رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. هكذا أرخ فرانز كافكا لنهاية حقبة الكتابة الجمالية

فرانز كافكا
فرانز كافكا

يعد الكاتب التشيكي فرانز كافكا، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1883، أحد أهم الكتاب بالألمانية، وتعد كتاباته السردية في القصة والرواية بداية لكتابات الغرائبية الكابوسية.

وفي أعمال كافكا الكاملة، والصادرة في نسختها العربية عن دار العربي للنشر، يذهب المترجم دكتور خالد البلتاجي إلى أن أكثر ما يميز أعمال فرانز كافكا عن غيره من الأدباء هو شمولها. فلا يمكن فهم أي نص له إلا في إطار مجمل أعماله، وأي تأويل له خارج هذا الإطار يؤدي إلى الإرباك، أو التفسير المصنع، أحادي النظرة، فكل أعمال فرانز كافكا وكل صوره وتشكيلاته اللغوية تشكل عالمًا خاصًا ومستقلًا.

ــ القضايا الرئيسية في أعمال فرانز كافكا

وأوضح "البلتاجي"، أن أعمال كافكا الأولي، وخاصة قصة "صراع"، العديد من القضايا الرئيسية والمشاكل التي عالجها كافكا في كل إنتاجه الأدبي اللاحق. إن الصراع الذي يصفه كافكا في هذه القصة يقوده كل أبطال فرانز كافكا التي ظهرت في أعماله اللاحقة، إنه صراع من أجل الفهم الكامل والحقيقي لجوهر الأشياء، الصراع من أجل فهم العالم في مجمله، إنها الأشياء التي تحمل في طياتها وجودنا الحقيقي، وتتساقط من حولنا، كما يقول كافكا "مثل عاصفة ثلجية"، لكن نظرة البشر لا تسمح لهم بفهم الأمور على حقيقتها الجميلة الهادئة. يشوهون الحقيقة، وينزعون عنها الحياة، فيصبح الطريق إليها مغلقًا بفضل التباس المسميات التي يطلقونها عليها.

وشدد  المترجم على أن قصة "صراع" تعد أول أعمال فرانز كافكا المعروفة، وهي بوابة الدخول إلى عالمه، ويوثق فيها نهاية حقبة الكتابة الجمالية، وقد اتجه إلى اللغة الطبيعية المهجورة وقتها التي بلورها لاحقًا وحولها إلى لغة رصينة وصارمة، ظهرت في أعماله منذ عام 1912، كانت بمثابة وسيلة للغوص إلي عالم الإنسان الداخلي، أو أسفل سطح التركيبة الاجتماعية في زمنه، وصارت لغة كافكا هذه مميزة له.

ــ أفعال أبطال فرانز كافكا 

ويمضي دكتور خالد البلتاجي في تقديمه لترجمة الأعمال الكاملة لفرانز كافكا، مشيرًا إلى أن كل فعل يقوم به أحد أبطال كافكا "يقدم دليلا علي أن الحياة مستحيلة"، ورغم هذا يجاهد في التعرف عليها، فطالما أراد الإنسان أن يسعي إلى الكمال فعليه أن يغوص في التيار، من هذا المنطلق تواصلت تحليلات كافكا لكل جوانب الأشياء واحتمالاتها التي لم يستطع رفضها بشكل مطلق، لكنها سرعان ما تغلق أبوابها أمامه، من هنا جاءت قضية المتابعة المستمرة لكل فكرة، ولكل حكم أصدره وصاغه بلغة رصينة، نجد في تراكيبه اللغوية صورة العالم، حتي في أشد صورها تطرفا وانفصامية كما في قصة "العرين".