خطة عمل الأمن الغذائي لصندوق أوبك للتنمية الدولية

كانت خطة العمل للأمن الغذائي هي استجابة صندوق أوبك لما أحدثته الأزمة الروسية الأوكرانية من آثار مدمرة على الإمدادات العالمية من الغذاء والأسمدة، فقد كانت أوكرانيا واحدًا من أكبر منتجي القمح والذرة وزيت دوار الشمس في العالم، وأما روسيا فكانت أكبر مصدر للأسمدة، وقد تسبب انقطاع الإمدادات الذي أعقب ذلك في أزمة جوع عالمية غير مسبوقة حيث يأوي ما يصل إلى 828 مليون شخص إلى النوم بسبب الجوع كل ليلة، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمب التابع للأمم المتحدة. 

وحصل "الدستور" على نسخة من خطة عمل الأمن الغذائي لصندوق اوبك للتنمية الدولية، حيث كانت واحدة من أولى المبادرات من نوعها من قبل منظمة دولية، ولم يلبث الحجم الأولى البالغ مليار دولار للفترة 2022- 2024 أن تضاعف بعد ذلك، عندما أطلقت مجموعة التنسيق العربية، وصندوق اوبك عضو فيها، حزمة غذائية بقيمة 10 مليارات دولار. 

وتحدد خطة عمل صندوق أوبك للأمن الغذائي الاحتياجات الفورية وتلك المتوسطة والطويلة الأجل، وتركز على ثلاث أولويات مترابطة: الأولى، النظم الغذائية المستدامة التي يمكنها تحمل الآثار السلبية التي تقع على سلاسل القيمة، والثانية: سلاسل توريد السلع الزراعية، والثالثة: الإنتاج والاستهلاك المستدامان. 

وتمول الخطة البرامج التي تتصدى للتحديات التي تواجه الأمن الغذائي، وتوفير التمويل من خلال القروض المقدمة للقطاعين العام والخاص، فضلاً عن المنح المقدمة إلى الشركاء من البلدان والعملاء الذين يتعرض أمنهم الغذائي إلى الخطر، ويمتد الجدول الزمنى الأولى من عام 2022 إلى عام 2024، غير أن الصندوق يرقت التطورات عن كثب وسيقوم بتوجيه إجراءات المتابعة وفقًا لها.

وإذ يقدم صندوق أوبك إسهامًا كبيرًا من موارده الخاصة، فإنه يدرك أت تدارك أزمة الإمدادات الغذائية سيتطلب تدخلات حاسمة ومنسقة من المجتمع الدولي بأسره، ومن الأمثلة على هذا النهج المشروع الطارئ لتعزيز الأمن الغذائي في الأردن، حيث يضم صندوق أوبك جهوده إلى جهود كل من البنك الاسلامي للتنمية والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير لتوفير حزمة بقيمة 430 مليون دولار تتيح تمويلاً قصير الأجل للواردات بالإضافة إلى استثمارات هيكلية طويلة الأجل.