رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشيخ مينا" يبدع فى الإنشاد الدينى: "قالولى هتروح فين فى شيوخنا" (حوار)

الشيخ مينا
الشيخ مينا

أطلق صوته في محبة الله، فـتجده تارة يترنم بأناشيد الكنيسة التي تلقنها منذ صباه، وتارة يتغنى بابتهالات النقشبندي ونصرالدين طوبار ومحمد عمران وغيرهم، كل من يقول “يا رب” تغنى بأغانيه.

مينا عاطف أو "الشيخ مينا" كما سماه الشيخ محمود ياسين التهامي، هو اللقب الذي استصاغه فوضعه ككنية له عبر حسابه الموثق والرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ولم يأتي ذلك اللقب من فراغ بل نظير كونه أحد المسيحيين القلائل البارعين في أداء الابتهالات والتواشيح الإسلامية، التي تُخاطب الله، حتى أنه حصد المركز الأول على مستوى طلاب الجامعات في مصر في مسابقة الإنشاد الديني، بالإضافة لحصوله على جائزة "أفضل صوت" من وزارة التعليم المصرية 4 مرات متتالية، وحصوله من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على جائزة "أفضل مرنم".

«الدستور» حاورت مينا عاطف لمعرفة سر ارتباطه بالأناشيد الدينية على الصعيدين المسيحي والإسلامي بوجه خاص، وجاء نص الحوار كالآتي:

في البداية دعنا نتعرف على مينا عاطف 

اسمي مينا عاطف، أبلغ من العمر 29 عامًا، أعمل في مجال الفن، ولدي الاستديو الخاص بي، وحصلت على بكالوريوس النظم والمعلومات.

بدأت حياتي الفنية كأي طفل صغير، يُلقنه والداه الترانيم المسيحية والألحان الكنسية التي تُتلى في مراسم وطقوس القداسات الإلهية، وفي كورالات الكنيسة تم اكتشاف صوتي، الذي ساعدني الله في استثماره في تقديم فن لائق بالجمهور المصري العظيم، وما زلت في طور استثمار ذلك، وأسعى جاهدًا لتقديم كل ما هو أفضل دوريًا.

ما قصة «الشيخ مينا»؟.. أليست غريبة؟

يرد ضاحكًا.. مش غريبة قوي.. قبل الحديث عن «الشيخ مينا»، فكلمة شيخ تدل على مدلولين أولهما الحكمة والوقار، لذا نجد أن القديس مقاريوس الكبير كان يُسمى بالشاب الشيخ، وحاليًا يوجد بعض الأزهريين صغار السن يناديهم الناس بـ«شيخنا»، لذا فالأمر لا يتعلق بالسن في ذاته، بينما المدلول الثاني هو الاجتهاد في أمر ما وبلوغ ركنًا جيدًا في علومه بمعنى أنه قد يُطلق لقب الشيخ على فرد ما له خبرة جيده في مهنة ما فيقال «شيخ في المهنةۚ» أي أنه اجتهد وتعلم في مهنته فترة طويلة، وهذا لا يعني أنه اكتفى بالتعلم، فجميعنا نظل نتعلم حتى آخر يوم لنا.

وعن «الشيخ مينا» تحديدًا فقصته قد جاءت باستئناسي بعض الابتهالات الدينية الإسلامية مثل ابتهالات النقشبندي، والتي من كثرة سماعي لها أصبحت أتقنها، إلا أنني كنت أؤدي الأمر بشكل «ودي»، ولم يخطر ببالي يومًا أن أنال هذه الشهرة في ذلك المجال.

ومن باب المصادفة، تقدمت بطلب الالتحاق في مسابقة نظمتها الجامعة في الإنشاد الديني، وبعد التقدم وقبول الاشتراك، فوجئت بأن المسابقة تخص الإنشاد والخطابة، ولكني كنت قد التحقت فلن أخرج، وسأعلن هويتي الدينية للجنة التحكيم قبيل الأداء، وإن اعترضت فلا بأس حينها سأخرج بكل ود، ولكن على العكس لاقيت ترحيبًا من لجنة الحكيم، والتي بمجرد أن سمعت إتقاني للأمر، منحتني المركز الأول في المسابقة، لأصبح أول مسيحيًا يحصل على هذه الشهادة تقريبًا.

وبعد ذلك أخذت أردد بعض الأناشيد المحببة على قلوبنا كمصريين، حتى لقبني بعض المحبين بـ«الشيخ مينا»، وهو اللقب الذي استصاغته وأحببته ووضعته ككنيتي الخاصة عبر حسابي الموثق بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ما الذي جذبك إلى هذه المساحة الفنية وتحديدًا الأناشيد الإسلامية؟

كثيرًا ما كنت أستمع إليها حينما تأتي عبر شاشة التلفاز المصري في صغري، وكنت أنبهر بأسلوب المنشدين وتقنياتهم الفنية، واحترافهم المقامات الموسيقية والنقل بين مقام وآخر، وهو ما كان صعبًا من الجهة التقنية ويعجز البعض عن أدائه، لذا آثرت في نفسي التدريب المستمر لبلوغ تلك المرحلة الاحترافية.

س هل تؤدي الإنشاد الديني الإسلامي فقط أم قدمت أيضًا إنشادًا مسيحيًا؟

بالطبع لا، فقد نشأت في كورالات الكنيسة القبطية، وكنت وما زلت مرنمًا في الكنيسة، فكما احترفت الأناشيد الإسلامية، أقدم أيضًا ببراعة الترانيم المسيحية والألحان الكنسية.

لنتعرف على أبرز ما أحرزته في مجال الإنشاد

حصلت على المركز الأول على مستوى طلاب الجامعات في مصر في مسابقة الإنشاد الديني، بالإضافة لحصولي على جائزة "أفضل صوت" من وزارة التعليم المصرية 4 مرات متتالية، وحصولي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على جائزة "أفضل مرنم" عام 2012.

كما قدمت العديد من الأغاني الدينية في شهر رمضان الكريم، وتمت استضافتي في برامج عدة لأنشد بعض الأناشيد الدينية الإسلامية، كما قمت بأداء الأغاني الفنية العادية التي تُسوق في شهر رمضان أيضًا فكان أحدثها في شهر رمضان المنصرم وهي أغنية «عشرة عمر».

لنتعرف كذلك على ردة فعل المحيطين بمينا من أهل وأصدقاء.. هل لاقيت اعتراضًا على أدائك الأناشيد الإسلامية؟

نسبة الترحيب كانت عالية جدًا جدًا جدًا، وعلى العكس لاقيت الكثير من التشجيع، ولعل الغريب في الأمر أن بعض الاعتراضات القليلة التي لاقيتها لم تكن من الجانب المسيحي، بل كانت من بعض المسلمين الذين حتى الآن أكن لهم كل محبة واحترام، إلا أنهم قالولي لي «هتروح فين في شيوخنا»، وأحترم وجهة نظر المعترضين بكل محبة، إلا أن باب الفن مفتوح ومتاح للجميع.

كما أنني لن أنسى أنه قيل لي ذات مرة إنني أمثل الوحدة الوطنية في مصر والبلاد العربية، لأنه للمرة الأولى مسيحي يصل لهذه الدرجة من الاتقان في أداء الأناشيد الإسلامية.

ألم تفكر في إطلاق عمل مسيحى إسلامى في الوقت نفسه؟

الأمر خرج من حيز التفكير ونفذته بالفعل فقمت بدمج أنشودة إسلامية قديمة مع أحد مقطوعات التراث الكنسي وذلك في إحدى الاحتفاليات المصرية، ما لاقى نجاحا وقبولا جماهيريا بفضل توفيق الله.

ما الذي يمكن أن ننتظره من مينا عاطف في المستقبل؟

أرغب وبشدة في عمل خطة توعية فنية متكاملة، وذلك لإيماني بأن الشعب المصري العظيم، الذي لطالما نشأ على الأصوات العظيمة للمرنمين والمبتهلين والمنشدين وحتى المطربات والمطربين، على قدر عال من الرغبة في التخلص من بعض الموبقات الموسيقية التي فرضت مؤخرا علينا، وتخرج كل الخروج عن روح الطرب المصري الأصيل، مع تقديم التراث بروح عصرية تتناسب مع الجيل الحالي ولا تخرج عن القيم الأصلية التي نشأنا عليها وهذه هي المعادلة الصعبة التي أنتوي تحقيقها بأمر الله.

وجه كلمة للشباب المصري عن المحبة بين قطبي الأمة

الله محبة.. والله الذي نعبده جميعا له الفضل في أن نحيا ونتحرك ونوجد وأن نحب بعضنا البعض وأن نتحد بكل قوة لمواجهة، مكائد إبليس الراعي الرسمي للانشقاقات والصراعات التي يشهدها العالم أجمع، والذي يحاول بين الفترة والأخرى أن يدخلها إلى مصر، ولكن هيهات، فالمصريون في ترابط ليوم الدين، لا يفرق دين ولا لون ولا جنس.

كونوا على قلب رجل واحد، ولنكن مثالا يحتذي به العالم أجمع، لنصنع حائط صد وندافع به عن بلدنا المحبوبة مصر في وجه كل عدو لها.

هل رويت لنا موقفا أسعدك بسبب إتقانك الإنشاد الإسلامي؟

لي موقف رائع مع الشيخ محمود ياسين التهامي، نقيب الإنشاد الديني في مصر، ونقيب المنشدين، الذي أطلق على لقب الشيخ مينا، وقال لي إنني سأكون يوما من أشهر المنشدين الشباب في مصر والوطن العربي وهو ما زادني إصرارا على ان أبلغ تلك الدرجة.