رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إثارتها للجدل.. علماء الأزهر يجيبون: هل تجوز أضحية الطيور؟

دجاج
دجاج

"أتحدى أي شخص يقول إن الرأي ده باطل" قالها سعد الدين الهلالي، بعد فتواه بجواز الأضحية في الطيور، كالأرانب والدجاج وما شابه، متحديًا جمهور الفقهاء الذي يرى عدم جواز الأضحية إلا في الماشية، مستندين إلى النص القرآني. 

الرأي الفقهي الذي استند إليه في تحديه جمهور الفقهاء هو رأي الإمام ابن حزم، منفردًا به على عكس من جاءوا معه، وجميع أئمة هذا الزمان. 

وينص رأي ابن حزم على أن الأضحية ‌جائزة ‌بكل ‌حيوان ‌يؤكل ‌لحمه ليس فقط من ذي أربع، وإنما "الطيور كالفرس، والدجاج، وكذلك الإبل، وبقر الوحش، وغيره من الطيور والحيوانات الحلال أكلها، لكنه في النهاية حدد الأفضلية بعد ذلك كله إلى ما طاب لحمه وكثر وغلى ثمنه".

رأي ابن حزم الذي ذهب إليه منفردًا دون غيره من العلماء، يغرد به وحده في كتب التراث، إلى عدة أدلة منها قول بلال بن رباح: "ما أبالي لو ضحيت بديك، وما ورد عن ابن عباس في ابتياعه لحمًا بدرهمين وقال: هذه أضحية ابن عباس".

واستدل الهلالي على رأيه أيضا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المهجر إلى الجمعة كمثل من يهدي بدنة، ثم كمن يهدي بقرة، ثم كمن يهدي بيضة».

وقوله صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة».

ويأتي استنتاج بن حزم من هذين الحديثين إلى الاقتراب من هدي الدجاجة والبيضة، أن الأضحية تقريب بلا شك، وتأتي أفضليتها بالترتيب ذاته. 

خصوصية خاصة 

علماء الأزهر الشريف يجيبون بالحجة من القرآن والسنة، على رأي الدكتور سعد الدين وهبة، وما استند إليه من تراث ابن حزم، مؤكدين أن للأضحية خصوصية خاصة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بترتيب الحديث الذي استند إليه الباحثون.

يقول أحمد الترك، أحد علماء الأزهر الشريف، إن ما استند إليه مروجو فتوى جواز الأضحية في الطيور، هي أقوال ضعيفة، فالأضحية في الأصل سنة، إذًا عندما لا يستطيع الإنسان القيام بها فلا إثم عليه.

وأضاف، الترك، لـ"الدستور"، أن الله سبحانه وتعالى جعل الحج وما يتعلق به من الأضاحي وغير ذلك، مرتبطا بالاستطاعة، فإذا كان الحج لمن استطاع إليه سبيلا وهو فرض، فكيف تذهب للتخفيف في الأضحية التي هي سنة من الأساس. 

وأوضح العالم الأزهري أن هناك بعض العمائم والمشايخ يبحثون في التراث حتى يتلقى إحدى المناطق الضعيفة، والفتاوى الشاذة، يتناولها ويسلط عليها الضوء، حتى يثير الجدل ويصل إلى ما يعرف اليوم باسم "الترند"، لكنه في النهاية يصطدم برفض من جموع المسلمين الذين هم على دراية كاملة بكل ما يتعلق بالأضاحي فلم نر يومًا مسلمًا ضحى بـ"فرخة".

وتابع: هناك عدد من المشايخ حولوا الخطاب الديني الذي يفترض أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، إلى خطاب "ترند" بقصد الشهرة، وبالطبع هذا كله يسيء لسمعتنا بالخارج، والأزمة أن البعض يصوغ ذلك من باب التنوير، ولا دخل للتنوير في ذلك. 

وشدد على أن الأضحية شعيرة وسنة عن رسول الله، ضحى الرسول بكبشين أحدهما عن أمته، وغير ذلك يعد لغطًا ولغوا.

لا تجوز من غير بهيمة الأنعام

ومن جانبه يقول، يونس مسلم، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، إن الأضحية لا تجوز من غير بهيمة الأنعام، ومن قال إنها تجوز من غير بهيمة الأنعام فهو ضال مضل، يحرف دين الله ويغير دين الله.

وتابع مسلم، لـ"الدستور"، أن الأضحية لا تجوز من غير بهيمة الأنعام، مستندًا إلى ما جاء في سورة الحجر " وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".

وقال سبحانه وتعالى "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير".

وأضاف، العالم الأزهري، أن الأضحية لا تجوز إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر، والجاموس، الضأن (الأغنام)، على أن يكون الإبل والبقر والجاموس على سبعة فلا يجوز أن يشترك أكثر من سبعة، هذا دين الله ولا يجوز التغيير في دين الله.