رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف المرشدى: انتهاء أزمة الدواجن.. والأسعار الحالية مناسبة للمنتج والمستهلك (حوار)

أشرف المرشدى
أشرف المرشدى

قال أشرف المرشدى، عضو اتحاد منتجى الدواجن، إن أزمة الدواجن فى مصر انتهت بالفعل ويوجد حاليًا فائض كبير فى الإنتاج، مطالبًا بفتح باب التصدير لتوفير السيولة الدولارية.

وأضاف «المرشدى»، فى حواره لـ«الدستور»، أن أسعار الدواجن حاليًا مناسبة للمستهلك والمنتج، على حد سواء، مشددًا على ضرورة الاستمرار فى دعم صغار المربين والاعتماد على تلك الصناعة الواعدة التى يمكنها النهوض بالاقتصاد المصرى.

وأشار إلى أن القطاع يعمل بنصف طاقته الإنتاجية فقط، لعدم توافر سيولة كافية لدعم صغار المزارعين وتوفير مدخلات الإنتاج، مشددًا على أن هناك الكثير من الخطوات التى يجب اتخاذها حاليًا حتى لا تعود الأزمة مرة أخرى.

■ بداية.. هل تواجه مصر أزمة فى الدواجن حاليًا؟

- لا، الأزمة انتهت، ولدينا فائض كبير فى الإنتاج والأمور مستقرة فى القطاع الداجنى، والأسعار الآن مناسبة للمستهلك وللمنتج أيضًا، وارتفاع الأسعار ٣ أو ٥ جنيهات فى الكيلو ثم عودتها مرة أخرى يرجع إلى العرض والطلب، وبشكل عام لن يوجد ارتفاع فى الأسعار خلال الفترة المقبلة.

■ ما سبب ارتفاع أسعار بيض المائدة؟

- شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا فى طبق البيض، حيث سجلت أسعاره ١٠٧ جنيهات للطبق، وهذا سعر مناسب جدًا للمستهلك والمنتج، وحين انخفضت الأسعار خلال الفترة الماضية حدثت خسائر كبيرة للمنتج، وكانت الأسعار أقل من التكلفة النهائية.

■ كيف يمكن النهوض بصناعة الدواجن مرة أخرى؟

- تعد صناعة الدواجن من الصناعات الحيوية فى مصر وتحظى بأهمية كبيرة، وهى واحدة من أكبر القطاعات، ويتم تحسين الإنتاجية عن طريق زيادة المساحات المزروعة بفول الصويا والذرة الصفراء وذلك بهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية.

كما يجب تحسين جودة المنتجات الدوائية المقدمة للحيوانات بتطوير وتحديث معايير الجودة المتبعة وتعزيز الرقابة الصحية، ويجب الاهتمام بالتغذية وتحسين جودة الأعلاف المستخدمة فى تربية الدواجن، وتحسين جودة المياه المستخدمة فى الشرب، وكل هذا كان متبعًا قبل الأزمة.

وتمثل صناعة الدواجن فى مصر قطاعًا تنافسيًا ومتطورًا، حيث يتوافر فيها جميع الموارد اللازمة لإنتاج الدواجن بجودة عالية وبأسعار تنافسية، كما أن الحكومة المصرية تدعم هذا القطاع من خلال توفير التسهيلات والإعفاءات الضريبية والاستثمارية، وتشجيع الاستثمار فى هذا المجال، ومن المتوقع أن تستمر صناعة الدواجن فى النمو والتطور فى مصر، وأن توفر فرص عمل أكثر وتسهم فى تلبية الاحتياجات الغذائية المحلية والعالمية.

■ هل هناك طرق أخرى للنهوض بالقطاع؟

- يجب توفير التمويل للاستثمارات فى هذا القطاع ودعم صغار المربين، كما يمكن الاعتماد على التقنيات الحديثة فى تربية الدواجن مثل تقنيات الاستخدام الذكية والرقمية وتحلية المياه والتحكم الآلى فى درجة الحرارة والرطوبة، والإضاءة الصناعية، ويجب تطوير الكوادر البشرية فى هذا القطاع من خلال توفير التدريب المستمر، وتعزيز المعرفة والخبرة فى مجال تربية الدواجن.

ويجب الاهتمام بالصحة الحيوانية وتحسين مكافحة الأمراض المنتشرة بين الدواجن وتطوير برامج اللقاحات والعلاجات الحيوية، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية، مثل وزارتى الزراعة والرى، والجمعيات الزراعية، والشركات المنتجة للأعلاف والمعدات، والبنوك التجارية، والاعتماد على التقنيات الحديثة، وتطوير الكوادر البشرية، والاهتمام بالصحة الحيوانية، والتعاون بين الجهات المعنية.

كما يمكن أيضًا تحسين قطاع الدواجن فى مصر من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة فى هذا المجال من الدول الأخرى، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية فى هذا القطاع، ويمكن تعزيز التعاون بين المزارعين وتشكيل جمعيات زراعية لتبادل الخبرات والمعلومات وتسهيل الوصول إلى الأسواق. ويجب اتباع استراتيجيات واضحة ومدروسة وتوفير الدعم اللازم للمربين والشركات المنتجة للأعلاف والمعدات، وتعزيز الاستثمار فى التكنولوجيا والتدريب والتطوير، والعمل على تحسين جودة المنتجات وتوفيرها بأسعار مناسبة للمستهلكين، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة فى هذا القطاع.

■ هل عادت كل القطاعات للإنتاج؟

- لا، هناك إحجام من المربين، والقطاع يعمل الآن بنحو ٥٠٪ فقط من الطاقة الإنتاجية، نتيجة لعدم توافر سيولة لدى عدد كبير من المربين، ولعدم حدوث الأزمة مرة أخرى يجب تشديد الرقابة على الأسواق، خاصة على التجار والمستوردين، وهذا يمنع العشوائية فى قطاع الدواجن.

■ أترى أن هذه الإجراءات كافية للسيطرة على العشوائية؟

- يجب إنشاء لجنة مخصصة لمتابعة خامات إنتاج أعلاف الدواجن، وأن تكون من قِبل الجهات المعنية، حتى تكون هناك رقابة على الخامات المستوردة، وسيكون لها مردود إيجابى على القطاع، خاصة على صغار المربين الذين يمثلون ٧٥٪ من القطاع، وهؤلاء يجب توفير الخامات لهم بأسعار مناسبة.

تلك اللجنة ستسهم فى الحفاظ على زيادة الإنتاج ودخول القطاعات بشكل كامل مرة أخرى، وقطاع الدواجن يعمل به أكثر من ٣.٥ مليون عامل، وهو قطاع حيوى ويجب المحافظة عليه.

■ ماذا عن قطاع الأدوية البيطرية؟

- الأدوية البيطرية يتم استيرادها من الخارج بنسبة تتعدى ٩٨٪، وتوجد ٣ مصانع فقط داخل مصر، وهذه المصانع تستورد المواد الخام من الخارج، لذلك لا يوجد منتج محلى ١٠٠٪ فى قطاع الأدوية، ولكن هناك طاقة أمل، وسيتم قريبًا افتتاح مصنع للأدوية البيطرية باستثمارات كبيرة تغطى جزءًا كبيرًا من القطاع.

■ كيف يمكن التوسع فى زراعة الذرة والصويا؟

- بالفعل، توسعت الحكومة فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا خلال العام الجارى، ولكن يجب اتباع عدد من المقترحات لزيادة الإنتاج، كما يجب اختيار الأصناف المناسبة للمنطقة والظروف المناخية المحيطة بها، التى تتمتع بمقاومة جيدة للأمراض والآفات، ويجب تحديد موعد الزراعة المناسب.

يفضل زراعة الذرة فى فصلى الربيع والصيف، والصويا فى فصلى الصيف والخريف، كما يجب توفير نظام رى مناسب للمحاصيل، والذى يمكن أن يكون بالرى بالتنقيط أو بالرى بالرش، ويجب استخدام الأسمدة اللازمة لتغذية المحاصيل بالعناصر الغذائية الضرورية، ويمكن استخدام الأسمدة الكيميائية أو الأسمدة العضوية.

■ ماذا عن المقترحات الأخرى لزيادة مدخلات إنتاج الأعلاف؟

- يمكن توسيع زراعة الذرة والصويا عن طريق تحسين التقنيات المستخدمة فى الزراعة وتوفير الدعم المالى والتقنى للمزارعين، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للزراعة، مثل الرى والتسميد ومكافحة الآفات والأمراض، كما يمكن العمل على توفير الأسواق للمحاصيل وتشجيع الصناعات التى تستخدم الذرة والصويا كمادة خام لتعزيز الاقتصاد المحلى وتحسين مستوى المعيشة للمزارعين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن توسيع زراعة الذرة والصويا عن طريق تحسين جودة المحاصيل وزيادة كفاءة الإنتاجية، مثل تحسين الوراثة وتطوير الأصناف المقاومة للظروف البيئية القاسية، وتطوير التقنيات الحديثة مثل الزراعة المائية والزراعة دون تربة. ومن المقترحات الأخرى تحسين إدارة المحاصيل مثل التخطيط الجيد للزراعة والتحكم فى المخاطر البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتوفير التدريب والتثقيف للمزارعين حول كيفية إدارة المحاصيل بشكل فعال، ويجب التركيز على تحسين الجودة والإنتاجية وإدارة المحاصيل وتوفير الدعم المالى والتقنى والتدريب للمزارعين وتطوير الأسواق وتشجيع الصناعات المرتبطة بالمحاصيل.

■ كيف يمكن أن تتوسع مصر فى تصدير منتجات الدواجن؟

- يمكن زيادة الصادرات من منتجات الدواجن المصرية عن طريق تحسين الجودة وتوسيع الأسواق المستهدفة، بالإضافة إلى أنه يمكن تعزيز التكنولوجيا فى صناعة الدواجن فى مصر، مثل استخدام التقنيات الحديثة فى الإنتاج والتغذية والرعاية الصحية، ويمكن تعزيز الترويج والتسويق لمنتجات الدواجن المصرية، مثل تحسين التعبئة والتغليف والتسويق الإلكترونى والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

ويجب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص فى صناعة الدواجن، وتوفير الدعم للمربين المحليين عن طريق الشراكة الحكومية الخاصة، ويجب أيضًا العمل على تحسين بنية التكنولوجيا والبنية التحتية لصناعة الدواجن فى مصر، وتوفير مزيد من الدعم للبحث والتطوير فى هذا المجال وتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على الاستثمار فى صناعة الدواجن فى مصر.

هل لدينا فائض دواجن للتصدير؟

- نعم لدينا، وكانت مصر تصدر الدواجن إلى ١٤ دولة قبل انتشار أزمة إنفلونزا الطيور فى عام ٢٠٠٤. ومع ذلك، فإن انتشار المرض وتفشيه فى مصر وبعض البلدان الأخرى أدى إلى حظر استيراد الدواجن من مصر وذلك حفاظًا على سلامة الإنسان ومنع انتشار المرض، وتم العمل على تحسين معايير الجودة والسلامة فى صناعة الدواجن، وأُعيد فتح بعض الأسواق لاستيراد الدواجن من مصر فى وقت لاحق.

ومع ذلك، لا يزال هناك بلدان تفرض قيودًا على استيراد الدواجن من مصر ومن بعض الدول الأخرى التى تعانى انتشار أمراض الطيور، وتعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمات دولية وخبراء فى مجال الصحة الحيوانية والبشرية على مواجهة هذه التحديات، وتحسين جودة وسلامة منتجات الدواجن المصرية.

ويوجد فى مصر عدد كبير من المنشآت التى أثبتت خلوها من إنفلونزا الطيور، وتعد صناعة الدواجن من الصناعات المهمة فى مصر، حيث توفر فرص عمل، وتسهم فى تلبية احتياجات السوقين المحلية والعالمية.