رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. لماذا ابتعد يوسف السباعي عن الكتابة السينمائية؟

يوسف السباعي
يوسف السباعي

يعد الكاتب الروائي يوسف السباعي، المولود في مثل هذا اليوم من العام 1917، واحد من أبرز كتاب الرواية المصرية، لقب بفارس الرومانسية نظرا لما تميزت به رواياته من أجواء عاطفية تشيع بقصص الحب والرومانسية.

يوسف السباعي واحد من أكثر كتاب الرواية بعد إحسان عبد القدوس الذين تحولت أعمالهم الروائية إلى أفلام سينمائية، من بينها رد قلبي، نحن لا نزرع الشوك، أرض النفاق، نادية، آثار في الرمال، أخلاق للبيع، الليلة الأخيرة، شارع الحب، أذكريني، العمر لحظة، حتي آخر العمر، إني راحلة، عاشق الروح، بين الأطلال وغيرها الكثير.

وفي حديث له مع مجلة الكواكب الفنية والمنشور في العدد 293 بتاريخ 12 مارس من العام 1957، تحدث “السباعي” عن أسباب ضعف القصص السينمائية، مشيرا إلى عدم إحساس المنتج بقيمة القصة وافتقاده أنها مجرد حدوتة يستطيع أن يؤلفها أي إنسان لا تشترط فيه كفاءة خاصة، فكانت النتيجة أن معظم الأفلام لم يكن لقصصها مؤلف واضح، فهي أما مفتعلة أو مقتبسة من أفلام أجنبية أو مقامة علي فكرة من المنتج والمخرج يظل الأثنان يضيفان إليها ويعدلان حتي تصل إلي الصورة التي تطابق رغبتهما.

ويوضح يوسف السباعي: خضوع القصة ــ إذا وجدت ــ لتغييرات وتبديلات سببها أما رغبات خاصة للمسئولين عن الفيلم قد تكون ضمنها "نزوة" كأن تبدل شخصية لتلائم شخصا معينا أو يضخم دور ليرضي شخصية أخرى، أو يكون التبديل ناتجا عن عجز من المخرج أو تقصير من المنتج في الصرف فتكون النتيجة هي "الكلفتة"، بحيث لا يستطيع أن تجد للقصة الأصلية أثرا.

ــ لهذه الأسباب خاصم يوسف السباعي السينما

ويمضي يوسف السباعي في حديثه لمجلة الكواكب عن أسباب ضعف القصص السينمائية: عدم إحساس، أو تباعد القادرين علي الكتابة للسينما نتيجة للعامل الأول، واختلاف التفكير بين كتاب القصة وبين المشتغلين بالسينما. حدث أن التقيت بصديقي "نجيب محفوظ"، وكان غاضبا عابس الوجه فقلت له: "ما بك"، فقال: أنني أشترك في كتابة سيناريو، وأجلس مع خمسة، وأجد باستمرار أن رأيي مخالف لرأي الأربعة، وقد ثرت علي نفسي وصمتت ألا أشترك في كتابة السيناريو، ولكني تذكرت أني قبضت 300 جنيه وأنني يجب أن أعيد المبلغ إذا قررت أن أكون رجلا مخلصا لفني، وقد صرفت هذا المبلغ، ولهذا اضطررت أن أخضع لبقية الآراء.

ويستدرك “السباعي”: هذا مثل صحيح للهوة الكائنة بين تفكير الأثنين، وأن كنت أعتقد أننا في طريقنا إلي التغلب عليها وتضييقها بفهم كل من الطرفين للآخر، أعني بالكاتب لأمكانيات السينما، وخضوع المشتغلين بالسينما للمنطق السليم. 

عدم وجود طبقة السيناريست الذي يستطيع أن يحول القصة إلي فيلم ناجح، عدم إطلاع المنتجين والمخرجين علي علي الإنتاج القصصي الذي ظهر في الأدب المصري والذي أعتقد أن فيه نبعا غنيا للسينما المصرية.

ــ حكاية السباعي مع الفتوة “عرابي”

وحول القصص التي كتبها خصيصا للسينما، قال يوسف السباعي لمحرر الكواكب: كتبت قصة لم تظهر بعد، هي "عبده الجبار"، وعبده الجبار فتوة في الحسينية، وقبل أن أضع القصة والسيناريو ذهبت إلى "عرابي" الفتوة، وصاحب قهوة عرابي في ميدان فاروق، وقضيت معه جلسات طويلة قص علي فيها تاريخه العجيب الحافل. كما كتبت قصة “رحلة غرامية” من فكرة لمحمود ذو الفقار.

وعن القصص التي كتبها يوسف السباعي وكان هو بطلها يضيف: أنا لا أستطيع أن أقول أنني كنت البطل، أو لم أكن كذلك، لأنني مؤلف "حشري"، أتسرب في أبطال القصة، وأقربهم من خلقي أحسن ما عندي، وأملي عليهم فلسفتي ومنطقي، ولكني أقول لك أنني كنت محدد المعالم في بداية "إني راحلة" كما كانت البطلة.