رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لتظاهرات فرنسا.. مئات المعتقلين والمصابين جراء أحداث شغب

موقع مقتل نائل في
موقع مقتل نائل في ضاحية نانتير الفرنسية

بعد أن عبر أمس عن تأثره لوفاة نائل الشاب الجزائري، برصاص الشرطة، غير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته وندد بـ"مشاهد العنف" ضد "المؤسسات والجمهورية" التي "لا يمكن تبريرها"، ولا سيما الاعتداءات على البلديات والمدارس ومراكز الشرطة، وطالب بـ"تذكر" و"احترام" لمسيرة ظهر هذا اليوم.

وبعد ليلتين من الاشتباكات والحرائق، قال ماكرون صباح الخميس، خلال ترؤسه لاجتماع طارئ لوحدة الأزمات الوزارية التي عقدها بمقر وزارة الداخلية، أتمنى أن تكون "الساعات القليلة القادمة" هي ساعات "الذاكرة" و"الاحترام"، بينما يتم تنظيم مسيرة بيضاء، لـ"نائل" المراهق الجزائري ذي 17 عامًا، الذي قتل الثلاثاء، على يد شرطي خلال تفتيش مروري في ضاحية نانتير.

وقال إن "مشاهد العنف ضد المؤسسات والجمهورية، بعد ليلة أخرى من الحرائق في أحياء الطبقة العاملة التي أدت إلى اندلاع عدة حرائق في البلديات على وجه الخصوص، لا مبرر لها".

 

ما القصة؟

في يوم الثلاثاء 27 يونيو ، قُتل نائل، شاب جزائري يبلغ من العمر 17 عامًا، برصاص ضابط شرطة أثناء تفتيش مروري في ضاحية نانتير.

 وأثار موجة غضب السياسيين والمشاهير، لكن المواطنين دعوا إلى مسيرات مساء الأربعاء، لا سيما في ضواحي باريس.

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الضابط هدد الضحية الذي يعمل سائق توصيل، وقال له "سأضع الرصاصة في رأسك"، وبالفعل أطلق عليه الرصاص، ما أثار قلقًا على مستوى البلاد ورسائل سخط وتعازي واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الخطب السياسية، إضافة إلى دعاوى عدة للاحتجاج على عنف الشرطة.

وذكرت الصحيفة أن كاميرات المراقبة التقطت الحادث، الذي وصفه الشهود بأنه "إعدام".

وعقب انتشار الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خرج المتظاهرون في باريس وضواحيها ومدن عدة، وسادت حالة من الفوضى وأعمال عنف؛ حيث أظهرت مقاطع مصورة من الضواحي حرائق مشتعلة في بعض التقاطعات في ضاحية نانتير، فيما أطلق متظاهرون ألعابا نارية على الشرطة، وأضرمت النيران في السيارات والمباني وانتشر العنف إلى ضواحي أخرى في جميع أنحاء المدينة.

في غضون ذلك، قال محامي الأسرة عبدالمجيد بنغمرة، إن أولئك الذين عرفوا المراهق يصفون الفتى "اللطيف جدا"، "الذي يقدره الجميع".

وأعلنت الشرطة في الأثناء، عن أنها اعتقلت الضابط الذي أطلق النار على الضحية، وادعت أن الضابط أطلق النار على الشاب بعد أن صدمهم بسيارته.

وخلال ليل الأربعاء/ الخميس، اشتبكت الشرطة الفرنسية مع متظاهرين بعد ساعات من وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقتل "نائل" بأنه "لا يغتفر" ودعا إلى الهدوء بينما تأخذ العدالة مجراها.

وحسب وزير الداخلية جيرالد دارمانين المواطنين، فقد تم في المجمل اعتقال 150 شخصا بعد ليلة من التوتر، تم خلالها استهداف المدارس والبلديات ومراكز الشرطة.

وقال دارمانان على "تويتر"، إنه تم "إحراق أو مهاجمة.. بلديات ومدارس ومراكز شرطة"، مضيفا "عار على الذين لم يدعوا إلى الهدوء".

الوضع مستقر

 

 لاحقًا، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية كميل تشيز: "كانت الليلة شديدة للغاية مع مزيد من العنف الحضري المنتشر، وأكثر عددًا في جميع أنحاء الإقليم". 

وأضاف: "توقعنا هذا النوع من الأحداث، وكنا مستعدين له"، مختتمًا بالقول: "من جانب مقر الشرطة، هناك إرادة للحفاظ على التبادل للسماح لكل شيء أن يسير على أفضل وجه ممكن".

دعوة لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول

ردًا على الليلة الثانية من أعمال الشغب التي هزت فرنسا، اعتبرت نائبة رئيس حزب "الاسترداد" ماريون ماريشال لوبان، أنه من الضروري "فرض حالة الطوارئ" و"حظر التجول".

ونددت ماريون مارشال قائلة: "الدعوات غير المسئولة إلى التمرد من قبل اليسار الراديكالي وبعض المشاهير، و"عدم التدخل الحكومي" والتهاون الإعلامي، قد آتت أكلها: لقد عانينا من إحدى أسوأ ليالي الاضطرابات منذ عام 2005".

من جهته، عبّر رئيس البلدية مون أون بارول في الشمال، عن أسفه لـ"الضرر" الذي وصفة بـ"الكبير للغاية"، وقال: "كانت المدينة الكبرى ليل الأربعاء مسرحًا لأعمال عنف جديدة".

ليست الجمهورية فى حجز الشرطة

من جهته، رد المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران، على أعمال الشغب قائلًا: "العدالة تقوم بعملها، ضابط الشرطة المعني لا يزال قيد الاحتجاز، وسيتعين على المدعي العام التواصل واتخاذ قرار".

وقال: إن "ردود الفعل التي حدثت الليلة الماضية ليست ردود أفعال تهدف إلى الإصلاح أو تحقيق العدالة"، "هذه ردود أفعال تهاجم الجمهورية. لكن ليست الجمهورية هي المحتجزة، وليست الجمهورية هي التي قتلت هذا الشاب. وليست شرطة الجمهورية هي المسئولة عن ذلك أيضًا. هو رجل يجب محاكمته إذا رأت العدالة ذلك ضروريا ".

لماذا تقتل الشرطة

في تقرير لها ذكرت صحيفة " ليبراسون" الفرنسية، أن موت الشاب الذي قُتل برصاص الشرطة يوم الثلاثاء برصاص الشرطة في نانتير بعد رفضه الامتثال، يسلط الضوء مرة أخرى على زيادة الوفيات خلال تدخلات الشرطة.

وقالت: "إن استنتاج المواطنين لمقتل الشاب "نائل"، أن الشرطة تقتل في الواقع، إنه يقتل المزيد والمزيد".

وأضافت: هذه أحد استنتاجات إحصاء "التدخلات المميتة" من قبل الشرطة والدرك، مستشهدة بالإحصائيات المنشورة عبر الإنترنت بالخصوص خلال عامي 2021 و2022.

وتابعت: النتائج "مقلقة للغاية"، ويأسف الصحفيون، لقد سجلنا "ضعف عدد الوفيات بعد تدخل الشرطة منذ عام 2020 مقارنة بالمتوسط ​​الذي لوحظ في عام 2010".

وأكملت: أنه وبشكل أكثر تحديدًا «في عام 2020، توفي 40 شخصًا كجزء من مهمة للشرطة أو الدرك، 52 في عام 2021، و39 في عام 2022. وهذا ضعف ما كان عليه في 2010 (21 شخصًا قتلوا في المتوسط ​​سنويًا خلال الفترة 2010-2019)».

في هذا الشأن، دعا ستيفان تروسل، رئيس بلدية نويي سور مارن، بعد تعبير عن صدمته الشديدة للأضرار التي لحقت بمجتمعه، إلى مراجعة عقيدة استخدام الأسلحة النارية.

وقال: "رفض الامتثال لا يمكن أن يعطي رخصة بالقتل، من الواضح أننا يجب أن نتحرك الآن حتى لا تحدث مثل هذه المأساة، التي هي للأسف ليست معزولة، مرة أخرى وتعيد إنشاء رابطة الثقة بين الشرطة والسكان".

 

المسيرة البيضاء

في المسيرة الصامتة التي دعت إليها والدة "نائل" بعد ظهر اليوم الخميس في ضاحية نانتير، ستكون هناك شخصيات سياسية بارزة في نانتير لتكريم الضحية، حيث أعلن الحزب الاشتراكي في بيان صحفي أمس عن حضور سكرتيره الأول أوليفييه فوري. 

وكتب الاشتراكيون: "نحن ندعم دعوة عمدة نانتير إلى الهدوء" للخروج من هذه الدوامة المدمرة. بالاتفاق مع الأسرة ورئيس بلدية نانتير، سنكون حاضرين في المسيرة البيضاء التي تنظم غدًا. كما سيحضر رئيس PCF فابيان روسيل"، وفق وسائل الإعلام الفرنسية.