رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استنساخ ضد الجندر

  
أقرأ يوميًا مقالات كثيرة عن الجندر، وعن المواطنة كدلالة ومعنى. ولاحظت أن غالبيتها تندرج تحت تصنيف مقالات "طق حنك". تتم كتابتها تحت شعار وأسلوب (الاستعانة بصديق). فنقرأ المقال، ولا نستسيغه ولا نرتاح لمضمونه لكونه مقالاً مستنسخاً لدرجة أنه فى الغالب ما يأتى على النقيض من صحيح معنى الجندر والمواطنة.

نجحت تلك الكتابات المستنسخة فى أن تحول الكتابة عن الجندر والمواطنة إلى شكل من التسطيح فى الفكرة والمضمون بما جعلها مجرد كلمات بلا معنى أو هدف، ومحتوى بلا مضمون.

حولت هذه الكتابات المستنسخة معنى الجندر والمواطنة إلى كائن مشوه ومختزل بحيث لا تستطيع أن تعرف المقصود من ذلك المقال أو الهدف من تلك الدراسة. والملفت للنظر، اختزال الكتابة عن المواطنة فى المفهوم الدينى الطائفى الضيق، والذى هو فى حقيقته نقيض لمعنى المواطنة الحقيقي.

اختزال الكتابات عن معنى المواطنة بهذا الشكل الدينى الطائفى (المسيحى -الإسلامي)، وتجاهل ما تتضمنه من مساواة كاملة بين كل من: الرجل والمرأة، الأشخاص ذوى الإعاقة وغيرهم، الصغير والكبير، الريفى والحضرى، الغنى والفقير، المتعلم وغير المتعلم. هو انتقاص صريح من كون المواطنة تمثل اطار فلسفى 
عام يطبق بشكل قانونى وإجرائى لعدم التمييز والتخصيص لفئة محددة أو استبعاد وفرز فئة أخرى.

تحول الكلام عن المواطنة بمعناها الأصلى إلى شكل من أشكال الاختصار فى الحديث إلى مفهوم المواطنة الدينية. وهى تمثل شكلاً ظاهرياً وطائفية لمعنى المواطنة.

المؤسف أن تلك الكتابات المستنسخة تنقل العديد من الجمل والفقرات والأفكار من مقالات أخرى، وتنتزعها من سياقها بدون الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية أو قواعد الاقتباس واجراء تعديلات وهمية بطريقة copy وPaste بدون الحاجة إلى التعديل أو إعادة الصياغة لحفظ ماء الوجه من سرقات علنية لحقوق الملكية الفكرية.
تتبع الكتابات المستنسخة أسلوب من كل بستان زهرة، ومن كل شجرة ثمرة. ويطبقوها على كتاباتهم ومقالاتهم بأسلوب "من كل مقال.. كلمة" و"من كل دراسة.. جملة". وأصبحت "العنعنة" الطريق السريع فى نقل الأفكار والجمل والتعبيرات إلى عالم الموضوعات والتقارير الصحفية ومقالات الرأى بعد أن أجازها الكثيرين ليس من الصحفيين فقط، بل وأيضاً من كتاب مقالات الرأى.

نقطة ومن أول الصبر..
لا يجوز تناول قضايا الجندر والكتابة عنها بمعزل عن معنى المواطنة. ولا يجوز بكل الأحوال حصر معنى المواطنة فى المفهوم الدينى. 
حديث الجندر والمواطنة هو حديث الدولة المصرية الحديثة المدنية.