة التي تصل إليها، والاستفادة من هذه الأموال في أعمال الخير الأخرى.

كما أن هناك البعض ممن يقوم بتقديم هذه الجلود للجزارين على أنها الأجر الذي يمكن أن يحصلوا عليه مقابل عملية الذبح، إلا أن هذا السلوك تم تغيره في الفترة الأخيرة بعد ثبوت عدم جواز ذلك شرعًا، وأصبحت الأضحية تقدم جميعها لأعمال الخير.

وأكدت نوح، أن هذه الكميات الكبيرة من الجلود، يتم جمعها وبيعها للمصانع، بحيث تدخل هذه الجلود في ألوان مختلفة من الصناعات، مشيرة إلى الطقوس الخاصة بالسلخ، والتي يجب اعتمادها من الانتظار بعد ذبح الأضحية بعض الوقت، حتى تنتهي عملية النزيف وقبل هدوء الأضحية بشكل كامل، لإنه إذا مر وقت طويل على الذبح تكون هناك صعوبة بالغة في سلخ الجلد، مما يؤدي إلى تهدير كميات كبيرة منه، موضحة أن أسعار الجلود مرتبطة بأسعار الحيوان فهناك حيوانات وصل سعرها إلى 70 ألف أو أكثر، فإذا كان عملية بيع الجلد تتم في إطار 500 جنيه أو أقل، فإن أسعاره تضاعفت بالطبع.