رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القباج: الإرهاب ليس ظاهرة أحادية ولكن له منظور متعدد الأبعاد والآثار

نيفين القباج
نيفين القباج

عقدت على هامش مؤتمر "المجتمع المدني: نحو شراكة فعالة في الجمهورية الجديدة" بمكتبة الإسكندرية جلسة نقاشية، بعنوان "دور المجتمع المدني في مواجهة التطرف وتعزيز التنوع".

شارك في الجلسة كل من نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور جمال عبدالجواد، رئيس برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكى والدراسات الاستراتيجية، والدكتور جورج فهمي، أستاذ مساعد بالجامعة الاوروبية بإيطاليا، والدكتور خالد فهمي، باحث بمؤسسة الأهرام والمستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ. وأدار الجلسة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.

في البداية، قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المجتمع المدني لديه دور كبير ليس مقتصرًا فقط على مشاركة المواطنين في الخدمات العامة، ولكنه تحول إلى آلة إنتاج، ونتمنى أن يصل إلى مرحلة المشاركة في التوعية خاصةً في بعض القضايا الحساسة التي تتعلق بالإرهاب والإيمان بمفهوم التنوع والتعدد.

وتحدث "زايد" عن البحث الذي أعدته وزارة التضامن الاجتماعي والمُتعلق بمناقشة قضية تكلفة الإرهاب وأسبابه، قائلًا: "نحن أمام وجهين للمسألة أحدهما مظلم يجب مجابهته والآخر مضيء لا بد من دعمه".

وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية، أن للإرهاب تكلفة كبيرة كان من الممكن أن تذهب هذه الأموال لجهود التنمية الاجتماعية والحماية المجتمعية.

بدورها، قالت الدكتورة نيفين القباج، إن فكرة البحث بدأت بطلب من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان يهدف إلى رصد التكلفة الاقتصادية للإرهاب التي تكبدها المجتمع المصري خلال الأعوام الماضية.

وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن البحث شارك فيه عدد كبير من الباحثين والمتخصصين وتطرق إلى رصد التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للإرهاب خلال العقود الثلاثة الماضية، مبينة أن البحث استمر لمدة ١٨ شهرًا.

وأوضحت أن هناك أزمة هوية وانتماء عند الشباب حتى وإن كان موجودًا في مصر ولكنه مغترب، مضيفة أننا أمام قضية حقيقية تبدأ بالاغتراب وفقد الهوية، وتنتهي بالتطرف والإرهاب.

وقالت إن الوزارة ستبدأ في نشر البحث بين كل فئات المجتمع وللطلاب في المدارس، لافتة إلى أن البحث توصّل إلى أن الإرهاب ليس ظاهرة أحادية، ولكن له منظور متعدد الأبعاد والآثار، وأوضحت أنه ليس شرطًا أن يرتبط الإرهاب بالفقر أو بتدني المستوى التعليمي.

وقالت إن هناك تكلفة سياسية للإرهاب تمثلت في تعطيل مشروع بناء الدولة الحديثة، بالإضافة إلى تكلفة اجتماعية تمثلت في تهديد الوحدة الوطنية سواء الدينية أو الطبقية، موضحة أن التكلفة السياسية والاجتماعية كانت أفدح من التكلفة الاقتصادية.

بدوره تحدث، الدكتور جمال عبدالجواد، عن مراحل إعداد البحث وخطة العمل فيه، مشيرًا إلى أنهم استغرقوا وقتًا طويلًا للوصول إلى مفهوم محدد للتطرف والإجابة على سؤال ماذا حدث لكي يتحول الإنسان الصالح المحتمل إلى إرهابي ومُخرب؟.

وقال إن المستوى المادي ليس السبب في التطرف، ولكن هناك عوامل فكرية تسببت في ظهور هذا الفكر، موضحًا أن المجتمع المدني عليه دور كبير في إعادة الفكرة النهضوي بدلًا عن الفكر المتطرف، لأن الأمر يبدأ من مرحلة الطفولة لأن العامل الثقافي والفكري جزء مهم في تكوين عقول الأجيال.

من جانبه قال الدكتور جورج فهمي، إن المجتمع المدني في مصر تحمل تكلفة كبيرة نتيجة الإرهاب منها تكلفة مباشرة تمثلت في وقف نشاط تلك الجمعيات وتكلفة غير مباشرة تتعلق بالتضييق على عمل الجمعيات الأهلية في فترات مجابهة الإرهاب.

وأضاف أن بعض الجمعيات الدينية دفعت كُلفة كبيرة بسبب تصاعد موجات العنف الناتج عن الإرهاب، لافتًا إلى أنه حدث نوع من التديين للمجال الخدمي. 

وأشار إلى أن المجتمع المدني الآن أمامه فرصة كبيرة للعمل بشكل كبير، لأنها أمام لحظة تحول لم تكن موجودة في السابق. 

ولفت إلى وجود عدة مسارات من الممكن أن يعمل عليها المجتمع المدني في مصر منها مسار للوعي ومسار الشراكة بين الجمعيات الدينية المختلفة، فضلًا عن عمل برامج تثقيفية تعزز قيم احترام وقبول الآخر بشكل عملي.

وتطرق الدكتور خالد فهمي، إلى دور مراكز الأبحاث في مجابهة الإرهاب من خلال إعداد دراسات عن أسباب هذه الظاهرة وأساليب مجابهتها.

ورأى فهمي، أن الإرهاب عائق للإصلاح الاجتماعي والسياسي، وفي نفس الوقت نقص الإصلاح يؤدي إلى الارهاب، مبينا أن هناك نوعين من التطرف وهما تطرف واضح مادي من خلال تنظيمات وتطرف كامن ويتمثل في سلوكياتنا وكيف نفكر في الآخر.

وأشار إلى أن التطرف الكامن يتحول إلى تطرف ظاهر في فترات الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، متابعًا أن مصر نجحت في مجابهة التطرف الظاهر المادي، ولكن المعضلة الكبرى في التطرف الذي لا يمكن أن نراه.

وقال إن الإرهاب ظاهرة معقدة ومنتشرة وأصبح يستخدم منصات غير تقليدية للترويج لأفكاره وبالتالي يجب أن نتعامل بطرق غير تقليدية لمجابهة هذا الفكر.

وتابع: "ليست لدينا خريطة للتطرف في مصر، لأن التطرف كمفهوم أوسع من الإرهاب، فالتطرف ليس تنظيمًا فقط، ولكن يتمثل في شخص يتبنى قيمًا وسلوكيات تجاه الآخر".

من جانبه تحدث المستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، عن دور البرلمان المصري ووزارة التضامن الاجتماعي في إصدار قانون جديد لعمل الجمعيات الأهلية وتم إعطاء فرصة للجمعيات لتوفيق أوضاعها.

وأشار إلى أن هناك ٣٤ ألف جمعية تم توفيق أوضاعها، ولكن هناك جمعيات لم توفق أوضاعها وبالتالي هذه الجمعيات كانت لها أهداف أخرى.

وأكد أهمية دور الجمعيات الأهلية في مساندة الدولة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للدولة، لافتًا إلى أن هذا الدور ليس فقط مساعدات مادية، ولكن في جوانب كثيرة منها التعليم والصحة ورعاية الأطفال وخلافه.