رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيد فى محمية طبيعية!

المحمية الطبيعية هى «أى مساحة من الأرض أو المياه الساحلية أو الداخلية تتميز بما تضمه من كائنات حيه نباتات أو حيوانات أو أسماك أو ظواهر طبيعية ذات قيمة ثقافيه أو علميه أو سياحيه أو جمالية وتعمل كمستودع احتياطى ودائم لمجموعة من الموارد الاقتصادية والحضارية والجمالية وتحتوى على بيئات وأنواع عديدة كانت معرضة للتدهور أو مهددة بالانقراض». ومن بيان أصدرته وزرارة البيئة، أمس الثلاثاء، عرفنا أن الوزارة رفعت درجات الاستعداد بالمحميات الطبيعية لاستقبال الزائرين خلال عيد الأضحى المبارك.

بإمكانك، إذن، أن تقضى العيد، وإجازته الطويلة، فى محمية طبيعية «خاصة فى المحميات الساحلية مثل رأس محمد بجنوب سيناء ووادى الجمال بالبحر الأحمر»، التى قال البيان إن المواطنين يفضلونها خلال أشهر الصيف، ونقل عن الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة تأكيدها، أو تعهدها، بـ«توفير كافة سبل الراحة للاحتفال بالعيد وسط أجواء الطبيعة لتكون تجربة حقيقية للاستمتاع بالسياحة البيئية والاحتكاك بالطبيعة».

وزيرة البيئة، أكدت أيضًا أن تلك الإجراءات تأتى فى إطار جهود الوزارة لربط المواطنين بالطبيعة وتشجيعهم على التعرف على ثرواتهم الطبيعية بالمحميات الطبيعية لحمايتها والاستمتاع بها مع صونها للأجيال القادمة لتحقيق مبادئ الاستدامة البيئية، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات لفتح أبواب المحميات الطبيعية لاستقبال الزائرين خلال أيام عيد الأضحى المبارك، مع تنفيذ برامج لتوعية الزوار وتوفير مطبوعات وأفلام للعرض على الزائرين توضح التنوع البيولوجى الفريد بمصر، بالإضافة إلى توفير سيارات إسعاف ومنقذين بالمحميات خاصة البحرية، وكذلك التواجد المكثف لباحثى البيئة لاستقبال الزائرين.

اهتمام القيادة السياسية بملف المحميات الطبيعية، خلال السنوات الأخيرة، أكدته وزيرة البيئة، موضحة أنه يتم تطوير تلك المحميات وإدارتها وفق النظم العالمية الحديثة، للحفاظ عليها وتعظيم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحماية ما تزخر به مصر من تنوع بيولوجى، ما يفتح الأبواب أمام القطاع الخاص للاستثمار فى السياحة البيئية بالمحميات، التى تعد نقلة نوعية تمت دراستها فى أسلوب إدارة المحميات، وجذب السياح وتشجيع المواطنين على زيارتها والتعرف على الثقافات المختلفة للسكان المحليين.

السياحة البيئية، بتعريف الصندوق العالمى للبيئة، هى «السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعى إلى الخلل، للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية»، وباتت تستحوذ، طبقًا لإحصاءات دولية، على ٢٠٪ على الأقل من إجمالى حركة السياحة العالمية. لكن ما قد يثير الدهشة، أو يدعو للأسف، هو أننا وجدنا شيئًا، يصعب توصيفه، فى الموقع الرسمى لوزارة البيئة، عن «السياحة البيئية فى مصر»، يزعم أن «أهم معوقات السياحة البيئية» تتلخص فى «نقص التنسيق الحكومى، ضعف القدرة المؤسسية، نقص القوانين والرقابة الملائمة، التقييم الاستراتيجى للمشاريع السياحية، هيمنة القطاع الخاص، نقص الحوافز، الخلط بين مفاهيم وممارسات السياحة البيئية والسياحة التقليدية. وزيادة طلب المستهلكين».

ما يجعل هذا الكلام، الذى يخاصم بعضه بعضًا، يخاصم المنطق أيضًا، هو أنك، ستقرأ فى ذلك الشىء، الذى يصفه الموقع بأنه تقرير أصدرته «إدارة الإعلام والثقافة والتوعية البيئية»، ما يلى: «تعتمد رؤية وزارة السياحة على أنه بحلول عام ٢٠٢٠ يصل عدد السياح إلى ٣٠ مليون سائح بعائد يصل إلى ٣٠ بليون دولار سنويًا. وكذلك تعتمد رؤية وزارة البيئة على زيادة زوار المحميات الطبيعية لتصل عائدتها إلى ١٠ بليون دولار سنويًا». والأكثر غرابة، هو أنك ستجد كاتب ذلك الشىء يحذر من أن «الاستمرار على الوضع الراهن لن يكون منقذًا لنا فى المستقبل، ولا نستطيع الاعتماد فقط على موارد السياحة أو المعونات الأجنبية»!.

.. أخيرًا، وبغض النظر عن ركاكة الصياغة، ولا منطقية الأرقام، نرى أن استخدام «بليون» بدلًا من «مليار»، قد يعنى أن ما تضمنه «التقرير» منقول من مصدر غير مصرى، ويخص وزارتى السياحة والبيئة فى دولة أخرى. وعليه، نرى ضرورة إعادة النظر فى هذا التقرير، وفى كل تقارير «إدارة الإعلام والثقافة والتوعية البيئية» المنشورة على موقع وزارة البيئة، مع إعادة تأهيل من كتبوها، أو نقلوها. وكل عيد وأنتم بخير.