رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القرص القاتل.. حكايات من دفتر ضحايا حبوب الغلال

حبوب الغلال
حبوب الغلال

كانت هبة سامي عشرينية شاهدة على واقعة انتحار باستخدام حبوب الغلال، حدثت في محافظة سوهاج، لشاب في الثلاثين من عمره في قريتهم، ضاق به الحال بعدما فُصل من وظيفته، وبدأت تظهر عليه علامات الاكتئاب الشديد حيث كان جارهم.

تقول: «الوفاة حصلت لجارنا الصبح ومحدش قدر يلحقه لأن وقتها كان بيتهم فاضي، خرجت والدته وتركته في المنزل، ولما رجعت لاقيته على الكنبة وريحة حبة الغلة في البيت وبيصارع في النفس الأخير ولون وشه متغير بسبب علامات الاختناق».

توضح أنه كان يحتضر وفي أنفاسه الأخيرة: «طلبنا إسعاف وروحنا على مستشفى سوهاج العام، لأن مفيش إسعافات أولية ممكن تتعمل في الحالة دي، لأنه كان بيطلع في الروح وتقريبًا على ما وصلنا كان مات».

 

طلبات إحاطة لمنع حبوب الغلال

كثرت حالات الوفاة مؤخرًا نتيجة تناول حبوب الغلال لاسيما في المحافظات، حيث من السهل الحصول عليها من الجمعيات الزراعية من أجل المحاصيل. واتساقًا مع ذلك ناقشت لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، طلبات إحاطة من نائبين بشأن استيراد وبيع حبوب الغلال التي يستخدمها الفلاحون في حفظ الغلال والأرز من التسوس.

واستعرض النائبان الاقتراح برغبة، موضحين أن الآونة الأخيرة شاع فيها وفيات بين الشباب والأطفال لتناولهم حبوب الغلال، لاسيما وأنها سهلة التناول وتؤخذ دون المعرفة بأضرارها أو النظر لما قد يعقب هذا الأمر.

وأشارا إلى أن خطورتها تأتي بسبب انخفاض ثمنها حيث إن ثمن القرص الواحد لا يتعدى الـ5 جنيهات وسهل الحصول عليها حيث تباع في محلات المبيدات الحشرية دون رقابة، مطالبين بوقف استيرادها والبحث عن بديل لها، وتكثيف التوعية الإعلامية على مدى خطورتها وكونها قاتلا سريعا، بالإضافة إلى تجريم بيعها في المحلات التجارية.

 

تقول هبة: «على ما وصلنا المستشفى كان الشاب مات، بسبب حبة الغلال لأنها متوفرة ومنتشرة في القرية وسعرها رخيص وأي حد يقدر يشتريها من الفلاحين، لأنها بتستخدم في حفظ المحاصيل الزراعية وحمايتها».

تضيف: «حبة الغلال في المحافظات بنعتبرها سم وسعرها 5 جنيه، وأي حد بيشتريها لكن لازم يكون فيه أماكن مخصصة لبيع الحاجات دي ويكون فيه ضمان عشان نضمن أن اللي واخدها للمحاصيل الزراعية بجد وليس للانتحار».

  • وحبة الغلال هي قرص من الألومنيوم فوسفيد يستخدم في حفظ المحاصيل الزراعية، ولكنه مادة سامة في نفس الوقت، وتكون على هيئة أقراص أو كرات أو مسحوق، وتساهم في تبخير الغلال أثناء التخزين لحمايتها من الحشرات والقوارض ويتم استيرادها من الخارج خاصة من الهند والصين.

 

فيما يؤكد القدري عماد، أحد فلاحي محافظة البحيرة ممن يستخدمون حبوب الغلال في الزراعة، والذي كان شاهدًا على وقائع كثيرة لانتحار شباب بسبب تلك الحبة، أنها مفيدة لحفظ المحاصيل الزراعية في الغلال من الحشرات ولكن في نفس الوقت لا بد من ضبط عملية بيعها.

يضيف: «يمكن أن يشتريها أي شخص طفل أو فتاة أو رجل مش لازم يكون فلاح وعنده أرض ملكه عشان يأخدها سواء من السوق أو من الجمعيات الزراعية، وبسبب سهولة تداولها حصل حالات وفيات كتير خصوصًا طلاب الثانوية العامة».

وفي كل عام حسب عماد، يحدث حالات وفاة لطلاب الثانوية العامة فور ظهور النتيجة، يذكر منها ما حدث خلال العام الماضي لطالبة في الثانوية العامة والتي بمجرد انتقاص درجات قليلة من مجموعها استخدمت 4 حبوب غلال من التي يحتفظ بها والدها في منزله من أجل المحصول وقامت بابتلاعها لتموت في الحال.

  • سجلت محافظة الفيوم وحدها خلال العام 2018 ما يقرب من 80 ضحية وأكثر من 200 وفاة