يحب الآلات الموسيقية ولا يمكنه العزف.. حكاية عم "رأفت" وصناعة 29 آلة بسوهاج

وسط عدد من الآلات الموسيقية الشهيرة في ورشة نجارة بسيطة لم تعلق عليها لوحات يظنها المارة أنها محل متهالك لترزي قديم معروف باسمه دون ولا يحتاج لدعاية، لكن الحقيقة أنها ورشة نجارة تخصص صاحبها "عم رأفت" صاحب الـ60 عامًا إلا قليلًا في ممارسة هوايته التي أحبها، وهي صناعة الآلات الموسيقية المختلفة من الخشب، رغم أنه لا يجيد العزف.

فى أحد شوارع مدينة سوهاج وفى ورشة نجارة بسيطة يجلس رأفت 59 عاما، أمين مخزن بمديرية الصحة؛ ليصنع الآلات الموسيقية الشهيرة مثل العود والكمان والربابة والناى والجيتار..الخ، بإتقان منقطع النظير.

يقول رأفت، إنه ورث الورشة عن والده لكنه تخصص فى صناعة الآلات الموسيقية بسبب حبه لها رغم قلة زبائنها فى محافظة سوهاج وأن القصة بدأت من 27 عاما، عندما طلب منه ابنه شراء جيتار فقرر أن يصنعه له ويقدمه له هدية.

وأوضح أنه يمارس المهنة منذ أكثر من 25 عاما، واستطاع أن يطور من نفسه في صناعة الآلات الموسيقية عن طريق موهبة المشاهدة والتقاليد التى تميز بها حيث يرى أى إله ويقوم بتصميم نسخة منها لا تستطيع أن تفرقها من الأصل، مؤكدا أن زبائنه من العازفين فى قصور الثقافة والهواة.

وأوضح أنه قام بصناعة 29 آلة موسيقية منها ما هو معروف فى مصر، ومنها ما هو معروف فى الدول الأوروبية ودول الخليج فقط.

واختتم رافت حديثه لـ "الدستور"، أن أمنيته أن يتحول محله وصناعته من موهبة يمارسها لإشباع ذاته لمهنة يتكسب منها ويطعم أولاده لأنه بعد شهور قليلة سيحال لسن التقاعد ولم يصبح لديه عمل، واصفًا نفسه وصنعته قائلًا: "أنا زى دكتور شاطر فى بلد مفيهاش عيانين"، إشارة إلى ضعف سوق بيع الآلات الموسيقية فى محافظة سوهاج.

لم تنتهى قصة عم رأفت عند صناعة الآلات الموسيقية، ولكنه يقوم بنظم بيوت من الشعر العامى بطريقة ساخرة مثل أبيات كتبها على باب محله لمن يقوم بركن سيارته أمام ورشته.